«كورونا» يضرب جامعة قطر.. واتهامات للحكومة بالتراخي

«كورونا» يضرب جامعة قطر.. واتهامات للحكومة بالتراخي
صورة أرشيفية

لا تزال يعاني الشعب القطري من أزمة تفشي وباء "كورونا" في ظل ضعف الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة والتي تسببت في تفاقُم الأزمة رغم توفر الإمكانيات لمواجهتها، فمؤخرًا شهدت جامعة قطر انتشارًا غير مسبوق لحالات مصابة بفيروس "كورونا" دفع وزارة الصحة العامة لاتخاذ قرار بفحص جميع منتسبي الجامعة والعاملين فيها من أطقم هيئة التدريس وغيرهم في محاولة جاءت متأخرة لمحاصرة فيروس "كورونا".

الإجراءات الحكومية جاءت متأخرة بعد تفاقم أزمة التفشي داخل الجامعة


من جانبها، أعلنت إدارة المرافق والخدمات العامة بجامعة قطر عن إطلاق حملة فحص عشوائي لمنتسبي الجامعة بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، في محاولة للحد من انتشار فيروس "كورونا"، ومع ضخامة الأعداد نجحت الحملة في فحص 32% من إجمالي الأعداد المطلوب فحصها، وتم تأجيل البقية على أن يتم فحصهم في أسرع وقت مع تزايد الحالات التي تم التأكد من إيجابية العينة الخاصة بها.


وأكد مراقبون أن جامعة قطر كانت قد أكدت على أهمية الاستمرار في الحضور بنسبة 80% وهو الأمر الذي من المرجح أن تتراجع عنه قريبًا بسبب زيادة عدد المصابين بالفيروس بعد انتشار الأعراض بين عشرات العاملين في الجامعة بين حمى وسعال وضيق تنفس.


وأضافوا أن السلطات القطرية حاولت التحرك للسيطرة على تفشي الفيروس باتخاذ عدة إجراءات منها قياس درجة حرارة الموظفين وجميع المترددين على الجامعة مع التشديد على عدم دخول من تزيد حرارته عن 38 درجة مئوية كما شددت على تطبيق الإجراءات الاحترازية ومنح أفراد الأمن والحراس صلاحيات تتيح لهم بتطبيق القانون وإيقاف من يرفض الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية، وهي الإجراءات التي وصفها المراقبون بأنها جاءت متأخرة بعد تفاقُم الأزمة رغم التحذيرات الدولية من الموجة الثانية من فيروس "كورونا".


الثقة غائبة.. والخوف من «كورونا» يتضاعف


يتضاعف خوف المواطنين من تفاقم أزمة تفشي وباء "كورونا" في ظل انعدام الثقة في الأرقام المعلنة عن عدد المصابين، وهو الأمر الذي يثير مخاوف المواطنين، خاصة أن الأرقام الحقيقية تختلف تمامًا عما يتم إعلانه وهو ما لفت إليه عدة تقارير إعلامية حول العالم.


أبرزها شبكة "فوكس نيوز" الأميركية التي شككت في نزاهة التقارير التي يصدرها النظام القطري بشأن أعداد ضحايا فيروس "كورونا" على أراضيها، مؤكدين أن النظام لا يكشف الحقيقة خوفًا من نقل بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها قطر عام 2022.


وأكدت "فوكس نيوز" في تقريرها أن شركة «كورنرستون غلوبال أسوشيتس» للاستشارات الإدارية والإستراتيجية، في لندن كشفت عن مذكرة داخلية لشركة إنشاءات تعمل في مشاريع بطولة كأس العالم، أثارت المخاوف من أن كثيرًا من عمالها الذين أصيبوا وتوفوا جراء «كورونا» لم يُعلن عن أنهم من ضحايا الفيروس.


ولفتت الصحيفة، إلى أن «كورنرستون غلوبال أسوشيتس» قدمت خدمات استشارية لمنظمة الصحة العالمية وخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، وتابعت ملف منح قطر استضافة بطولة كأس العالم في عام 2010.


وأوضحت شركة «كورنرستون غلوبال أسوشيتس» في تقريرها أن تلك المخاوف تتماشى مع مخاوف أثيرت من قبل بشأن التناقض الواضح بين عدد الإصابات ومعدل الوفيات.


تقرير «كورنرستون غلوبال أسوشيتس» المكون من 10 صفحات وحمل عنوان «كوفيد19: هل ستقام بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر؟»، قال إنه يلاحظ أنه بحلول منتصف أغسطس2020، عانت قطر من أعلى معدل إصابة بفيروس «كورونا» في العالم لكل فرد من السكان، وتابع: «قطر تسجل 201 حالة وفاة فقط، مما يشير إلى أن نسبة الوفيات 0.17 في المائة«.

إجراءات الحكومة ليست مطمئنة.. وسنمنع أبناءنا من الذهاب للجامعة


من جانبه، يقول "عبدالله.ح"، منعت أبنائي من الذهاب إلى الجامعة فالأرقام المعلنة لا تتفق مع قرارات الحكومة التي تتراخى كثيرًا حتى تتضخم الأزمة وبعدها تأتي الإجراءات الاحترازية، نشعر بأن هناك شيئًا خاطئًا، فقررنا الانتظار ومتابعة التطورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى نشعر بالاطمئنان على صحة أبنائنا.


وأضاف، لا أستطيع أن أعتمد على الإجراءات الحكومية الأخيرة بفحص جميع العاملين والمترددين والمنتسبين للجامعة، خاصة أن الجميع يدرك أن تحركات السلطات القطرية منذ بداية الأزمة لا تأتي إلا متأخرة وبعد تفاقم الأزمة.


وتابع، الأكثر أمانًا لنا أن نبقى في منازلنا حتى نشعر بالاطمئنان مرة أخرى، فالكل يشعر بالرعب من الأرقام الهائلة لأعداد المصابين والتي لم تتوقف أو تنخفض رغم تصريحات الحكومة القطرية الدائمة عن قرب محاصرة الفيروس والسيطرة عليه، فتعدادنا ليس بعشرات الملايين لتستمر الأوضاع السيئة في التفاقم ولا أدري متى ستتحرك الحكومة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.