مستقبل قاتم ينتظر السياسة الخارجية التركية في عهد أردوغان
من سياسة صفر مشاكل إلى أزمات في كل دولة، هكذا تحولت السياسة الخارجية التركية سريعا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان حتى وصلت البلاد معه إلى نقطة اللاعودة، فأصبح من الصعب العودة للمعسكر الغربي والاستمرار في النهج العدائي الحالي يعني زيادة عزلتها الدولية وتفاقم الأزمات تحديدا مع الولايات المتحدة وتحت إدارة جو بايدن الذي يتوعد لأردوغان.
عزلة تركيا
من المرجح أن يؤدي نهج تركيا العدائي في العلاقات الخارجية إلى تحول في سياسة الولايات المتحدة تجاه تركيا، من التعاون إلى تعقد العلاقات، وفقاً لما نشره موقع "أحوال" التركي.
وقدمت التقارير الأخيرة عن تركيا صورة قاتمة لعلاقات تركيا مع حلفائها الغربيين وسط سلسلة من التطورات التي تنفر أنقرة؛ ما أغرقها في عزلة إقليمية، وأصبح من الصعب تعزيز العلاقات الجيدة بين تركيا والولايات المتحدة.
سيكون من الخطأ القول: إن شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخية الروسية الصنع من طراز S-400 نابع من إحباطها من الولايات المتحدة، حيث تُظهر إستراتيجية أنقرة الجديدة رأيها المتغير بشأن الولايات المتحدة.
تنظر الحكومة التركية إلى الولايات المتحدة على أنها تهديد إستراتيجي وليست حليفة، أصبحت الغالبية المتزايدة في واشنطن تنظر إلى تركيا بنفس الطريقة.
وبالنسبة للرئيس الأميركي الذي تم تنصيبه حديثًا جو بايدن وإدارته، فإن تركيا لا تقدم الآن علاقة يجب استعادتها ولكن مشكلة سياسة خارجية غير قابلة للحل يجب إدارتها والتخفيف من حدتها على أفضل وجه ممكن.
عدائية أردوغان
ومن المتوقع أن تكون سياسة الولايات المتحدة تجاه تركيا تحت حكم بايدن بالتأكيد تحولها التدريجي من التعاون إلى الاحتواء.
وفي حال أرادت تركيا أن تسعى إلى مزيد من الموقف المستقل في علاقاتها الخارجية، فإن صناع السياسة في الولايات المتحدة بحاجة إلى أخذ بيانات سياستها الخارجية على محمل الجد.
وعلى الغرب أن يعترف بإصرار تركيا على السلوك المستقل في تحد لتحالفاتها التقليدية، ولكن القيام بذلك سيسبب مشاكل وأزمات أكثر ما يزيد من عزلة تركيا وليس حل الأزمة.
فأولئك الذين فضلوا سياسة خارجية أكثر استقلالية لتركيا يجب أن يعترفوا أيضًا بأنهم يعتزمون تغيير اتجاه البلاد بعيدًا عن الغرب، وهو ما يعني صعوبة تحسين تركيا لعلاقاتها الإقليمية تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان.