معاناة مستمرة.. كيف يواجه اللبنانيون آثار القصف الإسرائيلي والاشتباكات في جنوب لبنان؟

يواجه اللبنانيون آثار القصف الإسرائيلي والاشتباكات في جنوب لبنان

معاناة مستمرة.. كيف يواجه اللبنانيون آثار القصف الإسرائيلي والاشتباكات في جنوب لبنان؟
صورة أرشيفية

توترات حدودية ومناوشات قوية متصاعدة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بدأت منذ السابع من أكتوبر بالعام الماضي، ومنذ ما يقرب من ثلاثة أشهر يعاني مواطنو لبنان جراء القصف الإسرائيلي المتتالي على الجنوب اللبناني؛ ما تسبب في الكثير من النازحين في البلاد التي تعاني قبيل الحرب من أزمات اقتصادية واضحة.

عشرات الآلاف من سكان الجنوب اللبناني أجبروا على النزوح وسط ظروف إنسانية صعبة، وأكدت وزارة الصحة اللبنانية أن أكثر من 72 ألف نازح تركوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي لبلدات الجنوب، مع تخوفات في لبنان من العودة لحرب 2006 التي كانت بداية الأزمة السياسية والاجتماعية في البلاد.

أزمات لبنان مستمرة

لبنان المثقل منذ ما يزيد عن 4 سنوات بأزمات سياسية واقتصادية لم يسبق أن عاصرها، تصاعدت وتيرة وقوة القصف الإسرائيلي على مدن وبلدات وقرى الجنوب اللبناني بدءا من الثامن من أكتوبر الماضي،  حيث بدأ القصف الإسرائيلي في استهداف حزب الله المتواجد بالجنوب.

حالة نزوح كبيرة يشهدها الجنوب اللبناني وشلل شبه كامل في كافة تفاصيل الحياة اليومية للبنانيين، بعدما تحول الجنوب على أرض الواقع إلى "منطقة عمليات حربية"؛ إذ خرج الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني من دائرة التصعيد الكلامي إلى المناوشات، ومنها إلى مستوى العمليات العسكرية اليومية.

وقد بدأت عمليات نزوح كبيرة خصوصا لسكان القرى اللبنانية المتاخمة للحدود مع إسرائيل، حيث تزايدت أعداد النازحين بشكل كبير من أغلب البلدات اللبنانية في المحافظتين، حتى وصل عدد النازحين المسجلين لدى منظمة الهجرة الدولية قرابة 72 ألفا و437 نازحا حتى 21 من شهر ديسمبر الماضي، وذلك بخلاف أعداد أخرى من سكان الجنوب الذين تركوا منازلهم إلى أماكن أكثر أمنا دون تسجيل رسمي ضمن تعداد النازحين.

معاناة مستمرة للمواطنين 

ويعيش أغلب النازحين من جنوب لبنان في مدارس وتعيش الأسر على "الأجر اليومي"، كما أن أغلبهم اضطر إلى مغادرة البلدة بعد 7 أيام من اندلاع القصف المتبادل عبر الحدود الجنوبية، وذلك بعد استهداف محيط المنازل بقذائف المدفعية الثقيلة، وهو ما أدى في النهاية إلى وقوع قتلى من سكان لبنان.

الدافع الأساسي للنازحين هو  "البحث عن الأمان" في مكان بعيد عن نطاق العمليات الحربية التي تطورت بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية ووصلت لاستهداف المنازل والمدنيين، وأعرب المواطنون في لبنان عن أملهم في أن تنتهي التوترات في أقرب وقت ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم.

ومع ذلك تعمل فرق الإنقاذ في الدفاع المدني ليلاً، على إزالة الركام ومخلفات الغارات على الطرق المؤدية إلى القرى، وأطلقت قوات الطوارئ العاملة في جنوب لبنان بمقرها العام في الناقورة، صفارات الإنذار أكثر من مرة.

ويقول الباحث السياسي اللبناني طوني حبيب: إن الشعب اللبناني لديه ذاكرة قوية منذ حرب 2006، وبالتالي لا أحد يريد العودة من جديد لتلك الحرب، كما أن حزب الله حتى الآن لم يقم سوي بإطلاق قذائف ومسيّرات فاشلة لا تحقق أي هدف في الحرب التي بدورها كانت لصالح إيران أكثر منها لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأضاف حبيب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الحرب لا تأتي إلا بأزمات أخرى والشعب اللبناني حالياً يعاني من أزمات اقتصادية هي الأبشع على مستوى العالم في ظل عدم وجود رؤية واضحة من أكثر من عام ونصف في بلد يعاني بلا رئيس للجمهورية وسياسيون فاسدون، وحزب الله الذي يسيطر على البلاد، وبالتالي الوضع في لبنان وجنوباً بشكل خاص معاناة كبرى والدخول في حرب في وقت لا يستطيع أحد تحملها.