بعد الضربات المحدودة.. كيف منحت إسرائيل إيران مخرجًا من التصعيد في الشرق الأوسط؟
بعد الضربات المحدودة.. كيف منحت إسرائيل إيران مخرجًا من التصعيد في الشرق الأوسط؟
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن إسرائيل أنهت دورة تصعيد كبرى في الشرق الأوسط، بعد ردها على القصف الصاروخي الإيراني الذي وقع مطلع الشهر الجاري، واكتفاءها بضرب منشآت عسكرية فقط، ما خفف من مخاوف دخول المنطقة مرحلة حرب جديدة.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، الأدميرال البحري دانييل هاجاري - في بيان بعد انتهاء الهجوم-: "تتمتع إسرائيل الآن بحرية أوسع للعمليات الجوية في إيران".
وأشارت التصريحات إلى استعداد إسرائيل لضرب إيران في المستقبل، حتى مع قول المسؤولين الإسرائيليين إن الهجمات كانت مصممة لتقليل الخسائر والسماح لإيران بإنكار الأضرار الجسيمة.
نطاق دقيق
وتابعت الصحيفة، أنه ما زال النطاق الدقيق للضربات، التي نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مدى أربع ساعات، غير واضح، حيث شنت إسرائيل الهجوم ردًا على وابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر - وهو أحدث تبادل بين اثنين من أقوى الجيوش في المنطقة.
قال الرئيس جو بايدن، متحدثًا للصحفيين في فيلادلفيا، عن الضربات الإسرائيلية: "يبدو أنهم لم يضربوا أي شيء آخر غير الأهداف العسكرية، آمل أن تكون هذه هي النهاية".
ووفقًا لمسؤول إسرائيلي، فقد تم ضرب حوالي 20 هدفًا، ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات بشرية، على الرغم من أن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية قالت إن أربعة جنود قتلوا، نقلاً عن القوات المسلحة الإيرانية.
أعرب المحللون العسكريون والدبلوماسيون الذين استعدوا لضربة أكثر تدميراً ضد طهران عن أملهم يوم السبت في تخفيف التوترات.
كما سارع المسؤولون الإيرانيون ووسائل الإعلام الرسمية إلى التقليل من شأن الأضرار، قائلين: إن التأثير كان ضئيلاً، وأن بعض المواقع العسكرية تخضع بالفعل للإصلاحات.
ضغوط أمريكية
قبل الضربات، دفعت إدارة بايدن إسرائيل، علنًا وخلف الكواليس، لتجنب رد فعل هائل من شأنه أن يزيد من تأجيج منطقة مزقتها بالفعل حربان مستعرتان في لبنان وقطاع غزة.
وأشارت إسرائيل في الفترة التي سبقت هجوم يوم السبت، أنها تخطط لضربات محدودة، حيث قال المسؤولون: إنهم أخرجوا حقول النفط والمواقع النووية من قائمة الأهداف.
وأضافت الصحيفة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فتح الطريق بالفعل لمزيد من العمل المباشر ضد إيران، بما في ذلك القضاء على الكثير من القيادة العليا لحليف طهران، حزب الله، في لبنان.
أهداف إسرائيلية
وأكدت الصحيفة، أنه يبدو أن الضربة الإسرائيلية حققت بعض الأهداف، حيث تم القضاء على أهم مكونات الدفاعات الجوية الإيرانية، وتم ضرب مرافق تخزين مئات الصواريخ.
وقال جوناثان كونريكوس، زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: إن التقييم الشامل سيعتمد على تحليل الأقمار الصناعية في الأيام المقبلة، خصوصًا وأن طهران، مع كل أهداف نظامها والبنية التحتية الحساسة، قد تكون الآن معرضة تمامًا للضربات الإسرائيلية المستقبلية".
وقال مسؤولون إسرائيليون - في تصريحات خاصة-، إن عملية السبت كانت تهدف إلى توجيه ضربة رادعة، فضلاً عن توفير مخرج لإيران من صراع أوسع نطاقاً.
وقال شخص مطلع على خطط إسرائيل: "أردنا أن نمنح الإيرانيين فرصة لعدم التصعيد أكثر".
لكن بعض الخبراء العسكريين الإسرائيليين قالوا إن الضربات ربما كانت أكثر تقييداً بسبب الضغوط السياسية الأميركية قبل انتخابات الخامس من نوفمبر، والتي يمكن لإسرائيل بعدها أن تتصرف بشكل أكثر حزماً.