زيارة تاريخية.. الإمارات تُعزز علاقاتها مع الولايات المتحدة في النفط والذكاء الاصطناعي

زيارة تاريخية.. الإمارات تُعزز علاقاتها مع الولايات المتحدة في النفط والذكاء الاصطناعي

زيارة تاريخية.. الإمارات تُعزز علاقاتها مع الولايات المتحدة في النفط والذكاء الاصطناعي
رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

توجه الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أول في زيارة رسمية له إلى الولايات المتحدة بهدف تعزيز العلاقات الإماراتية - الأمركية والدفع بها إلى "مرحلة جيو - اقتصادية جديدة" تركز على النمو الاقتصادي والابتكار، وفقًا لما صرح به كبار المسؤولين الإماراتيين قبل لقاء القمة المرتقب بين الزعيمين في واشنطن العاصمة يوم الاثنين، حسبما نقلت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.

غزة على رأس الأولويات


وقال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي الأبرز للرئيس الإماراتي، خلال إحاطة إعلامية في دبي يوم الخميس: "الهدف من الزيارة من وجهة نظر إماراتية هو الاستثمار في مستقبلنا من خلال عدسة اقتصادية".


وأشار إلى أن جدول أعمال الشيخ محمد في لقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس سيتضمن مناقشة التحديات الإقليمية الكبرى مثل الحرب في غزة، إلا أن الهدف الأساسي هو إعادة توجيه العلاقات الاقتصادية، حيث تسعى الإمارات إلى تجاوز التركيز التقليدي على الصراعات الإقليمية والنفط والدفاع.


وأضاف قرقاش: "نحن الآن في مرحلة جيو - اقتصادية"، مشيرًا إلى أن الرئيس الإماراتي سيعمل على توسيع التعاون الاقتصادي والأمني، بالإضافة إلى التركيز على مجالات رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، المناخ، والفضاء.


وفي منشور له على منصة "إكس"، قال السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة: "سيبرز الزعيمان مسار شراكة الإمارات والولايات المتحدة على مدى نصف قرن في مجالات التجارة والاستثمار والأمن". وأضاف: "هناك عدد قليل من الدول التي تتقدم بسرعة في مجال التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي وتنسجم بشكل وثيق مع الولايات المتحدة مثل الإمارات".

تعزيز التعاون الاقتصادي


وبحسب الشبكة الأمريكية، فإنه في فبراير الماضي، صرّح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، بأن الإمارات قد تكون "منطقة اختبار تنظيمية" عالمية لتجربة الذكاء الاصطناعي، وتبعت ذلك شركة "مايكروسوفت" باستثمار ضخم قدره 1.5 مليار دولار في شركة "جي 42"، الشركة الإماراتية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، في أبريل.


وأعلنت شركات كبرى مثل "بلاك روك" و"جلوبال إنفراستركشر بارتنرز" و"مايكروسوفت" وشركة "MGX" المدعومة من "مبادلة" أخيرًا عن شراكة عالمية للاستثمار في بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، مما يعزز التوجه الاستراتيجي لدولة الإمارات نحو التكنولوجيا الأميركية والذكاء الاصطناعي لتعزيز النمو الاقتصادي المستقبلي.


وتابعت الشبكة أنه من المتوقع أن تتضمن الزيارة أيضًا اجتماعات مع كبار رجال الأعمال والقادة التنفيذيين في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة، مما يعزز مساعي الإمارات لجذب الاستثمارات الأميركية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على علاقاتها الاستثمارية والدبلوماسية مع الصين.

شراكة اقتصادية تريليونية


تمتد الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والإمارات لأكثر من خمسة عقود. وفي عام 2023، بلغت قيمة التجارة الثنائية بين البلدين نحو 31.4 مليار دولار، حيث تجاوزت الصادرات الأمريكية إلى الإمارات 24.8 مليار دولار، وفقًا لسفارة الإمارات في واشنطن.


وتعتبر الإمارات، التي تنتج نحو 4% من إمدادات النفط العالمية، من بين أكبر المستثمرين في الولايات المتحدة، حيث تبلغ استثماراتها هناك نحو تريليون دولار. وتعد صناديق الثروة السيادية الإماراتية، بما في ذلك "جهاز أبوظبي للاستثمار" و"مبادلة"، من كبار المستثمرين في قطاعات العقارات والبنية التحتية والتكنولوجيا في الولايات المتحدة.


كما حافظت الإمارات على كونها شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا في مجال الدفاع والأمن مع واشنطن، حيث تستضيف قاعدة "الظفرة" الجوية الأميركية وتعمل كشريك رئيسي إلى جانب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق. وشاركت الإمارات في التحالف العالمي لهزيمة تنظيم داعش وكذلك في العمليات ضد تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له في المنطقة. كما لعبت الإمارات دورًا رئيسيًا في الصراعات في المنطقة، بما في ذلك في ليبيا والسودان واليمن.

الصراع في غزة


وأكدت الشبكة الأمريكية أن هذه القمة بين الزعيمين تأتي في ظل استمرار الصراع في غزة، والذي يتسبب في أزمة إنسانية كبيرة ويهدد استقرار المنطقة، وقد زادت التوترات مع موجة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على أهداف حزب الله في لبنان، وكذلك الأخبار التي تفيد بأن إيران تساعد الحوثيين في اليمن لاستهداف وإسقاط طائرات "ريبر" الأميركية بدون طيار. هذه التطورات تعقد الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار، في الوقت الذي يقترب فيه الذكرى السنوية لهجوم 7 أكتوبر على إسرائيل والانتخابات الأميركية المقبلة في 5 نوفمبر.