تركيا تستعد لعمليات تجسُّس في البحر بدخول السفينة أفق إلى الخدمة

تستعد تركيا لعمليات تجسس في البحر بدخول السفينة "أفق" إلى الخدمة

تركيا تستعد لعمليات تجسُّس في البحر بدخول السفينة أفق إلى الخدمة
صورة أرشيفية

تحول حلم منظمة المخابرات التركية منذ 10 سنوات إلى حقيقة عندما بدأت أول سفينة استخبارات تركية عملياتها يوم الجمعة الماضي، حيث انضمت السفينة  "أفق"، TCG Ufuk (A-591)، وهى كورفيت من فئة "أدا"، والتي تنضم رسميًا إلى القوات البحرية التركية، إلا أنه سيتم استخدام تلك السفينة في الواقع من قبل المخابرات التركية لجمع المعلومات الاستخبارية.

وسط صراعات متزايدة

وتتزايد الصراعات التركية في المنطقة، حيث تسعى للسيطرة على الثروات النفطية في شرق المتوسط، والاستيلاء على مقدرات جارتيها قبرص واليونان، إضافة إلى الصراعات في ليبيا وسوريا لأجل الاستيلاء على ثروات الغاز والنفط في البلدين.
 
وحسبما ذكرت شبكة "نورديك مونيتور"، فإن أجهزة الاعتراض الأرضية التركية لا يمكنها الوصول إلى بعض المناطق في بحر إيجة، لا سيما بين الجزر اليونانية. وتتعقب المخابرات التركية حاليًا السفن التي تمر عبر المضائق التركية بأجهزة منتشرة على جانبي الممرات المائية.

لأغراض عسكرية

وعلى عكس سفن المخابرات الأخرى في المنطقة والتي تُستخدم لأغراض عسكرية، سيتم استخدام السفينة التركية فقط من قبل وكالة الاستخبارات في أعمال التجسس، موضحة أنه في عام 2012، تم نقل أعلى قاعدة استخبارات واعتراض في تركيا، وهي قيادة الأنظمة الإلكترونية للأركان العامة، التي تم تفويضها لاعتراض وتحليل جميع أنواع إشارات الاتصالات والرادار وإنتاج استخبارات الإشارات ، من القوات المسلحة التركية إلى المخابرات، موضحة أن ذلك نتيجة للجهود التي تبذلها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان لنقل قدرة الجيش إلى التنصت على المكالمات الهاتفية والمراقبة الخاصة بالمدنيين. 

التنصت على العسكريين والمدنيين

ويشير التقرير إلى حالة من التصدع والشقاق في الجيش التركي، مؤكدًا أنه بسبب عدم ثقتها في الجيش التركي، اعتقدت قيادة الأنظمة الإلكترونية للأركان العامة أنها لم تكن فقط تتنصت على خصوم تركيا ولكن أيضًا تتعقب أعضاء الحكومة. وتم تغيير اسم قيادة الأنظمة الإلكترونية للأركان العامة إلى مديرية استخبارات الإشارة بعد نقلها. 

في إشارة إلى أن المخابرات التركية قدمت مساهمات كبيرة للأمن القومي مع أجهزتها في مكافحة الإرهاب والاستخبارات الأجنبية، قال الرئيس أردوغان خلال حفل يوم الجمعة ، عندما دخلت السفينة رسميًا إلى الخدمة: إن المنظمة غيرت مسار اللعبة لصالح تركيا بالمعلومات الاستخباراتية التكتيكية التي تم الحصول عليها من الميدان والعمليات التي نفذتها، مضيفًا أنها حققت أيضًا نجاحًا في الأمن السيبراني.

وقال أردوغان: "سفينة استخباراتنا "أفق"، التي نضعها في الخدمة، هي فرصة جديدة ومهمة لمنظمتنا، وأعتقد أن قوتنا ستزداد في البحار، وكذلك في البر والجو، بفضل هذه السفينة التي تحتوي على معدات حديثة لا يمتلكها سوى عدد قليل جدًا من وكالات الاستخبارات في العالم".

مشاريع التجسس التركية

وأشارت "نورديك مونيتور"، إلى أن تركيا تمتلك قمرًا صناعيًا استخباراتيًا في الفضاء منذ عام 2016، والمعروف باسم "جوكتروك 1"، والذي تم تصميمه لتلبية احتياجات القوات المسلحة التركية، وكان أردوغان يشير على الأرجح إلى مشاريع الأقمار الصناعية الجديدة للمخابرات التركية.

وأوضحت الشبكة أن سفينة التجسس بطول إجمالي يبلغ 99.5 مترًا، وعرض أقصى يبلغ 14.4 مترًا، وسعة 110 أشخاص، و 2400 طن إزاحة و 3.6 متر غاطس، وستتمكن طائرة هليكوبتر وزنها 10 أطنان من الهبوط على "أفق". ويمكن للسفينة "أفق" الإبحار في البحار المفتوحة لمدة 45 يومًا دون انقطاع في الظروف المناخية والبحرية القاسية.

وبحسب الشبكة، كانت تركيا تستخدم سابقًا السفينة TCG Çandarlı لجمع المعلومات الاستخبارية ، ولكن وجد الخبراء أن السفينة صغيرة جدًا، ولم يتم تطويرها تقنيًا بشكل كافٍ من قبل الخبراء. وتعد "أفق" هي سفينة حربية مكلَّفة بجمع المعلومات واعتراض الإشارات والاتصالات بدلاً من سفينة حرب إلكترونية. وفي ظل افتقارها إلى الأسلحة التي تحملها السفن الحربية ، ستكون مجهزة بأسلحة خفيفة لحماية نفسها من مخاطر طفيفة. عند الإبحار في أعالي البحار ، من المتوقع أن ترافقها سفينة حربية.

ويبدو أن تركيا تسعى لاستخدام سفينة التجسس الجديدة في أعالي البحار للتجسس على قبرص واليونان، في محاولة لقلب الموازين في الصراع حول ثروات الغاز في المنطقة الواعدة.