الخلافات تتصاعد بين بايدن ونتنياهو.. ماذا يحدث؟
تصاعدت الخلافات بين بايدن ونتنياهو
في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تزداد حدة الأزمة بين الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، بسبب خلافهما حول حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وقد هاجم سياسي أميركي بارز مقرّب من الرئيس جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معتبرا أنه يعرقل تحقيق السلام في المنطقة.
تصاعد العنف
في السابع من أكتوبر 2023، شنت إسرائيل هجوما عسكريا على قطاع غزة، بحجة الرد على إطلاق صواريخ من قِبَل حركة حماس، وقد أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وإصابة آلاف آخرين، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية والمنشآت الصحية والتعليمية في القطاع.
وقد أعربت الولايات المتحدة، التي تعتبر أكبر حليف لإسرائيل، عن قلقها من تصاعد العنف ودعت إلى وقف إطلاق النار الفوري والدائم، كما أكدت الإدارة الأميركية على دعمها لحل الدولتين، الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن.
أسباب الخلاف
ومع ذلك، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقود حكومة ائتلافية من الأحزاب اليمينية والمتطرفة، يرفض قبول مبادرة السلام الأميركية، ويصر على مواصلة الحرب حتى تحقيق أهدافه، وهي تحرير الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين تحتجزهم حماس، والقضاء على الحركة الفلسطينية المسلحة.
وقد أثار هذا الموقف غضبا في الأوساط الأميركية، وخاصة من قِبَل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس بايدن، وقد هاجم كريس كونز، رئيس حملة إعادة انتخاب بايدن، نتنياهو بشدة في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ"، متهما إياه بأنه يعرقل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأنه يخطئ برفضه دعوات الولايات المتحدة والدول العربية للتحرك نحو دولة فلسطينية مستقلة.
وقال كونز: "لن تكون هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها هناك بعض التوتر مع رئيس الوزراء نتنياهو وأهدافه وطموحاته الشخصية والسياسية والتحديات التي تواجه صياغة مسار إيجابي وسلمي للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".
غضب حلفاء نتنياهو
يمكن أن يؤدي الخلاف بين بايدن ونتنياهو إلى تدهور العلاقات بين البلدين الحليفين، وتقليص الدعم الأميركي لإسرائيل، سواء ماديا أو عسكريا، كما يمكن أن يؤثر على موقف المجتمع الدولي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويزيد من الضغط على إسرائيل للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب ويحقق العدالة والسلام.
وقد أبدى بعض الحلفاء الآخرين لإسرائيل مثل بريطانيا وفرنسا، موافقتهم على موقف الولايات المتحدة، وانتقدوا نتنياهو لرفضه أيّ سيادة فلسطينية في مرحلة ما بعد الحرب، وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس: "نحن نؤيد حل الدولتين كوسيلة وحيدة لتسوية النزاع". وأضاف وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني: "للفلسطينيين الحق في السيادة وإنشاء دولة".
في السياق ذاته، يقول الدكتور علي هلال، أستاذ العلوم السياسية، الخلاف بين بايدن ونتنياهو ليس جديداً، فهو يعكس الاختلاف في الرؤية والمصالح بين الإدارة الديمقراطية والحكومة اليمينية في إسرائيل.
وأضاف هلال لـ"العرب مباشر": بايدن يريد إحياء عملية السلام والتفاوض مع إيران، بينما نتنياهو يريد توسيع الاستيطان والتصعيد مع حماس وحزب الله؛ لذلك فإن العلاقة بينهما ستبقى متوترة ومتقلبة، ما لم يحدث تغيير جذري في السياسة الإسرائيلية أو الأميركية.
من جانبه، يقول أحمد وهبان، أستاذ العلوم السياسية، الخلاف بين بايدن ونتنياهو هو في الرأي فقط، ولم يرتقِ إلى المواقف، فبايدن لم يتخذ أيّ إجراء عملي ضد نتنياهو، ولم يقلل من الدعم الأميركي لإسرائيل، بل على العكس أكد على التزامه بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها.
وتابع لـ"العرب مباشر": "نتنياهو لم يتحدَّ بايدن علناً، ولم يتحالف مع أعداء أميركا، بل على العكس، أبدى استعداده للتعاون مع بايدن في مواجهة التهديدات الإقليمية؛ لذلك فإن العلاقة بينهما ستبقى قوية ومتينة، ما لم يحدث أيّ صدام مباشر بينهما".