بسبب أردوغان.. معارض تركي عمره 85 عامًا.. ويصارع الموت في محبسه
تسبب أردوغان في سجن معارض تركي عمره 85 عامًا
كشفت مبادرة العدالة الأوروبية، اليوم السبت، عن تدهور الحالة الصحية للسجين السياسي التركي يوسف بكمزجي، الذي يعاني في محبسه دون اكتراث من سلطات السجن والحكومة التركية أو جهاتها القضائية.
وضع صحي قاسٍ
وقالت مبادرة العدالة الأوروبية في تغريدة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، اليوم: "تدهورت الحالة الصحية للسجين السياسي يوسف بكمزجي في السجن، وسط حالة من تجاهل سلطات السجن والجهات العدلية!".
وأكدت المبادرة المعنية بحقوق الإنسان، أن يوسف بكمزجي هو واحد من مئات الحالات التي تستدعي إطلاق سراح عاجل، والخضوع للعلاج السريري في رعاية المستشفى.
اتهامات ملفقة
وكانت السلطات التركية حاكمت يوسف بكمزجي بتهمة ملفقة، مثله في ذلك مثل جميع المعارضين الأتراك، حيث اتهمته سلطات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بـ"محاولة قلب نظام الحكم" في تركيا، منذ ٢٠١٨.
مفارقة كوميدية ساخرة
وشهدت محاكمة يوسف بكمزجي مفارقة كوميدية ساخرة، حيث اتهم أحد الشهود جماعة "فتح الله" جولن بالوقوف وراء محاولة اغتيال رجب أردوغان عام 2013، عندما سقط من فوق حصان بإحدى الفعاليات الرياضية.
وكانت تلك الشهادة في إشارة إلى ذلك الحدث الذي حاول فيه أردوغان ركوب حصان لالتقاط صورة، ولكنه سقط من فوقه مرارا لعدم خبرته بالفروسية والتعامل مع الخيل، وهو موقف أثار سخرية واسعة من أردوغان في ذلك الوقت.
وقائع المحاكمة
وفي أيام محاكمة يوسف بكمزجي، قال الموقع الإلكتروني لصحيفة "غزته دوفار"، إن محكمة الجنايات الثانية بمدينة إزمير (غرب)، شهدت جلسة لمحاكمة يوسف بكمزجي، البالغ من العمر ٨١ عاما آنذاك، والمتهم بـ"محاولة قلب النظام الدستوري في البلاد"، والذي يزعم النظام أنه يتولى موقعا قياديا داخل جماعة جولن.
اللافت أن بكمزجي مصاب بالزهايمر منذ محاكمته، وقال في أقواله أمام المحكمة، إنه تعرف على جماعة جولن خلال شبابه، ولا توجد له صلة بأي تنظيمات.
شاهد سري
كما شهدت الجلسة في ذلك الوقت مشاركة شاهد سري، حددته المحكمة برمز وأسمته "زمان"، وجاءت مشاركته عبر دائرة تلفزيونية مغلقة دون أن يظهر وجهه.
وقال ذلك الشاهد السري حينها، إن المتهم "بكمزجي" كان بجوار فتح الله جولن منذ اليوم الأول لتأسيس جماعته، وأنه قدم العديد من الأعمال المهمة باسم الجماعة في كازاخسنان.
مزاعم محاولة اغتيال أردوغان
كما زعم الشاهد السري أن الجماعة قبل المحاولة الانقلابية المزعومة، شرعت في محاولة اغتيال أردوغان أكثر من مرة، منها اكتشاف حراسة أردوغان قناصًا كان في بيت مقابل لمنزله بإسطنبول، حينما كان رئيسًا للوزراء، وتم إفشال العملية.
واقعة الحصان
كذلك، زعم الشاهد السري، بأنه كان "هناك محاولة أخرى فشلت، وذلك في اليوم الذي سقط فيه أردوغان من فوق ظهر الحصان، إذ إنهم أعطوا الحصان بعض الأدوية المختلفة، حتى يسقط أردوغان أرضًا، وتكسر رقبته، على حد زعمه.
كان أردوغان في ذلك اليوم يشارك في افتتاح إحدى الحدائق بمنطقة بايرام باشا في مدينة إسطنبول، وامتطى حصانًا يسمى "جِهان".
لكن بمجرد امتطائه، أسقطه أرضًا في مشهد جعل رئيس الوزراء التركي مثار سخرية في الواقعة التي رصدتها كاميرات وسائل إعلام مختلفة.
وزاد الشاهد السري في مزاعم عن عناصر جماعة جولن، قائلا إنهم سعوا لاستخدام السم في أكثر من مرة لاغتيال أردوغان.
ويزعم أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية"، أن جولن حاول تدبير المحاولة الانقلابية، وهو ما ينفيه الأخير بشدة، بينما تؤكد المعارضة التركية أن أحداث ليلة 15 يوليو/تموز كانت "انقلاباً مدبراً" لتصفية المعارضة التركية، سواء الجنود أو أفراد منظمات المجتمع المدني أو الأحزاب.
ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف السلطات التركية عن اعتقال الآلاف من الأتراك، لدرجة أن الاعتقالات طالت الآلاف من صفوف الجيش التركي، تحت ذريعة الانتماء لجماعة جولن.