تناقُض الجزيرة بين تونس وأفغانستان يكشف دعمها لإرهاب طالبان

تواصل قناة الجزيرة تناقضها الإعلامي بما يخدم مصالح قطر وظهر ذلك في أحداث تونس وأفغانستان

تناقُض الجزيرة بين تونس وأفغانستان يكشف دعمها لإرهاب طالبان
أمير قطر تميم بن حمد

أثارت الفيديوهات والصور التي بثتها قناة الجزيرة لدخول طالبان إلى القصر الرئاسي في أفغانستان تساؤلات جادة حول توجيهات وعلاقات القناة القطرية بالمنظمات الإرهابية مثل طالبان، خصوصًا أن بث هذه الصور جاء بعد ساعات قليلة من رحلة الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى خارج البلاد، بعد سيطرة الحركة الإرهابية على العاصمة كابول.

ويبدو أن قناة الجزيرة المرتبطة بالإرهاب، قد حصلت على حق الوصول "الحصري" للقصر الرئاسي بتنسيق واضح مع حركة طالبان الإرهابية التي اقتحمت العاصمة، لتخرج هذه الفيديوهات تحت عنوان "حصري". 

وفي الوقت الذي صنفت فيه الجزيرة ما يحدث في تونس من انتفاضة شعبية ضد إرهاب الإخوان انقلابًا، وراحت تبث سمومها في عشرات التقارير عن الأحداث التي أطاحت بجماعة الإخوان في تونس، اعتبرت القناة القطرية أن ما يحدث في أفغانستان من إرهاب طالبان انتقال سلمي للسلطة!

بروباغندا لجماعة إرهابية

وفي تغطيتها المثيرة للجدل، قالت الجزيرة إن "قيادة الجماعة، محاطة بعشرات المقاتلين المسلحين، وخاطبت وسائل الإعلام من مقر السلطة في البلاد"، وبدأت الدعاية القطرية تروج لإرهاب طالبان، وتظهرهم في صورة قصص المظلومية، حيث ادعى أحد قادة طالبان في شريط فيديو قناة الجزيرة أنه قضى 8 سنوات في جوانتانامو، ويزعم أن طالبان ممتنة لسيطرتها على كابول دون إراقة دماء، على عكس الحقائق، في محاولة لإظهار الجماعة الإرهابية في دور الشهيد. 

وبحسب وكالة "أسوشيتيد برس"، قال المتحدث باسم طالبان والمفاوض إن الجماعة الإرهابية تهدف إلى تشكيل "حكومة إسلامية منفتحة وشاملة" ، في محاولة واضحة لمناشدة اليسار في الغرب، والإعلان عن استراتيجية بروباغندا جديدة تتبعها الحركة المتطرفة، وبالتالي تكون الجزيرة القطرية أحد أدواتها في عملية الترويج.

قناة تلفزيونية جهادية

اللافت أن الجزيرة كانت الجهة الإعلامية الوحيدة التي نفذت إلى مؤتمر طالبان الإرهابية، لتكون حتى مؤتمرات الحركة الإرهابية حصرية على الجزيرة، حسبما أكد العديد من المراقبين.

كذلك قال الصحفي الهندي جيه جوبيكريشنان: "الآن أصبحت الجزيرة المملوكة لقطر القناة الحصرية لطالبان".

ارتباط قديم بالإرهاب

ولم يكن ارتباط الجزيرة بالإرهاب وتمويل المنظمات أمرًا جديدًا، ففي عام 2014 شهد مجلس النواب الأميركي جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية، والتي أكدت حينذاك أن قطر ونظام تميم بن حمد موَّل إرهابيي حماس ووفر لهم الحماية من خلال غطاء "قناة الجزيرة". وفي ذلك الوقت رفضت الجزيرة الرد على طلبات التعليق التي وجهها إليها الإعلام الأميركي، وخصوصًا قناة "فوكس نيوز". 

