انطلقت فعاليات الحوار السياسي الليبي في العاصمة التونسية أمس الاثنين، بمشاركة 75 شخصية ليبية، وذلك لمناقشة الإطار السياسي، بعد مفاوضات في القاهرة وجنيف تناولت شقّي الأمن والدستور.

وقال الرئيس التونسي قيس سعيد خلال افتتاح المنتدى: إنّ الهدف من هذا اللقاء هو الحل السلمي ووضع إجراءات واضحة ومواعيد محددة للتوصل إلى هذا الحل، مذكّراً بأنّ المبادرات والتأويلات والقرارات قد اختلفت، وفي الأثناء سقط مئات الأبرياء.
 

مخاوف ومحاذير من نتائج الملتقى 

في هذا السياق قال المحلل السياسي الليبي محمد الأسمر البوزيدي، إن الحوار السياسي الليبي في تونس، على قدر ما يحمله من العديد من النقاط الإيجابية، فإنه يحمل الكثير من المحاذير والمخاوف أيضا، لافتا أن الإيجابيات في اللقاء تتلخص في مناقشة ثلاث نقاط مهمة.

وأضاف البوزيدي في تصريحات لـ"العرب مباشر": "إن النقطة الأولى تأتي في تشكيل سلطة تنفيذية توافقية موحدة ومؤقتة تمهد لمرحلة قادمة، أما النقطة الثانية في هذا اللقاء هو تحديد معايير ترشيح الشخصيات في المناصب العليا، والنقطة الثالثة تتلخص في التفاهم حول القوانين والقواعد الدستورية للانتخابات"،  موضحاً أن هذا الملتقى سيسفر عنه حكومة انتقالية مشكلة من رئيس مجلس رئاسي ونائبين ورئيس حكومة ونائبين والإعداد للدستور الذي يدعم الانتخابات في فترة ستين يوما، ولإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في فترة 18 شهرا من الممكن أن تمتد إلى ستة أشهر أي فترة أقصاها سنتان.

تابع: "تم التهيئة لهذا الاجتماع في الاجتماع بالسادس من أكتوبر بالقاهرة لنقاش المسار الدستوري، وهو نقطة مهمة ومحورية في المسار السياسي".

أما المخاوف فأشار عنها المحلل السياسي الليبي: "فتتضمن المشاركين الذين رشحتهم البعثة الأممية في ليبيا للحضور إلى تونس، ومنهم 70 شخصا معظمهم ينتمون لتيار الإخوان؛ ما يعد انحيازا كاملا لا يتوافق مع حجم الإخوان في الديموجرافية الليبية، ولذا نخشى أن يلقى الإخوان بمصالحهم في إنتاج الحكومة، ولاسيما أنهم يشكلون أغلبية في هذا الملتقى".

من جانبه قال الدكتور مختار الجدال، المحلل السياسي الليبي، إن منتدى الحوار في تونس خطوة لمحاولة حل أزمة ليبيا السياسية، مضيفاً أنها ستبقى مجرد محاولة ما لم تتوج بقرارات جريئة خاصة في موضوع جمع السلاح وحل الميليشيات وإدماجها وخروج جميع المرتزقة.

وأضاف الجدال في تصريحات لـ"العرب مباشر": "وها نحن ننتظر ما سيسفر عنه منتج المنتدى، لكن حتى الآن غير مطمئنة"، لافتا أن أغلبية إسلامية تسربت إلى منتدى الحوار تابعة للإخوان.

وتابع: "وتسربها مقصود لتوجيه منتدى الحوار نحو سيطرة أيديولوجية إسلامية تقودها جماعة الإخوان المسلمين".
 
الغنوشي يلتقي الوفد الليبي 

وفي محاولة لإفشال مفاوضات السلام، التقى رئيس البرلمان الليبي راشد الغنوشي أمس سرّاً الوفد المشارك في منتدى الحوار السياسي الليبي الممثل لحكومة الوفاق، في وقت شهد فيه اليوم الأول للمنتدى تبايناً شديداً في وجهات النظر بين المشاركين.

ووفقا لتقارير عربية، فقد عُقد في منزل الغنوشي الموجود في ضواحي العاصمة التونسية اجتماع سرّي جمع جزءاً من الوفد، وحضره أيضاً المكلف بالشؤون الخارجية في حزب النهضة رفيق عبدالسلام.

ويرى العديد من المتابعين في تحرك الغنوشي محاولة لإفشال عملية السلام في ليبيا، وضرباً لأسس التعايش السلمي خدمة للإملاءات التركية، بحسب المصدر ذاته.