خبراء عراقيون: الاتفاقيات الـ13 تجدد أواصر الصداقة بين "القاهرة" و "بغداد"
في إطار تطور العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين مصر والعراق، وصل الدكتور "مصطفى مدبولي" إلى العاصمة العراقية، بغداد صباح اليوم، لعقد قمة ثنائية مع نظيره العراقي الدكتور مصطفى الكاظمي، تحت عنوان اجتماع اللجنة العراقية المصرية المشتركة، والتي تأتي استكمالاً لاتفاقيات دبلوماسية ومعاهدات تعاون بين البلدين، تم توقيعها قبل نحو شهرين.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، في بيان: إن المباحثات انطلقت مباشرة مع رئيس الوزراء المصري، فور انتهاء مراسم الاستقبال، لتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
توافق مبدئي
فيما أعلنت الحكومة المصرية،عن توافق مبدئي مع العراق على إنشاء آلية "النفط مقابل الإعمار".
وأوضح مدبولي، أن الآلية تعتمد على قيام شركات من بلاده بتنفيذ مشروعات تنموية في العراق مقابل كميات نفط تستوردها القاهرة.
وأعلن "مدبولي" عن استعداد شركات المقاولات المصرية للدخول للسوق العراقي؛ للمساهمة في تطوير البنية الأساسية وجهود إعادة الإعمار، وتنمية وتطوير قطاع الإنشاءات والإسكان.
توقيع 13 اتفاقية تعاون في مجالات مختلفة
في هذا السياق قال الدكتور "مصلح السعدون"، المحلل السياسي العراقي، إن في شهر أغسطس الماضي، عقدت قمة ثلاثية في الأردن بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة العراقية السيد مصطفى الكاظمي، نتج عنها توقيع عدة اتفاقيات وتفاهمات مشتركة أمنية وسياسية واقتصادية ودبلوماسية، لما فيها من خدمة لشعوب تلك الدول وتعزيز العلاقات بين الأشقاء والمنطقة والعالم .
وأضاف "السعدون" في تصريحات لـ"العرب مباشر": "لما تحظى به هذه الدول من إمكانيات جغرافية واقتصادية، وحضر هذا اليوم رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي تتمة لهذه اللقاءات حيث تم توقيع 13 بروتوكولاً للتعاون في مجالات الكهرباء، والصناعات الحربية والبترول والطاقة والإسكان والقنصليات، وكذلك توقيع اتفاقيات النفط، مقابل الإعمار للاستفادة من خبرات الشركات المصرية المتطورة لمساعدة العراق في التنمية والاستثمار"، موضحًا أنه حيث سيتم وضع خطة زمنية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
توافق ثنائي على مواجهة التحديات التركية
تابع: "العراق ومصر بينهما تقارب عالي بين الشعبين الشقيقين وتشابه في عظمة التاريخ، كون العراق ومصر تنحدران من أعظم وأعرق حضارتين هما حضارة وادي الرافدين ووادي النيل"، منوهًا أيضًا بأنهما دولتَا مصب لأكبر الأنهار، والتي تعاني كلتا الدولتين من المشاكل المائية والمتمثلة بسد أليسو على نهر الفرات والذي أنشأته تركيا للضغط على العراق، وتحجيم موارده المائية، وكذلك سد النهضة الذي شيدته إثيوبيا على نهر النيل بدعم تركي، أيضًا للضغط على مصر.
أردف: "كذلك أن البلدين تخوضان معارك شرسة ضد الجماعات المتطرفة والإرهابية"، مؤكدًا أن مصر تشهد تنمية صناعية وزراعية واقتصادية، وفي مجالات الصناعات الحربية والبترولية والكهرباء وقطاع الإسكان والتي سيتم الاستفادة منها في القطاع التنموي العراقي، الذي يشهد انهيارًا بسبب فشل سياسات الحكومات المتعاقبة على الحكم منذ احتلال العراق عام 2003، ولغاية تسلم السيد الكاظمي للسلطة والذي يسعى جاهدًا للنهوض بالاقتصاد العراقي.
علاقة قديمة وتعاون إستراتيجي
فيما أكد المحلل السياسي العراقي الدكتور "نزار عبدالغفار السامرائي"، أن العلاقة بين مصر والعراق قديمة جدًا، ورغم أنها مرّت بفترات ركود، إلا أنها سرعان ما تعود إلى أفضل ما يكون، قائلاً: "وذلك لما يشكله البلدان من أهمية في المنطقة سواء من الجانب السياسي أو الاقتصادي".
كما أضاف السامرائي، في تصريحات لـ"العرب مباشر": "أن علاقة الشعبين العراقي والمصري وثيقة إلى درجة كبيرة، حتى أن الدارج لو سألت أي عراقي إن كان يرغب بزيارة عواصم عربية لقال دون تردد القاهرة وبيروت، لما تشكله مصر من علاقة روحية لدى الشعب العراقي، وهذا يعود إلى أيام الرئيس جمال عبد الناصر وحتى قبلها".
أشار المحلل العراقي، أن الاتفاقيات التي تم الاتفاق عليها بين العراق ومصر، شيء طبيعي يأتي ضمن السياق الذي قامت عليه العلاقات السياسية بين البلدين الفترة الماضية، ولاسيما بعد القمة الثلاثية في الأردن، وزيارة وزير الخارجية العراقي إلى القاهرة، مردفاً: " كما أنها تأتي ضمن سياق السياسة العراقية بالانفتاح على الوسط العربي، وبالتأكيد فإن مصر هي قلب الوطن العربي، والمحرك الفاعل له ولا بد أن تكون ضمن الأولويات لتوطيد العلاقات بين العراق ومحيطه الإقليمي على وجه الخصوص".
تابع: "مصر شهدت تطورات اقتصادية بشكل واضح ما يجعلها جديرة بأن تمد يد العون في المجالات المختلفة إلى بقية الدول، ولاسيما أن العراق الآن يمر بمرحلة انتقالية وعمرانية تتيح المجال للاستثمار والعمل في مختلف المجالات".