فشل جديد للشورى القطري.. المجلس يشتكي مواطناً بسبب احتجاجه على ارتفاع الأسعار

سجل مجلس الشورى القطري فشلا جديدا

فشل جديد للشورى القطري.. المجلس يشتكي مواطناً بسبب احتجاجه على ارتفاع الأسعار
صورة أرشيفية

منذ طرح القانون الخاص به، يحيط بمجلس الشورى القطري أزمات عديدة، تسببت في انتقادات محلية ودولية واسعة تجاهلها النظام، والتي استمرت بعد الانتخابات وعقب تشكيله وممارسة أعماله، حيث اشتكاه عدة مواطنين بسبب تقاعسه.

تقاعس مجلس الشورى

المثير للجدل والانتقادات اللاذعة في قطر، أن مجلس الشورى القطري قدم شكوى ضد أحد مواطني البلاد، الذي انتخب القطريون قبل أشهر ثلثي أعضائه، بأول تجربة من نوعها تشهدها الدوحة.

وتسبب أحمد الكواري، وهو مواطن قطري، في انتشار حالة من الجدل والسخرية عبر موقع تويتر، حيث قال: إنه يواجه شكوى قدمها مجلس الشورى ضده، وإنها أحيلت إلى النيابة العامة حاليا بعد أن استدعته هيئة حكومية مسؤولة عن "الجرائم الإلكترونية"، في إشارة للتدوين على مواقع التواصل الاجتماعي.

واشتكى المجلس المؤلف من 45 عضوا من تغريدة كتبها الكواري عبر تويتر، قبل أن يحذفها بعد نحو نصف ساعة؛ بسبب نصائح وجهت له من قبل أحد أشخاص، بحجة أنها قد تتضمن مخالفة للقوانين.

مزاعم قطرية

وأكد الكواري أن تغريدته، التي اشتكى فيها مجلس الشورى تعود لحوالي شهر؛ إذ تتضمن كلمة متداولة بين القطريين في المجالس على سبيل "القشمرة"؛ أي المزاح وفق اللهجة المحلية القطرية.

وتضامن معه الكثير من المواطنين القطريين الذين نددوا بتلك الواقعة وتقويض حرية الرأي والتعبير، حيث أعادوا نشر صورة لتغريدة ردا من الكواري يقول فيه "كلهم حرامية"، في رده على نقاش عبر تويتر حول ارتفاع أسعار الخدمات الصحية والوقود والاتصالات وتذاكر السفر، ودور وزارة الاقتصاد ومجلس الشورى وجمعية حماية المستهلك في مواجهة ذلك الغلاء.

بينما نفى الكواري أن تكون الشكوى بسبب تغريدة "كلهم حرامية"، مضيفا أنه سبق وانتقد مجلس الشورى بشدة، ليتفاجأ بعدة مؤيدين له في رأيه ذاك مستعينين بالحملة القومية لمقاطعة شركة الاتصالات المحلية بسبب ارتفاع أسعار خدماتها، فضلا عن فريق آخر وقف ضده مدفوعا من النظام.

وشدد المواطن القطري الكواري على أن الشكوى المقدمة ضده من المجلس تعد صدمة كبيرة، معتبرا أنه كقطري أصبح بين "المطرقة والسندان" بسبب تصرف مجلس الشورى "المؤسف".

أعضاء المجلس ما زالوا في عباءة الحكومة

وأكد الكواري أن المجلس القطري لم يستطع بعض أعضائه الخروج من "عباءة الحكومة والعسكرية لعباءة المواطن".

ويرى أن مجلس الشورى لم يستطع تحمل تغريدة من مواطن يتحمل الديون وارتفاع الأسعار وقطع رواتب وقطع علاوات، مشيرا إلى أن: "إذ أنت يا مجلس الشورى متفرغ تشتكي على مواطن وشايف المشاكل اللي تصر بحق المواطن من غلاء وارتفاع أسعار ومنت قادر تقول كلمة.. للأسف صار لكم ثلاثة شهور ما شفنا منكم شي غير التصوير في المجالس".

وفي سخرية لاذعة منه، أكد الكواري أن أكبر إنجازات مجلس الشورى حتى الآن هي الشكوى ضده، منتقدا أعضاءه: "استحوا على وجهكم.. والله عيب".

مجلس مخيب للآمال

ومنذ إجراء انتخابات المجلس، اعتبرتها المواقع الدولية، مخيبة لآمال القطريين، بسبب جدل استثناء عدد من أفراد قبيلة آل مرة بشكل غير مباشر من التصويت والترشح، يثير عدة أسئلة، مؤكدة أن التغيير الديموقراطي للمجلس محدودا جدا في الدولة الخليجية؛ حيث لن تتغيّر الحكومة ولا توجد أحزاب سياسية.

كما اعتبروا أن قطر لا تحترم الأسس الديمقراطية، ما يجعل أن المجلس لن تكون نقطة تحوّل في قطر، خاصة بعد حرمان العديد من القطريين من حقوق المواطنة الكاملة وقمع منتقدي الحرمان التعسفي من الاقتراع.

فيما نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بما "تم استبعاد آلاف القطريين"، مشيرة إلى المظاهرات للصغيرة التي جرت ضد القانون في أغسطس الماضي، وأن "قطر اعتقلت نحو 15 متظاهرا ومنتقدا للقانون"، ما يثبت أن المجلس كان مجرد تحسين صوري.