مصريون يروون خسائرهم المادية والنفسية بسبب إرهاب الإخوان
على مدار السنوات العشر الماضية لجأت جماعة الإخوان الإرهابية في مصر إلى العنف في محاولة منها لزعزعة الأمن والاستقرار وإفقاد المواطن المصري ثقته في مؤسسات الدولة، ما جعل الخاسر الأكبر خلال تنفيذ هذه المخططات الدنيئة التي قام بها عناصر الإخوان الإرهابية هو المواطن المصري الذي دفع ثمن رفضه للجماعة الإرهابية سواء في وجودها على رأس السلطة في مصر أو المجالس النيابية والأسلوب الذي انتهجته الجماعة الإرهابية بعد الإطاحة بها عام 2013.
تفجير مفاجئ وأشلاء متناثرة
ومن ضِمن الوقائع الأكثر دموية في الشارع المصري بعد الإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية، كانت محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد إبراهيم، حيث أوضحت التحقيقات أن سيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق وانفجرت فور اقتراب موكب اللواء إبراهيم، الذي كان يمر في شارع مصطفى النحاس بمنطقة مدينة نصر.
وتقول سارة محمود، شاهدة عيان: إنه كان يومًا طبيعيًا ولم تكن هناك أي مؤشرات لأي حادث إرهابي، حيث كانت تقود السيارة وحين وقوفها بجانب أحد المحال التجارية، بغرض التسوق، سمعت صوت تفجير هائل، ولم تتوقع أنه حادث إرهابي، ولكن وجدت المترجلين في الشارع الجانبي بعد نزولها من السيارة يهرولون تجاه الشارع الرئيسي بجوار الإشارة ويصرخون.. "تفجير، الإرهابيين، اتصلوا بالإسعاف".
وأضافت السيدة المصرية: "بكل صدق لم أستطع الاقتراب أكثر من المسافة التي خطوتها بجانب الشارع، فالمشهد كان مريعا للغاية، ورأيت أشلاء على الأرض، وكاد أن يغمى علي وبالفعل فقدت توازني، لكن أحد المارة لحق بي وجعلني أستند على سيارة كانت تقف في الطريق، ولم أستوعب الأمر في البداية ودموعي بدأت تنهال من عيني، وحتى تلك اللحظة لم أكن أعلم أن هذا استهداف لموكب وزير الداخلية، فعدت إلى السيارة مرة أخرى وذهبت إلى المنزل".
فيما قال رامي شاكر، موظف بإحدى الشركات الكائنة في شارع مصطفى النحاس، إنه وصل إلى عمله باكرا في ذلك اليوم، ووجد أحد العمال ينادي عليه ويقول له "انظر من الشرفة واضح أن هناك تفجيرًا، والناس يجرون تجاهه".
وأضاف الشاب المصري: "رأيت دخانا متصاعدا في المنطقة، وتجمهرًا غير طبيعي من المواطنين، وسألت أحد المارة في الطريق أسفل الشرفة، فقال لا أعلم، واكتفيت بالمشاهدة ولم أنزل إلى الشارع خوفا من حدوث تفجير آخر، وسمعت بعد ذلك صوت سيارات الإسعاف، لكن رأيت شرطيا على قيد الحياة لكنه يتألم وتسيل منه الدماء".
الإرهاب يحصد أرواح الأطفال
وفي نوفمبر عام 2017، وقع هجوم إرهابي بالتزامن مع صلاة الجمعة، حيث كان مسجد الروضة يحتشد بالمصلين، وزرع الإرهابيون عبوة ناسفة، وعقب انفجارها وهرولة المصلين خارج المسجد تلقاهم الإرهابيون الذين كانوا يحاصرون المسجد بالأسلحة الرشاشة التي أوقعت 305 ضحايا وعشرات المصابين، كما استهدفوا طواقم الإسعاف كذلك.
وقال أحد المصلين: إن الأجواء في قرية الروضة لم تنذر بأي هجوم إرهابي محتمل، حيث كانت الأوضاع هادئة للغاية كما هو المعتاد في القرية، لا سيما أن يوم الجمعة يعتبر يومًا ذا خصوصية لسكانها.
وأضاف: "المذبحة كانت بشعة ومرعبة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، ولكن الأصعب في الأمر كان الـ27 طفلاً الذين انتهت حياتهم برصاص الإرهابيين".
تعطيل مترو الأنفاق
وفي 15 سبتمبر عام 2013، أطلقت الجماعة الإرهابية شائعات بتعطيل مترو الأنفاق لتكبيد الهيئة الحكومية خسائر، ما جعل المواطنين يستقلون وسائل نقل أخرى، حيث يقول أحمد ناصف، إنه تأخر عن مهام عمله في ذلك اليوم هو وزملاؤه بسبب هذه الشائعات المغرضة، مشيرًا إلى أنه كان مضطرا لاستقلال العديد من وسائل المواصلات للوصول إلى جهة عمله، ما جعله يدفع الكثير من الأموال مقارنة بما يدفعه مقابل تذكرة المترو في ذلك اليوم.