جرائم وانتهاكات.. المجتمعات العربية والدولية تنتفض ضد ميليشيا الحوثي وإرهابها في المنطقة
انتفضت الدول العربية في مواجهة ميلشيا الحوثي الإرهابية
تحركات عربية ودولية واسعة تقودها الدول العربية وعلى رأسها دولة الإمارات والتي تتحرك ضمن مسارات دبلوماسية في سبيل وضع جماعة الحوثي ضمن قوائم الإرهاب، وذلك في أعقاب الهجمات التي تسببت في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين، على خلفية انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، إضافة إلى الهجمات الإرهابية المتكررة من قبل الميليشيات الإرهابية.
أميركا تتحرك
أوصت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، إدارة الرئيس جو بايدن، بتصنيف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران كمنظمة إرهابية، ذات تهديد إقليمي.
وكشفت الوزارة عن تأييد المخابرات المركزية الأميركية، سي أي إيه، تقييم البنتاجون للميليشيا الإرهابية.
جرائم الحوثي
فيما أكدت صحيفة الخليج الإماراتية أن الحوثي الإرهابي ارتكب لمرة جديدة إثم الجريمة والعدوان باستهداف دولة الإمارات، مؤكدة أن القوات المسلحة الإماراتية كانت بالمرصاد ودمرت أدوات عدوانه.
وأشارت في افتتاحيتها إلى إعلان وزارة الدفاع في بيان لها، اعتراض وتدمير دفاعاتها الجوية، صاروخين باليستيين أطلقتهما ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تجاه الدولة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الممارسات الحوثية، إن دلت على شيء، فإنما تدل على حالة يأس باتت تعيشها هذه الميليشيا، جراء الهزائم المتواصلة التي تلاحقها في ميادين القتال، وانسداد أي أفق أمامها لبلوغ أهدافها المريضة.
وشددت على أن الحوثي لا يدرك أنه يصدم رأسه بصخرة عاتية صلبة قوية لا تنام على ضيم، ولا تتساهل مع معتدٍ آثم؛ صخرة اسمها الإمارات، قادرة على الرد على أي عدوان، من أين أتى، ومهما بلغ حجمه، فكيف إذا كان من جانب فئة ضالة خرجت على كل القيم.
ولفتت إلى أن اليأس طريق لا يسلكه إلا العاجزون، ومن الواضح أن الميليشيا المدعومة من إيران بلغت مرحلة متقدمة من العجز، بحيث لم يعد في متناول يدها إلا أن تستهدف المؤسسات والمنشآت المدنية، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والشرائع والقيم الإنسانية والدينية، والتي لا يمارسها إلا من وصل إلى حالة الجنون.
تجاهل المجتمع الدولي
فيما يقول فهد الديباجي، المحلل السعودي، إن تجاهل المجتمع الدولي ومجلس الأمن اتخاذ إجراءات صارمة تجاه هذه الميليشيا المدعومة من إيران جعلها تعرقل جميع جهود السلام الساعية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة، ووفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خاصةً القرار 2216، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وتابع: إن اعتراف ميليشيا الحوثي باستهدافها مواقع مدنية في السعودية والإمارات على طريقة وسلوك تنظيمي "القاعدة" و"داعش" الإرهابيين، إلا تأكيد لعدم احترامها أو التفاتها للقوانين والأنظمة الدولية والإنسانية، في مسعى منها لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، كسبيل لتحقيق غايات وأهداف إيرانية تضر باليمن وشعبه والمنطقة.
وأوضح أن أغلب دول العالم دانت الاعتداء الإرهابي الذي قامت به ميليشيا الحوثي مؤخرا ضد منشآت مدنية على أرض دولة الإمارات، وقبلها الاستهدافات المتكررة للسعودية، لكن هذه الإدانات لا تعني شيئًا ما لم تُتوَّج بالضغط لتصنيف "الحوثي" جماعة إرهابية.
أكد أنه دأبت ميليشيا الحوثي على تنفيذ أعمال إرهابية بحق اليمنيين ودول الجوار، وتجاوزت الاتفاقات الدولية والتزامات القانون الدولي الإنساني، لتهدد اليمن والمنطقة، بل والملاحة الدولية والعالم بأسره، والاعتداء الأخير رسالة تصعيد إيرانية موجهة لدول العالم، بما فيها أميركا، لكنه يبقى اعتداء يائسا، ليس بمقدوره تغيير موازين المعارك في شبوة ومأرب، فقد أجبرت الهزائم الحوثيين على السقوط في محاولات بائسة ظنا منهم أنهم يتخلصون من الخناق الميداني المفروض عليهم، لكن يبدو أن نهاية الحوثي قريبة، فكأنه الرمق الأخير، بينما يُعاد تشكيل مشهد عالمي جديد، وبالتأكيد ستخسر فيه ميليشيا الحوثي داعمها وحمايتها.
يقول الكاتب والمحلل عبدالجليل السعيد: إنه لا تزال المنطقة برمتها تدفع ثمن عمل قنوات إخبارية ارتكبت خلال سنوات مضت الكثير من "الجرائم الإعلامية والإلكترونية"، من قبيل نشر خطابات زعماء تنظيمي "القاعدة" و"داعش" الإرهابيين، و"جبهة النصرة" وميليشيا "حزب الله" الإرهابي في لبنان.
وأضاف: أن المؤيد لإرهاب الحوثي أو إرهاب "حزب الله"، ليس صاحب وجهة نظر، بل هو إرهابي يجانس في أفكاره وأطروحاته نسق الخطاب المتطرف، الذي دمر عقول الأجيال، وغسل أدمغة الشباب العربي في بلدان عدة؛ لذا فالمطالبة بضرورة النقاش مع هؤلاء ليس مكانها وسائل التواصل الاجتماعي، وهي أصلا مطالبة باطلة جملة وتفصيلا، فالتحصين للجيل من الفكر الإرهابي عملٌ جماعي يتشارك فيه المواطن مع دولته وقيادته، وهي مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع، بغية الحد من انتشار الخطب المسمومة والعبارات المليئة بالتحريض على العنف والإرهاب.
وتابع: إن هناك إجماعا عربيا ودون تحفظ على مشروع القرار الإماراتي في الجامعة العربية، والذي يطالب بتصنيف "الحوثي" تنظيماً إرهابياً، والذي أعلن خلال الأيام القليلة الماضية في بيان للجامعة العربية، وهو موقف عربي موحد ضد العدوان على الإمارات أو السعودية، بل ويكشف أصوات النشاز المدفوعة بأجندات خارجية، ويعد القرار العربي إنجازاً إيجابياً للدبلوماسية العربية الخليجية، ولاسيما السعودية والإماراتية.