عافية صدّيقي.. مَن هي سيدة القاعدة التي أثارت رعب رهائن تكساس الأميركية؟

عافية صدّيقي.. مَن هي سيدة القاعدة التي أثارت رعب رهائن تكساس الأميركية؟

عافية صدّيقي.. مَن هي سيدة القاعدة التي أثارت رعب رهائن تكساس الأميركية؟
سيدة القاعدة

على مدار الساعات الماضية، تصدر مجددا اسم الباكستانية عافية صدّيقي، المسجونة في الولايات المتحدة الأميركية منذ 12 عاما، حيث هاجم مسلح ادعى أنه شقيقها محمد، كنيسا يهوديا في ولاية تكساس واحتجز رهائن، وطالب بإطلاق سراحها قبل أن يلقى مصرعه على يد عناصر الأمن.

أزمة رهائن تكساس

وخلال ساعات، احتجز رجل رهائن داخل كنيسة يهودية في تكساس، ما تسبب في حالة من الرعب لدى السلطات الأميركية، حيث طالب بالإفراج عن شقيقته المحتجزة في مكان قريب من الحادث.

واستمرت عملية احتجاز الرهائن لمدة 12 ساعة داخل كنيس يهودي في ولاية تكساس الأميركية، إلى أن تمكنت القوات الأمنية من أن ترديه قتيلاً وتنهي تلك الأزمة بتحرير الرهائن.

اتهامات ضد صدّيقي

وشقيقته التي طالب بالإفراج عنها، هي الباكستانية عافية صدّيقي، المسجونة في تكساس، بتهمة محاولة قتل أفراد من الخدمة الأميركية في أفغانستان، وتقضي حكما بالسجن لمدة 86 عاما، إذ تمت إدانتها في مانهاتن عام 2010 بتهمة محاولتها إطلاق النار على ضباط بالجيش الأميركي أثناء احتجازها في أفغانستان قبل ذلك بعامين.

كما اتهمتها وزارة العدل الأميركية، بأنها ناشطة في تنظيم القاعدة الإرهابي، واعتبرت اعتقالها خطوة مهمة في الحرب ضد التطرف، لكن بالنسبة لمؤيديها، الذين آمن الكثير منهم ببراءتها، فإن القضية جسدت ما اعتبروه نظاما قضائيا أميركيا ظالما.

بداية سيدة القاعدة

عافية صدّيقي، هي طبيبة أعصاب باكستانية الأصل، حيث وُلدت في 2 مارس في كراتشي، لأب جرّاح أعصاب، وأم ذات مكانة مرموقة، وقضت طفولتها بين باكستان وزامبيا.

وفي الـ18 من عمرها توجهت إلى تكساس، التي يعيش فيها شقيقها، ثم التحقت بالدراسة في جامعة "إم آي تي" المرموقة، ونالت الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة "برانديز"، وأيضا درست في الولايات المتحدة في جامعات مرموقة، منها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

التورط مع القاعدة

في عام 2001، بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث بدأت صدّيقي وزوجها الظهور على رادار مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، بسبب تبرعاتهما لمنظمات متطرفة مشبوهة، وشراء نظارات ليلية، وكتب حول الحرب، وغيرها من المعدات باسم زوجها.

وقال عنها مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل العليا: إنها "عميلة وميسرة للقاعدة" في مؤتمر صحفي في مايو 2004 حذروا فيه من معلومات استخبارية تظهر أن القاعدة خططت لهجوم في الأشهر المقبلة.

استهداف أميركا

وفي 2008، اعتقلت من قِبل السلطات في أفغانستان، بعد أن أكد المسؤولون الأميركيون عثورهم بحوزتها على مذكرات مكتوبة بخط اليد عن صنع ما يسمى بالقنابل القذرة، وتوضيح مواقع مختلفة في الولايات المتحدة يمكن استهدافها في "هجوم إصابات جماعية".

وداخل غرفة استجواب في مجمع للشرطة الأفغانية، قالت السلطات إنها أمسكت ببندقية لضابط بالجيش الأميركي وفتحت النار على أعضاء الفريق الأميركي المكلف باستجوابها، لذلك تمت إدانتها عام 2010 بتهم عدة، منها محاولة قتل مواطنين أميركيين خارج الولايات المتحدة.

وخلال جلسة النطق بالحكم، أدلت بتصريحات متباينة قالت فيها: إنها سلمت رسالة سلام عالمي كما سامحت القاضي، وأبدت إحباطها من الحجج التي ساقها محاموها الذين قالوا إنها تستحق التساهل لأنها كانت "مريضة عقليا"، ليصدر ضدها حكم بالسجن 86 عامًا.

بينما أبدى المسؤولون الباكستانيون العقوبة على الفور، ما أثار احتجاجات في عدة مدن وانتقادات في وسائل الإعلام، ووصفها رئيس الوزراء وقتها، يوسف رضا جيلاني، بأنها "ابنة الأمة" وتعهد بالقيام بحملة من أجل إطلاق سراحها من السجن.

وفي الأعوام التالية، طرح القادة الباكستانيون علنا فكرة المقايضات أو الصفقات التي قد تؤدي إلى إطلاق سراحها، وقبل أشهر، تعرضت صدّيقي للضرب المبرح مرات عدة، على يد سجينات أخريات، ما جعلها عرضة للموت عدة مرات.

وتسبب تعرضها للعنف المستمر في السجن، في مطالبة منظمات حقوقية، ومؤيدين لها، بالمطالبة بالإفراج عنها، أو تحسين ظروفها في السجن.