بشهادة المُرتَزَقة.. كيف يقود ثنائي الشر "قطر وتركيا" الحرب في ليبيا؟
رغم الأزمات الاقتصادية الطاحنة وفتك فيروس كورونا بالآلاف من مواطنيهم، إلا أن ثنائي الشر "قطر وتركيا"، مازالوا ماضين في أجنداتهم الإرهابية لاستغلال ليبيا التي مزقتها الحروب الأهلية والميليشيات والفرقة بأيدي تنظيم الحمدين، ليتواطؤوا مع العديد من المرتزقة لخدمة مصالحهم والاستيلاء على النفط والسيادة عليه.
على يد الجيش الوطني الليبي، كشف العديد من المرات التدخل القطري التركي ودعمهم للميليشيات الإرهابية بالبلاد، فضلاً عن العثور على أسلحة ترتبط بهم والكثير من الوثائق والمستندات أيضاً، ولكن هذه المرة اعترف عليهم أتباعهم كلياً لفضح جميع المخططات الإجرامية لثنائي الشر.
تفاصيل الاعترافات
في ظل معركة تحرير طرابلس، تمكن الجيش الليبي من كسر شوكة الإرهابيين والإيقاع بالعديد من المرتزقة، حيث نشرت شعبة الإعلام الحربي بالجيش الوطني تفاصيل اعترافات المرتزقة التي فضح فيها تمويل قطر وتركيا، واستغلالهم لمختلف الجنسيات وليس السوريين فقط للسيطرة على مطار مصراتة.
واعترف المرتزق المقبوض عليه محمود جسمي المرغني، بأن 5 ضباط من المخابرات القطرية كانوا في استقباله مع 103 مرتزقة آخرين من مختلف الجنسيات، في مطار مصراتة فور وصولهم على طائرة مدنية أقلعت من اسطنبول التركية.
وكشف أن هؤلاء الضباط القطريين لدى استقبالهم، أخبروهم بأنه: "أنتم الآن في ليبيا ولا بد من الطاعة العمياء لأننا اشتريناكم لتفعلوا ما نأمركم به"، مضيفا أنه على متن الطائرة كان يوجد العديد من الأسلحة القطرية، بينما أرسلت تركيا الأسلحة الثقيلة عبر البوارج التركية إلى موانئ طرابلس.
الثمن ألفا دولار شهرياً
وتابع أن الأتراك والقطريين هم المسيطرون على مطار مصراتة لتنظيم استقبال المرتزقة إلى ليبيا، حيث إنهم يحصلون على مبلغ ألفَيْ دولار شهريا، مقابل عملهم كحراس للقواعد التركية في ليبيا لمدة بين 3 إلى 6 أشهر.
وحول سبل نقلهم، قال المرغني إنه تم نقلهم إلى منطقة غازي عنتاب بالحدود التركية السورية ومنها إلى اسطنبول بطائرة عسكرية ليستقلوا الطائرة المدنية من مطار اسطنبول إلى مطار مصراتة، حيث التقى على متن الطائرة مع مرتزقة من تنظيمات إرهابية أخرى مثل جيش النخبة وفيلق المجد وفيلق الشام والسلطان مراد وصقور الشام إضافة إلى مليشيا الحمزات، والذين تم توزيعهم في عدة جبهات للقتال بطرابلس بتمويل قطري.
طائرة أخرى
لم يقتصر الأمر على المرغني، حيث نشر الجيش الوطني الليبي أيضا، اعترافات مرتزق آخر هو محمد عيدان أسعد رمضان، الذي ينتمي لـ"جيش النخبة" التابع لتركيا، في مقابل راتب شهري.
واعترف أنه تم نقله مع 150 فردا آخرين من منطقة حوركلس، في أوتوبيسات ضخمة إلى تركيا ومنها إلى مطار غاري عنتاب، للقتال في طرابلس بجانب مليشيات الوفاق في محور بوسليم، حيث كانت طائرتهم محملة بالأسلحة، وتولى المسؤول القطري عنهم توزيعها عليهم في محاور القتال.
وأضاف عيدان أن قائده في محور بوسليم اسمه "أبو رائد" الذي جنده الأتراك بالقوة بعد رفض مجموعة كبيرة من المرتزقة السوريين يصل عددهم إلى 225 هربوا نقلهم، حتى لا ترسلهم قوات أردوغان إلى ليبيا لصعوبة الوجود في طرابلس، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق يقاتل معها أطفال صغار غير مدركين أو قادرين على ذلك، ولكنهم خضعوا لذلك بالقوة.
وأكد أنه سلم نفسه للجيش الليبي دون مقاومة بعد تضييق الحصار عليه في بوسليم بصحبة عدد من زملائه أيضا، موجها رسالة لباقي السوريين الذين يستغلهم الأتراك والقطريون، داعيا إياهم لعدم الانتقال إلى ليبيا قائلا: "إن أردوغان غصبنا على الذهاب إلى ليبيا على غير رغبتنا".
خداع تركي
مرتزق آخر، يدعى محمد إبراهيم العيداوي، تم نقله إلى بوسليم الليبية، مقابل ألفي دولار شهريا لمدة 3 أشهر، بمزاعم حراسة منشآت تركية في طرابلس، وهو ما تم بواسطة عقيد تركي بمليشيا "جيش النخبة" التابعة لأردوغان للذهاب إلى ليبيا، والذي أخبره أن القيادات العسكرية التركية على محاور طرابلس وزعتهم في نقاط صغيرة بتشكيل يتكون من 4 سوريين مع 2 ليبيين.
وتابع أنه عقب وصوله لليبيا اكتشف هو ورفاقه حقيقة الأمر وخديعة العميد التركي لهم، بأنهم أصبحوا مرتزقة للقتال مع حكومة الوفاق وضد الجيش الليبي، وليس للحراسة، ما ولد خلافات بين الطرفين، انتهت بتهديد الأتراك لهم بتسليمهم للجيش الليبي في ليبيا إذا أصروا على الرجوع إلى سوريا، حيث إنه حينها سيمرون في طريقهم إلى تركيا وعندها ستقتلهم السلطات.
وأوضح أنه نشبت خلافات بينهم وبين عناصر ميليشيات السراج، لذلك سجن القائد الإرهابي السوري المصاحب لهم في طرابلس بعضهم، مطالبا السوريين بعدم تصديق الأتراك، ولا ما يسمى بأفراد الجيش السوري الحر الكاذبون، على حد قوله.