ولم تكن صدفة أن قطر التي تعد الراعي الرسمي للإرهاب هي نفسها الحاضن للمكتب السياسي لحركة طالبان الإرهابية، والراعية لأي مفاوضات مباشرة يجريها إرهابيو الحركة طيلة السنوات الماضية مع الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، وهو نفس ما حدث مع الحوثي وجبهة النصرة الإرهابيتين، الأمر الذي يؤكد على عمق العلاقة بين المنظمات الإرهابية من جهة والنظام القطري من جهة أخرى.

تخوفات دولية

 ممارسات الدوحة وآلتها الإعلامية تثير تخوفات لدى المراقبين من احتمالية لقاء هؤلاء الإرهابيين بآخرين تأويهم قطر، وتجنيدهم لصالحها، خصوصًا أنها أصبحت الممول والمفكر والحاضن وصاحب خريطة البروباغندا لهؤلاء المدرجين على قوائم الإرهاب، علاوة على ثبوت تورط مسؤولين قطريين كبار في تقديم الدعم المادي أو العسكري أو حتى اللوجستي للإرهاب، في عدد من دول العالم.

وعلى سبيل المثال، كشفت تسريبات لبعض الصور عن عمق علاقات الدوحة بالتنظيم الإرهابي لطالبان، فكانت إحدى هذه الصور تجمع ملا عبد المنان عمري، شقيق مؤسس حركة طالبان وزعيمها الروحي الملا عمر، خلال اجتماع لقادة حركة طالبان في قطر، حيث انتقل عبدالمنان للإقامة في الدوحة مع باقي أفراد عائلته في قطر، وهو ما يكشف علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية.

تمويل شبكة حقاني

وما زال تمويل أعضاء في الأسرة الحاكمة في قطر لحركة طالبان وشبكة "حقاني" المرتبطة بتنظيم القاعدة مستمرًا، من بينهم عبدالله بن خالد آل ثاني وزير الشؤون الدينية والأوقاف القطري سابقًا، وسعد الكعبي وعبداللطيف الكواري ومحمد الكعبي، حيث إن جميعهم مدرجون على قوائم الإرهاب.

واستمر دعم الدوحة لحركة طالبان، دون أن ينتبه المجتمع الدولي يومًا للتساؤل: كيف سمحت قطر لنفسها أن تكون مقرًا لمكتب سياسي لحركة إرهابية مثل طالبان؟!

الجزيرة منصة قادة الإرهاب

وفي داخل الدوحة، يأوي النظام القطري شخصيات إرهابية مشهورة، أمثال جمعة محمد أحمد شوقي الإسلامبولي، شقيق قاتل الرئيس المصري أنور السادات، وعضو تنظيم الجهاد الإسلامي في مصر، وخليفة محمد تركي السبيعي المصنف على قوائم الإرهاب الدولي، إذ تتهمه الأمم المتحدة بدعم تنظيم القاعدة، وكذلك عبدالله بن خالد آل ثاني الذي كان يأوي خالد شيخ محمد، العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر. 

ولا تنتهي قائمة الإرهابيين الذين تأويهم الدوحة، وفي مقدمتهم الإرهابي المصنف على قوائم الإرهاب الدولي يوسف القرضاوي، والذي تفرد له قناة الجزيرة مساحات إعلامية لغسيل سمعته من الإرهاب، وتقديمه كداعية ديني في برامج خاصة به، حيث يلتقي هؤلاء الإرهابيون جميعًا في الدوحة، لتكون الجزيرة منبرهم الأول في نشر الإرهاب والأفكار المتطرفة، والترويج لهم شرقًا وغربًا.

سلوك الدوحة المستفز في إيواء الإرهاب كان كفيلاً لأن يدفع الرئيس الأفغاني ليعلنها صريحة: "طالبان تقتل الأفغان بأوامر قطرية"، ولا عجب أن قطر كانت الوسيط الذي يجلس على مائدة المفاوضات ويعلن وعودًا بالتصعيد في أفغانستان حينًا أو تخفيف حدة العمليات الدموية والإرهابية حينًا آخر، فلم تكن قطر سوى راعٍ دوليّ للإرهاب وأفراده وجماعاته، بدءًا من تنظيم القاعدة ومرورًا بداعش وجبهة النصرة والإخوان، وصولاً إلى طالبان.