بعد فشل وانحصار الإخوان بالشرق الأوسط .. خبراء: الجماعة انتهت

تعيش جماعة الإخوان في المنطقة هزائم متتالية

بعد فشل وانحصار  الإخوان بالشرق الأوسط .. خبراء: الجماعة انتهت
صورة أرشيفية

لاحقت الهزائم والخسائر المتتالية جماعة الإخوان الإرهابية في المنطقة العربية، خصوصا في الآونة الأخيرة. 

فمن هزيمة حزب العدالة والتنمية المغربي في انتخابات البرلمان التي جرت مؤخرا، إلى إسقاط برلمان وحكومة الجماعة الإرهابية في تونس، إضافة إلى ملاحقة القضاء والسلطات المصرية لعناصر الإخوان الهاربة، علاوة على التظاهرات ضدهم في شبوة اليمنية.

هزائم في المغرب وتونس

وشكلت هزيمة حزب العدالة والتنمية، سقوط آخر معاقل ما يعرف بتيارات "الإسلام السياسي"، في الدول العربية، ما اعتبره المتابعون عقابا من الناخبين للجماعة على فشلها السياسي داخل المغرب، بسبب "حصيلة مخجلة" في تسيير الحكومة منذ انتخابات 2011.

وكانت هذه الهزيمة ضربة أخرى لتنظيم الإخوان الذي راهن على بلوغ السلطة في عدد من الدول، وبذلك انتهى أمر الإخوان في تونس بطريق الإجراءات الدستورية، خلال يوليو الماضي، ثم اختار الناخبون المغاربة الخلاص من العدالة والتنمية الإخواني عن طريق صناديق الاقتراع.

تظاهرات شبوة

كما شهد جنوب اليمن حالة احتقان وغضب واسعة بسبب فساد الإخوان، وانعدام الخدمات وانقطاع الكهرباء ليخرج أبناء محافظة شبوة، في احتجاجات واسعة، الأمر الذي دفع أهالي المنطقة اليمنية إلى التظاهر  ضد سلطات حزب الإصلاح.


 
وبعدما هز انفجار عنيف مديرية الروضة، استهدف أنبوب النفط الخام الذي يتم عبره نقل النفط إلى خزانات النشيمة التي تتم منها عملية تصديره إلى الخارج، خرج أبناء شبوة، الأربعاء الماضي، في فعالية سلمية حاشدة، لرفض انتهاكات واعتداءات ميليشيات الإصلاح الإخوانية، التي تنهب ثروات اليمن في مديريات الصعيد ونصاب ورضوم وحبان وهدى والروضة وميفعة.

ملاحقة الفارين

كما بدأت التقارير تتوالى عن تسليم عناصر الإخوان الهاربين من مصر في تركيا، كجزء من محاولات أنقرة لاسترضاء مصر بعد فترات من الجفاء بين البلدين بسبب دعم الحكومة التركية للجماعة الإرهابية وإيواء عناصرها.

وفي تصريحات لـ"العرب مباشر"، كشف خبراء في الحركات الجهادية عن رؤيتهم لوضع الجماعة الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط،  بعد خساراتهم المتوالية في المغرب وتونس وخروج اليمنيين ضدهم في شبوة، وخسارتهم في مصر ومحاصرة الهاربين.

عيوب بنيوية

ويؤكد أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الإخوان أصبحوا تنظيما مزقته عيوبه البنيوية، إضافة إلى التناقض مع الواقع والتنكر لمعطياته، ما أدى إلى حالة الانكشاف الإخلاقي والسياسي في تجارب التنظيم ووصوله للحكم في بعض الدول. 

وأشار بان، إلى أن الشعوب في المنطقة أدركت أن تنظيم الجماعة الإرهابية يفتقر للقدرة على هضم تنوعات الدولة الوطنية، فضلا عن فشله في بناء معارضة وطنية جادة وفق سياق سلمي. 

وأضاف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إلى أن كل هذا ساهم في شتات تنظيمي وانقسام فكرى لم يعشه التنظيم في مراحل سابقة أتصور أن التنظيم استكمل دورة حياته ويصارع نهاياته المحتومة.

بلا مشروع وطني

وأضاف رمضان عبدالعظيم، الصحفي المتخصص في الشأن الدولي، أن خسارة الإخوان في كل الدول العربية تقريبا هي مؤشر على أن الشعوب لفظتهم بعدما اكتشفت بتصدرهم للمشهد أنهم لا يملكون مشروعا تنمويا ولا وطنيا، وكل ما يملكونه عبارة عن شعارات تستغل حاجة تلك الشعوب، مستغلين الدين في الوصول للسلطة. 

وأضاف عبدالعظيم، أن خسارة الإخوان وسقوطهم مثل قطع الدومينو في تونس والمغرب، وقبلها في السودان وليبيا، هو خير دليل على أن ثورة الثلاثين من يونيو في مصر كانت هي ضربة البداية التي أفقدت الجماعة الإرهابية توازنهم، وكشفت وزنهم وحقيقتهم وأكبر دليل أيضا على أن التجربة المصرية مع التنظيم هي المثل الذي تم الاقتداء به وتخطى حدود مصر.