محللون يكشفون خسائر السودان الاقتصادية والبنى التحتية بسبب الحرب
محللون يكشفون خسائر السودان الاقتصادية والبنى التحتية بسبب الحرب
بعد مرور عام على اندلاع الحرب في السودان، والتي اشتعلت في الخامس عشر من أبريل 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع وأحدثت دماراً اقتصاديًا قدرت خسائره بمليارات الدولارات، وأوجدت وضعًا إنسانيًا وصف بالأكثر مأساوية في العالم، حيث شردت الملايين من منازلهم وأدخلت 25 مليونا في دائرة الجوع، وسط مخاوف من تحولها إلى حرب أهلية شاملة.
أوضاع مأساوية
ووفقًا لتقديرات غير رسمية، فإن خسائر الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت العامة منذ بداية الحرب في السودان تتراوح بين 120 إلى 150 مليار دولار.
تتفاقم المخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر في ظل انكماش مساحات الملاذات الآمنة للفارين من مناطق القتال. واتسعت رقعة الحرب بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة لتشمل أكثر من 70 ٪ من مساحة البلاد، حيث انتقل القتال من الخرطوم إلى دارفور وكردفان في الغرب والنيل الأبيض في الجنوب وولايتي الجزيرة وسنار في الوسط والجنوب الغربي، بحسب تقرير لشبكة رؤية الإخبارية.
استهداف البنية التحتية
في هذا الصدد، يقول المحلل السياسي السوداني الأمين بلال: تزايدت معدلات استهداف البنية التحتية الحيوية منذ اندلاع الحرب؛ مما عرضها للتدمير بشكل كامل سواء بقصد أو عن طريق الضربات العشوائية من طرفي الحرب.
وأضاف - في تصريح للعرب مباشر -، أن إهلاك البنية التحتية يأتي بسبب إصرار أطراف الحرب على تحقيق النصر العسكري ولو كلف ذلك إهدارًا للموارد البشرية والمادية، مشيرًا إلى أن استهداف البنى التحتية الحيوية جريمة كبرى، ليس فقط باعتباره تصعيداً نوعياً يُطيل أمد الصراع ويُعرقل جهود التسوية السياسية المتوقعة، بل لأنه يحول التجاذبات والاتهامات المتبادلة بين أطراف الحرب في شكل خطاب قائم على تجريم كل طرف للآخر، مما يعني صعوبة إثبات المتورط منهما.
خسائر كبرى
أكد الخبير الاقتصادي السوداني، الدكتور محمد الناير، أن اقتصاد السودان يتعرض لخسائر كبيرة ومتنوعة من الصعب حصرها في هذا الوقت، نظرا لأن الحرب ما تزال مشتعلة بين الجيش والدعم السريع.
وقال لا يستطيع أحد أن يحدد حجم الخسائر التي تكبدتها البلاد خلال الأشهر الماضية، وكل ما يتم تداوله اليوم هى أرقام غير واقعية والحقائق على الأرض قد تكون أكبر من ذلك بكثير، لأن خسائر الحروب ليست فيما ما هو ظاهر فقط، فهناك خسائر غير منظورة تتطلب عشرات المليارات لإعادتها إلى ما كانت عليه.