أثار رفض الرئيس الأميركي جو بايدن للقاء الرئيس التركي رجب طيب صدمة واسعة في أنقرة؛  ما اعتبره المتابعون صفعة كبيرة لأردوغان الذي سعى مؤخرا لإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة، خصوصا بعد انهيار هذه العلاقات في ظل الرئيس السابق دونالد ترامب.

وحسبما نقلت صحيفة "بوليتيك" التركية، وجه أردوغان انتقادات للرئيس الأميركي بايدن، وفي رده على أسئلة الصحفيين بعد صلاة الجمعة، قال أردوغان: "لم أتعرض لهذا الموقف مع أي زعيم أميركي من قبل".

إحراج أردوغان

فيما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" تصريحات أردوغان الذي اعتبر أن العلاقة مع جو بايدن لم تبدأ بشكل جيد بخلاف الرؤساء السابقين.

وبحسب الوكالة، قال أردوغان: إن علاقته بالرئيس الأميركي جو بايدن لم تبدأ بشكل جيد، على عكس علاقاته مع الرؤساء الأميركيين الآخرين.

وأوضحت صحيفة "نيوزويك" أنه قبل مغادرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك يوم الخميس، تحدث أردوغان عن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.

وقال أردوغان: إنه عمل بشكل جيد مع جميع الرؤساء الأميركيين الذين خدموا خلال فترة حكمه التي استمرت 19 عامًا، لكن "لا أستطيع أن أقول إننا بدأنا بشكل جيد مع السيد بايدن".

تودد مستمر 

بالرغم من رفض بايدن استقبال أردوغان، إلا أن أردوغان استمر في تصريحاته للتودد للرئيس الأميركي حيث أعرب عن أمله في بناء علاقة مع أميركا والحفاظ عليها، كما تمسك بالناتو أملا في أن يستغل ذلك لتحسين العلاقات مع واشنطن.

وقال أردوغان: "آمل أن نعامل بعضنا البعض بصفتنا دولتين في الناتو بالصداقة وليس العداء"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن  "المسار الحالي لا يبشر بالخير".
 
أزمة الصواريخ الروسية

وفي إحاطة واسعة النطاق للصحفيين الأتراك، سلط أردوغان الضوء على الانقسامات بين حلفاء الناتو بشأن شراء تركيا لنظام دفاع صاروخي روسي، وما تبع ذلك من إزالته من برنامج الطائرات المقاتلة الشبح F-35 الذي تقوده الولايات المتحدة.

وحسبما نقلت وسائل الإعلام التركية، قال أردوغان: "لا أستطيع أن أقول بصدق إن هناك عملية صحية في العلاقات التركية الأميركية"، مضيفا: "لقد اشترينا طائرات F-35، ودفعنا 1.4 مليار دولار، ولم يتم تسليم طائرات F-35 إلينا".

وعاد أردوغان إلى قضية الطائرات المقاتلة الأميركية من طراز إف-35 التي طلبت تركيا منها مئة وحدة قبل أن يرفض طلبها بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400.

وتابع: "اشترينا طائرات إف-35 ودفعنا 1.4 مليار دولار ولم نتسلم الطائرات".

وأردف: "بالنسبة إلينا، تم إتمام صفقة إس-400 وليس من الممكن العودة. يجب على الولايات المتحدة أن تفهم هذا... نحن، كتركيا، صادقون، لكن الولايات المتحدة لم تكن كذلك للأسف".

كما هدد أردوغان الرئيس الأميركي، قائلا: "نحن نمضي قدما... سنطرق أبوابا أخرى"، مشددا على أن "تركيا تشتري ما يلزم من أجل دفاعها".

لقاء مرتقب مع بوتين

وتطلعًا إلى لقائه المقرر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منتجع سوتشي على البحر الأسود، والمقرر له يوم 29 سبتمبر/ أيلول الجاري، قال أردوغان إنهم سيناقشون العلاقات الثنائية والمسألة السورية، ولاسيما الوضع في إدلب، التي تعد آخر معقل للمتمردين السوريين المدعومين من تركيا في داخل الأراضي السورية.