تبادل أسرى ونشر السلام.. الإمارات تلعب دورًا هامًا في الحرب الروسية الأوكرانية

تبادل أسرى ونشر السلام.. الإمارات تلعب دورًا هامًا في الحرب الروسية الأوكرانية

تبادل أسرى ونشر السلام.. الإمارات تلعب دورًا هامًا في الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

في ظل الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دورًا بارزًا في تسهيل وتسليم الرهائن بين الجانبين، حيث أثبتت الإمارات قدرتها على أداء دور الوسيط الدولي الفعّال في القضايا المعقدة، يعكس هذا الدور الكبير التزام الإمارات بتعزيز السلام والاستقرار في العالم، وذلك عبر الجهود الدبلوماسية التي تركز على الحلول الإنسانية.

ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، شهد العالم جهودًا حثيثة من قبل الأطراف الدولية لتخفيف حدة النزاع وتأمين حقوق الأسرى والرهائن، وقد برزت الإمارات العربية المتحدة كلاعب رئيسي في تسهيل تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، حيث نجحت في التوسط في العديد من الصفقات التي أسهمت في إطلاق سراح مئات الأسرى من الجانبين.

تحركات إماراتية مميزة


تأتي هذه التحركات الإماراتية في إطار سياستها الخارجية القائمة على تعزيز الدبلوماسية الإنسانية، ودورها المحوري كوسيط محايد وموثوق به، الإمارات بعلاقاتها القوية مع كلا الطرفين ومع دول كبرى في العالم، استطاعت استخدام نفوذها لإدارة مفاوضات حساسة قادت إلى نجاح صفقات التبادل.

 ومنذ اندلاع الصراع، أسهمت أبوظبي في بناء قنوات اتصال مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، بعيدًا عن التصعيد العسكري والدبلوماسي.

هذا الدور الوسيط للإمارات لم يقتصر على روسيا وأوكرانيا فحسب، بل يمتد إلى جهود دولية أوسع تتعلق بتحقيق السلام في مناطق نزاع أخرى، مما يعكس دورها العالمي في الدبلوماسية الإنسانية، الإمارات تسعى بشكل مستمر لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، مستخدمة في ذلك ما تتمتع به من ثقة دولية وعلاقات متوازنة مع مختلف القوى الإقليمية والعالمية.

في أغسطس الماضي، أكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، على توجيه الشكر للإمارات، مؤكداً على دور دولة الإمارات على قيامها بدور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا لإنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 230 أسيرًا مُناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين بهذه الوساطات إلى 1.788 حينها.

وساطة أخيرة تتكلل بالنجاح


الوساطة الإماراتية في هذا الصراع المعقد تمثل ركيزة من ركائز سياساتها الخارجية القائمة على الاستقرار والسلم، مع التركيز على أهمية الحفاظ على حياة المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية. وهذا النهج الدبلوماسي جعل من الإمارات شريكًا موثوقًا في حل القضايا الدولية الملحة، من خلال تعزيز آليات الحوار والتفاوض بدلاً من الصدام.

حيث أعلنت روسيا يوم السبت، أنها قامت بتبادل 103 جنود أوكرانيين أسرى مقابل نفس العدد من أسرى الحرب الروس، وذلك في صفقة تبادل تمت بوساطة من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن الجنود الروس الذين تم تحريرهم في صفقة السبت قد تم أسرهم خلال توغل أوكراني في منطقة كورسك الروسية، والذي بدأ في السادس من أغسطس، بينما لم يصدر تأكيد فوري من الجانب الأوكراني بشأن التبادل.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية: "نتيجة لعملية التفاوض، تم استعادة 103 من الجنود الروس الذين تم أسرهم في منطقة كورسك من الأراضي الخاضعة لسيطرة نظام كييف".

وأضاف البيان: "في المقابل، تم تسليم 103 أسرى من الجيش الأوكراني".

كما أوضحت الوزارة، أن جميع الجنود الروس المحررين يتواجدون حالياً في أراضي جمهورية بيلاروسيا، حيث يتلقون الدعم النفسي والطبي اللازم، إضافة إلى الفرصة للتواصل مع عائلاتهم.

ورغم استمرار الأعمال العدائية، تمكنت روسيا وأوكرانيا من تبادل مئات الأسرى على مدار الصراع الذي امتد لأكثر من عامين ونصف، وغالباً ما تمت هذه الصفقات بوساطة دول مثل الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية أو تركيا.

ويأتي هذا الإعلان بعد ثلاثة أسابيع فقط من تبادل آخر بين روسيا وأوكرانيا شمل 115 أسير حرب من كلا الجانبين، في صفقة تبادل أخرى تم التوسط فيها من قبل الإمارات.