بعد مقتل الظواهري.. مَن يتزعم القاعدة وما دور الإخوان؟.. محللون يجيبون
لقي أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة مصرعه في غارة أمريكية
يعيش تنظيم القاعدة الإرهابي أسوأ فترة في تاريخه الدموي، بعد أن أعلنت الرئاسة الأميركية عن مصرع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في منزله بـ "كابول" العاصمة الأفغانية، وهو ما طرح تساؤلات حول مستقبل التنظيم وقدراته خلال الفترة المقبلة وهل ينتهي إلى الأبد أم يجد قائدًا جديدًا يحافظ على استمرارية الكيان الإرهابي الأخطر في العالم.
التداعيات مصرع الظواهري
يقول د.أحمد كامل بحيري، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن التداعيات التنظيمية لمقتل الظواهري تبدو ضعيفة، إلا أن ذلك لا ينفي أن التنظيم يمكن أن يشهد العديد من التحولات اعتماداً على مَن سيخلف الظواهري، سواء على مستوى إستراتيجية التنظيم وهي القاعدة التي حكمت أداء وإستراتيجية وتكتيك التنظيم منذ النشأة وحتى مقتل الظواهري، أو على مستوى العلاقة مع حركة "طالبان"، والأفرع الثلاثة المتبقية للتنظيم، ويعني ذلك في النهاية أن مدى قدرة خليفة الظواهري على احتواء بعض الإشكاليات القائمة ستحدد مسار التنظيم بشكل نهائي خلال المرحلة القادمة.
مَن يتزعم القاعدة؟
وأضاف المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، أنه يختلف المشهد الحالي في طرح اسم خليفة الظواهري عن حالة الصراع التي برزت في مرحلة ما بعد مقتل زعيم ومؤسس التنظيم أسامة بن لادن، في مايو 2011، فمع مقتل بن لادن، كان التنظيم يضم العديد من الأسماء المؤهلة لخلافته، وهو ما يختلف عن الوضع القائم حالياً، في مرحلة ما بعد مقتل الظواهري، إذ تنحصر خلافة الظواهري في اسمين: الأول، هو محمد صلاح الدين المكني بـ"سيف العدل"، وهو المسؤول عن اللجنة الأمنية ومهندس المتفجرات بالتنظيم والذي كان مقرباً من بن لادن وطهران، والثاني، هو محمد صالح زيدان، الذي تولى مسؤولية التنظيم لفترة قصيرة في أعقاب مقتل بن لادن، قبل اختيار الظواهري، وهو الأقل في الكاريزما والسيطرة مقارنة مع سيف العدل.
وتابع: إنه ترجع محدودية عدد المرشحين لخلافة الظواهري إلى مقتل أغلب قيادات الصفين الأول والثاني للتنظيم خلال السنوات العشر الماضية، وكان أبرزهم أبو محمد المصري في طهران (أغسطس 2020)، وأبو محسن المصري في أفغانستان (أكتوبر 2020)، وحمزة بن لادن (أغسطس 2019)، على نحو أفقد "القاعدة" الأسماء القادرة والمؤهلة لخلافة الظواهري.
دعم الإخوان
من جانبه، أكد د. إبراهيم ربيع، الخبير المتخصص في الشؤون الجماعات الإرهابية، أن تنظيم القاعدة يعاني من أزمات عديدة من قبل مقتل زعيمه أيمن الظواهري، لافتا أن مقتل الظواهري رغم كبر سنه إلا أنه كان يملك تأثيرًا كبيرًا خاصة أنه كان يخطط للعودة إلى التواجد على الساحة بالتزامن مع خروج القوات الأميركية من أفغانستان التي أصبحت من جديد أرضًا آمنة للتنظيم.
وأضاف ربيع في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن الظواهري خلال فترة قيادته للتنظيم عمل على فتح علاقات مع الإخوان والجماعة الإسلامية، وظهر ذلك في الكثير من خطاباته لكسب عناصر جديدة لدى التنظيم ومحاولة إثبات الوجود، بالإضافة إلى فتح العلاقات مع الحوثيين وتنفيذ مخططات لهم من خلال مساعدتهم في شن عمليات إرهابية لإحكام سيطرتهم على اليمن، لافتًا أن الظواهري حاول خلال الفترة الماضية استقطاب استخدام تنظيم الإخوان وميليشيات الحوثي لتوفير مجندين جدد لإعادة سمعة التنظيم الإرهابي بعد سنوات من الضعف والتفكك.