وساطة مصرية تحاول كسر الجمود.. عرض إسرائيلي مشروط وحماس ترفض المقترح
وساطة مصرية تحاول كسر الجمود.. عرض إسرائيلي مشروط وحماس ترفض المقترح

رفضت حركة حماس اقتراحًا جديدًا قدّمته إسرائيل يتضمن وقفًا مؤقتًا للحرب في قطاع غزة، والإفراج عن مزيد من الأسرى الإسرائيليين، والدخول في مفاوضات لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع، بحسب ما صرّح به مسؤول في حماس لشبكة "إن بي آر" الأمريكية، طالبًا عدم الكشف عن هويته لأن الحركة لم تقدّم بعد ردّها الرسمي للوسطاء.
تفاؤل حذر من الوسطاء
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، عبّر مسؤولون منخرطون في جهود الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في غزة عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع قليلة، وفق ما أفاد به وسطاء مصريون للإذاعة الأمريكية.
وأشارت الشبكة الأمريكية، أن الوسطاء أعربوا عن خشيتهم من أن تؤدي أي هدنة مؤقتة محتملة إلى الانهيار في حال لم تتضمن ضمانات أميركية واضحة لإنهاء الحرب بشكل دائم.
تفاصيل المقترح الإسرائيلي الجديد
وفقًا لمصادر مصرية ومسؤول كبير في حماس، إلى جانب مسؤول آخر مطّلع على سير المحادثات، فقد قدّمت إسرائيل اقتراحًا جديدًا تضمّن الاستعداد للتفاوض بشأن إنهاء دائم للحرب، لكن بشرط جديد يتمثل في نزع سلاح حماس وجميع الفصائل المسلحة الأخرى في قطاع غزة.
وناقش هؤلاء المسؤولون التفاصيل الحساسة لهذا الاقتراح بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، بالنظر إلى الطبيعة المغلقة لتلك المفاوضات.
كانت حماس قد أعلنت يوم الاثنين أنها ما تزال تدرس العرض الإسرائيلي الذي تم تقديمه عبر وسطاء إلى وفدها في القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع. ولم تنشر إسرائيل أي تفاصيل علنية عن مضمون المفاوضات حتى الآن.
خطة وقف إطلاق النار لمدة 45 يومًا
وبحسب المقترح الإسرائيلي، تقضي الهدنة المقترحة، التي تمتد إلى 45 يومًا، بأن تُفرج حماس عن عشرة أسرى أحياء من بين الأسرى الذين يُعتقد أنهم لا يزالون على قيد الحياة، وفق تقديرات الوسطاء المصريين. وسيكون أول المفرج عنهم الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الحامل للجنسية الأميركية.
وفي المقابل، ستفرج إسرائيل خلال فترة الستة أسابيع عن نحو 1400 معتقل فلسطيني، بينهم سجناء يقضون أحكامًا بالسجن مدى الحياة.
وإذا توصّل الطرفان خلال تلك الفترة إلى اتفاق بشأن إنهاء دائم للحرب، يتضمن التزامًا من حماس بنزع سلاحها بشكل نهائي، فستقوم حماس بالإفراج عن بقية الأسرى المحتجزين في غزة، بحسب العرض الإسرائيلي.
شروط حماس
وأكد الوسطاء المصريون، أن حماس أبدت استعدادها للإفراج عن مزيد من الأسرى، لكنها ما تزال متمسكة بأن يتضمن أي اتفاق ثلاث ركائز أساسية: إنهاء دائم للحرب، انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإطلاق خطة لإعادة إعمار القطاع الذي تضررت أو دُمّرت فيه أكثر من 90% من المنازل، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
وفي بيان أصدرته الثلاثاء، أعلنت حركة حماس أنها فقدت الاتصال بالحراس المسؤولين عن الجندي إدن ألكسندر في غزة، نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف موقعهم. ولم تصدر الحكومة الإسرائيلية أي تعليق فوري على هذا الادعاء.
الجدول الزمني للمقترح الإسرائيلي
وفقًا لتسريبات الوسطاء، يتضمن المقترح الإسرائيلي المراحل التالية: اليوم الأول: تُفرج حماس عن الجندي إدن ألكسندر كخطوة أولى موجهة إلى الولايات المتحدة.
اليوم الثاني: تُفرج حماس عن خمسة أسرى أحياء، مقابل إفراج إسرائيل عن 66 سجينًا فلسطينيًا محكومًا بالسجن المؤبد و611 معتقلاً من غزة.
اليوم الثالث: تبدأ مفاوضات بين الطرفين حول "اليوم التالي" للحرب، وتشمل مسألة نزع السلاح وإنهاء دائم للعدائيات.
اليوم السابع: تُفرج حماس عن أربعة أسرى إضافيين مقابل إطلاق إسرائيل سراح 54 سجينًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد و500 معتقل تم احتجازهم منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.
اليوم العاشر: تُقدم حماس معلومات عن جميع الأسرى الأحياء المتبقين، مقابل تقديم إسرائيل معلومات حول الأسرى الفلسطينيين.
اليوم العشرون: تُفرج حماس عن جثامين 16 أسيرًا متوفى، مقابل تسليم إسرائيل جثامين 160 فلسطينيًا.
خلال 45 يومًا: يجب على الطرفين إتمام مفاوضات لإنهاء دائم للحرب. عندها فقط تقوم حماس بالإفراج عن جميع الأسرى الأحياء والأموات المتبقين، والذين يُقدّر عددهم بـ59 وفقًا لتقديرات إسرائيل.
استمرار حصار غزة
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أنه رغم هذا المسار التفاوضي، يستمر الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة، والذي يمنع دخول الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والوقود والأدوية.
وأفاد الوسطاء، بأن إسرائيل اقترحت، ضمن ترتيبات وقف إطلاق النار، تخفيف الحصار وتسهيل إدخال المساعدات، لكنها اشترطت إنشاء آلية جديدة لتوزيع المعونات الإنسانية، دون أن تكشف عن تفاصيلها، وسط سعيها للحيلولة دون وصول المساعدات إلى أيدي حماس.
في المقابل، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولي، تتحمّل مسؤولية فتح المعابر وضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى السكان في غزة.
وأضاف: أن الآليات المقترحة من جانب إسرائيل قد تؤدي إلى "التحكم الصارم والقاسي في المساعدات حتى على مستوى السعرات الحرارية وحبة الطحين الواحدة"، محذرًا من تداعياتها.