أثار رد الرئيس جو بايدن على الحرب بين إسرائيل وحماس الغضب في ولاية كبرى ساعدته في تحقيق النصر في عام 2020، فهل يدفع بايدن ثمن دعمه المطلق لإسرائيل والعدوان على غزة بالخروج من البيت الأبيض؟

غضب أميركي

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن الملايين من الشعب الأميركي غاضبون  من الرئيس جو بايدن بسبب دعمه القوي للإجراءات الإسرائيلية في غزة في أعقاب الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر.

وتابعت أن الأمر تفاقم بقوة في ولاية ميشيجان بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد دعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

ويقول مايك أميركي في ميشيجان: "يدا الرئيس بايدن ملطختان بالدماء". وتضيف نادية: "لقد حصل على صوتي من قبل والآن، لقد فقده إلى الأبد".

وأفادت الإذاعة البريطانية، بأنه شعور منتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء الولاية، حيث ينتمي أكثر من نصف السكان إلى التراث العربي، وكانت صحيفة "عرب أميركان نيوز" المحلية صريحة، حيث أرفقت صورة للرئيس بعنوان: "لقد خسر أصواتنا".

وأشارت إلى أنه في ولاية متأرجحة مثل ميشيجان، ستكون الأرقام مهمة حقًا في عام 2024، حيث فاز دونالد ترامب بالولاية عام 2016 بأغلبية 10000 صوت، واستعادها الرئيس بايدن منه بنحو 154 ألف صوت عام 2020.

وأضافت أنه نظراً لوجود حوالي 200 ألف ناخب أميركي مسلم في ميشيجان، فمن الواضح للكثيرين أنه يحتاج إلى أصواتهم، لكن الناس في ديربورن يشعرون بالخيانة، كما يقول المسؤول المحلي سام بيضون.

وتساءل: "كيف يمكنهم التصويت للرئيس عندما يشاهدون هذه الفظائع على الهواء مباشرة وهو الذي يمكّن من ذلك بإرسال المزيد من الأسلحة؟" يسأل مفوض المقاطعة.

دعم مطلق لإسرائيل

وأكدت الإذاعة البريطانية، أن الدعم القوي الذي يقدمه الرئيس بايدن لإسرائيل ليس بالأمر الجديد، لكن بيضون يقول إنه مندهش من زيارة الرئيس لتل أبيب خلال الحرب والتقائه بالحكومة الإسرائيلية، حيث تم إلغاء قمة مع الزعماء العرب في الأردن بعد قصف مستشفى في غزة.

ويقول بيضون: "نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار. فإذا أجريت الانتخابات اليوم فلن يحصل على الأصوات العربية".

بينما يقول المعهد العربي الأميركي، وهو مجموعة مناصرة، إنه منذ بداية الصراع، انخفض دعم العرب الأميركيين للحزب الديمقراطي من 59% في عام 2020 إلى 17% فقط.

وأشارت الإذاعة البريطانية إلى أنه ستكون هذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من 30 عامًا التي لا يكون فيها الديمقراطيون الحزب المفضل لدى الناخبين الأميركيين العرب.

وتابعت أن بيضون هو ديمقراطي، ويقول إن الحرب جعلت مهمته أكثر صعوبة: "كيف يمكنني أن أقول لشخص ما اليوم أن يصوت لصالح الرئيس بايدن؟" والمعضلة التي يواجهها الكثيرون في ديربورن هي أن البديل هو دونالد ترامب، وهو خيار لا يحظى بشعبية نظرا لأنه وقع على أمر تنفيذي عندما كان في منصبه يمنع لفترة وجيزة المسافرين واللاجئين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة.

ويقول المفوض: "لن أطلب من الناس التصويت لصالح ترامب. من الواضح أنني لن أصوت لصالح ترامب".

ويقول المحلل السياسي لاري ساباتو إن ترامب كان في بعض النواحي رئيسًا أكثر تأييدًا لإسرائيل، ما أثار غضب الدول العربية بنقل العاصمة إلى القدس، لكن هذا قد يعني بقاء الأميركيين العرب في منازلهم والامتناع عن التصويت لبايدن حتى لو كان ذلك مفيدًا لترامب، كما يقول ساباتو.