هل يعود تنظيم داعش مجددا إلى سوريا والعراق.. تقارير ومحللون يكشفون تفاصيل القصة الكاملة
يحاول تنظيم داعش العودة مجددا إلى سوريا والعراق
يعد الاتحاد الأوروبي شريكا غير عسكري في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وتبنى الاتحاد الأوروبي إستراتيجيته الخاصة بسوريا والعراق منذ عام 2015، والتي أتاحت مزيدًا من الاهتمام بتعزيز الجانب الأمني. كما تبنّى الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأوروبية مجموعة من التدابير والإجراءات الشاملة ركزت في الغالب على تقديم المشورة الإستراتيجية، وتنسيق إصلاح القطاع الأمني وتحديث أجهزة الاستخبارات.
داعش في سوريا والعراق
وذكر تقرير لمؤسسة "رؤية" أنه وبعد أربع سنوات من “هزيمتهم المذهلة في معركة الموصل، يعيد مقاتلو داعش تجميع صفوفهم”. وقد باتت مجموعات صغيرة من المقاتلين تهاجم نقاط تفتيش عسكرية وأمنية وتغتال قادة محليين وتهاجم شبكات لنقل الكهرباء ومنشآت نفطية. ويؤكد التقرير أن أعدادهم “لا تزال جزءا صغيرا مقارنة بما كانت عليه عندما حكمت الخلافة مساحات شاسعة من العراق وسوريا”.
ويضيف أنهم و”بسبب حرمانهم من الدعم المحلي في المدن والبلدات بعد الدمار الذي ألحقوه بالمجتمعات ولأنهم غير قادرين على السيطرة على الأراضي في مواجهة القوات الحكومية الأكثر تفوقا، فقد لجأوا إلى نمط حياة يشبه الرحل ومع استنزاف مواردهم المالية بشدة، يبحثون عن مأوى في الجبال والوديان ويتحركون باستمرار حتى يتم حشد الموارد الكافية والرجال لتنظيم هجوم.
الدور الأوروبي في مكافحة الإرهاب
ألمانيا: وافق مجلس الوزراء الألماني في 12 يناير 2022، على تمديد مهمة الجيش في العراق لمدة (9) أشهر مع تعديل التفويض الممنوح للجيش في هذه المهمة، وبوجه عام تتم الاستعانة إجمالا بنحو (500) جندية وجندي”ويتمثل التعديل في التفويض استبعاد سوريا رسميا كمنطقة عمليات للجيش في هذه المهمة، وذلك بعد أن أوقفت ألمانيا تنفيذ طلعات استكشافية في المجال الجوي السوري. وتعزز برلين قطاع الأمن في العراق ضمن إطار بعثة الناتو لدى هذه الدولة، بالإضافة إلى مشاركتها في عمليات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد “داعش”. وتشمل العمليات الألمانية بالعراق إعادة التزود بالوقود في الجو، والنقل الجوي، والرصد الجوي، والمشاركة في تحليقات الناتو، بالإضافة إلى تعزيز قدرات قوات الجيش والأمن العراقية وتقديم خدمات استشارية إليها. مكافحة الإرهاب ـ التحالف الدولي في العراق وسوريا، قراءة مستقبلية. بقلم جاسم محمد
فرنسا: حذرت “فلورنس بارلي” وزيرة الدفاع الفرنسية في 11 يناير 2021 من أن تنظيم “داعش” قد يعود إلى الظهور مجددا في سوريا والعراق، وأكدت أن فرنسا ترى تنظيم “داعش” لا يزال موجودا، حتى أنه يمكن الحديث عن شكل من أشكال عودة ظهوره في سوريا والعراق”. وأضافت: أنه “منذ سقوط بلدة الباغوز في وادي الفرات، حيث كان المعقل الأخير للتنظيم، يمكن أن نلاحظ أن داعش تستعيد قوتها في سوريا”.
جددت السلطات الفرنسية في 20 نوفمبر 2021 دعمها العراق في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية، وأكدت على دعم العراق في مجالات مكافحة الإرهاب، ومساندة الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية في ملاحقة بقايا تنظيم داعـش بالتعاون مع شركائها في الاتحاد الأوروبي.
بريطانيا: أكدت صحيفة “ديلي ميل” في 15 فبراير 2021 وفقا لـ”الحرة” عن مصادر عسكرية أن قوات التحالف الدولي تعتزم زيادة عدد جنودها في العراق ليصل إلى (5) آلاف عنصر. وإنه يجري إرسال مئات من الجنود البريطانيين إلى العراق في أكبر زيادة للقوات البريطانية هناك منذ حرب الخليج الأخيرة. ويتمركز (100) عنصر بريطاني لتدريب قوات الأمن العراقية في إطار مهمة التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، مع إمكانية تأديتهم لأدوار أمنية. أسقطت مقاتلة حربية بريطانية من طراز “تايفون” في 19 ديسمبر 2021 طائرة مسيّرة اقتربت من قاعدة “التنف” جنوبي سوريا يعتقد بأنها تعود إما لتنظيم داعش الإرهابي أو ميليشيات مدعومة من إيران.
إيطاليا – اعتزمت إيطاليا في 28 يونيو 2021 الاحتفاظ بوحدة عسكرية في العراق ويقدر قوام هذه الوحدة بأكثر من (800) فرد متمركزة بين العراق والكويت وفقا لـ”سبوتنيك”. وأكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل في 28 يونيو 2021 على أن التكتل الموحد يعمل كشريك غير عسكري في سوريا والعراق للتحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش.
يقول الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب إنه خفضت أوروبا من نقاط ضعفها بشكل كبير في مجال مكافحة الإرهاب وساهمت بشكل كبير الإجراءات التي اتخذتها الدول الأوروبية في سوريا والعراق، وكذلك تكثيف التعاون بين أجهزة الاستخبارات ولاسيما في العراق في انخفاض القدرة على تسلل الإرهابيين إلى الأراضي الأوروبية.
ولفت أنه لعل أن أوروبا تعلمت الدرس من الانسحاب العسكري من أفغانستان، فبات من المتوقع أن يستمر تواجد بعض القوى الأوروبية في سوريا والعراق وعدم انسحابها في الوقت الحالي بشكل كامل، لأنه إذا تم الانسحاب فمن المرجح أن يتحول تنظيم داعش إلى شبكة إقليمية قوية وأن يعيد التنظيم شبكة علاقاته مع الجهاديين وتعزيز مصادره المالية حول العالم. ومن ثَم يتحول ميزان القوى لصالح تنظيم داعش في المنطقة ما يزيد من خطر المخططات والهجمات الإرهابية على الدول الأوروبية.
وأوضح أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يلعب دورًا نشطًا في مكافحة الإرهاب وتحسين الاتصال بين الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة كذلك ينبغي أن يستمر دعم الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية لدول المنطقة أمنيا وعسكريا وسياسيا؛ لأن استقرار دول المنطقة يلعب دوراً رئيسياً في استقرار الأمن القومي الأوروبي.