أفغانستان.. كيف أظهر مقتل الظواهري فشل طالبان في تحمُّل مسؤولياتها ضد الإرهاب؟
أظهر مقتل الظواهري فشل طالبان في تحمُّل مسؤولياتها ضد الإرهاب
كشف مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أميركية بطائرة بدون طيار على العاصمة الأفغانية كابول، فشل نظام طالبان في الوفاء بضمانات مكافحة الإرهاب المنصوص عليها في اتفاقية الدوحة لعام 2020، وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء أن الظواهري البالغ من العمر 71 عامًا، قُتل في "ضربة دقيقة" في وسط مدينة كابول يوم السبت، وقال بايدن إن المخابرات الأميركية حددت مكان الطبيب المولود في مصر في وقت سابق من هذا العام وأنه وافق على قرار الضرب قبل العملية بأسبوع واحد فقط.
اتفاق الدوحة
بعد سنوات من مقتل زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد الباكستانية في مايو 2011، أكدت التقارير الأمنية أن الظواهري متمركز في أفغانستان بحكم العلاقات الوثيقة بين طالبان وعناصر وقادة التنظيم الإرهابي الأخطر في العالم - حسب صحيفة "هيندوسن تايمز" الهندية.
تمركز الظواهري في أفغانستان بالتنسيق مع حركة طالبان جاء على الرغم من اتفاق الدوحة المعيب الذي مهد الطريق لعودة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021 وفق ضمانات محددة للغاية لمكافحة الإرهاب والتي تلزم حركة طالبان بالعمل ضد مجموعات مثل القاعدة وينص الاتفاق على أن حركة طالبان لن تسمح لأي من عناصر أو قادة مجموعات مسلحة مثل القاعدة باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أمن الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، وبموجب الاتفاق، يُطلب من حركة طالبان "إرسال رسالة واضحة مفادها أن أولئك الذين يشكلون تهديدًا لأمن الولايات المتحدة وحلفائها ليس لهم مكان في أفغانستان.
انعدام الثقة في طالبان
أعقاب الغارة الجوية التي استهدفت زعيم القاعدة بصواريخ هيلفاير، قال مسؤول في الإدارة الأميركية: إن شخصيات بارزة في شبكة حقاني، الذراع القتالية الرئيسية لطالبان، كانت على علم بوجود الظواهري في كابول في "انتهاك واضح لاتفاق الدوحة" بل واتخذ خطوات لإخفاء وجوده بعد غارة يوم السبت بطائرة بدون طيار، وقال المسؤول الأميركي: إن شبكة حقاني قيدت الوصول إلى منزل الظواهري الآمن وسرعان ما نقلت أفراد عائلته، بما في ذلك ابنته وأطفالها، كما لم تنبه الولايات المتحدة طالبان قبل هجوم الطائرات بدون طيار، مما يعكس استمرار انعدام الثقة في النظام الحاكم لأفغانستان - بحسب الصحيفة الهندية.
غضب أفغاني
ووفقًا للصحيفة الهندية، فقد ندد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، في مجموعة تغريدات نُشرت قبل إعلان بايدن، بشدة بغارة الطائرات المسيرة ووصفها بأنها "انتهاك واضح للمبادئ الدولية واتفاق الدوحة"، وتابعت أنه إلى جانب أعضاء آخرين في المجتمع الدولي، طالبت الهند مرارًا وتكرارًا طالبان بالوفاء بالتزاماتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب الواردة في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2593 ، والذي ينص على "عدم استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أو مهاجمة أي دولة أو إيواء أو تدريب الإرهابيين، أو التخطيط لأعمال إرهابية أو تمويلها، ويكرر التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب في أفغانستان، بما في ذلك الأفراد والكيانات ضدهم، وعلى الرغم من هذه الالتزامات، أشارت عدة تقارير إلى حرية الحركة التي تتمتع بها القاعدة وقادتها مثل الظواهري في أفغانستان منذ استيلاء طالبان على السلطة العام الماضي، كما ذكر تقرير صادر عن فريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة الصادر في 15 يوليو من هذا العام أن القيادة العليا للقاعدة "تمتعت بفترة أكثر استقرارًا في أوائل عام 2022" في أفغانستان ، وأن الظواهري "أصدر رسائل فيديو منتظمة تقدم دليلًا حاليًا على الحياة".