بعد تصاعُد المشاعر المعادية.. هل يدفع أطفال سوريا ثمن الانهيار في لبنان؟
يدفع أطفال سوريا ثمن الانهيار في لبنان
تسبب الانهيار الاقتصادي المستمر بلبنان في عواقب عديدة مدمرة لنسيجه الاجتماعي، ففي الأشهر القليلة الماضية، وصل مناخ متزايد من العنصرية وجعل كبش الفداء اللاجئين السوريين إلى ذروته، ما أدى إلى سلسلة من المداهمات والترحيل للسوريين.
مشاعر معادية
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، فإنه في حين أن هذا الخطاب لا يمثل معتقدات جميع المواطنين اللبنانيين، إلا أنه يأتي كأحدث حلقة في تصعيد المشاعر المعادية لسوريا.
وتابعت أن التهديدات الأخيرة بفقدان منازلهم والاحتجاز أو الترحيل، دفعت العديد من الأطفال والعائلات السورية إلى حالة خوف مزمن وتوتر، فهذه المستويات العالية من التهديد والحرمان التي يعاني منها الأطفال لها تأثيرات دائمة على ثقتهم واحترامهم لذاتهم وكرامتهم، ما يؤدي إلى تغييرات سلوكية مثل الكوابيس والانسحاب الاجتماعي.
كما أوضحت سهى ، مديرة تعليم اللاجئين في جسور ، "كان الأطفال هادئين بشكل غير عادي في فصولنا الدراسية هذه الأشهر القليلة - كانوا خائفين من عودتهم إلى منازلهم ليجدوا أن عائلاتهم محتجزين أو تم ترحيلهم".
حقوق الأطفال
وحشدت جسور لدعم مجتمعها مؤكدة التزامها بحقوق جميع الأطفال في التعليم والسلامة، حيث قدمت المستشارة النفسية والاجتماعية لجسور ، رانيا البوبو ، جلسات دعم نفسي واجتماعي فردية للأطفال الذين كانوا يكافحون للتعامل مع مشاعرهم ومخاوفهم. تضمنت الجلسات تحديد والتعبير عن الخوف الذي يشعرون به لأن العديد من الأطفال عبروا عن خوفهم من الانفصال عن والديهم ، والتحقق من مخاوفهم ، بالإضافة إلى موضوعات أخرى تتعلق بالبحث عن الراحة ، وتقنيات التكيف ، والتواصل المفتوح مع أولياء الأمور.
وأكدت الوكالة، أن أطفال اللاجئين السوريين يدفعون الثمن الأكبر لأزمة لبنان، حيث يتحملون خوف عائلاتهم وبعضهم يتحمل مسؤولية أسرته، كما أنهم حرموا من حياتهم الطبيعية كأطفال.
وقال رب أسرة سوري: "منذ بدء المداهمات، يعاني طفلي من الكوابيس ويتحدث في نومه عن كيف سيأخذنا الجيش".
في حين أن معظم الأطفال وُلدوا في لبنان ولم يتعرضوا للنزوح مباشرة من سوريا، فإن خوفهم هو في الغالب انعكاس لخوف آبائهم.