الرسائل المشفرة.. حيلة جديدة لقادة الإخوان المتصارعين لاستقطاب الشباب
تستخدم قادة جماعة الإخوان المتصارعة حيلة الرسائل المشفرة لاستقطاب الشباب
تسارعت الصراعات بين قيادات الإخوان رغم آمال التنظيم في توحيد صفوفه بالمنطقة مرة أخرى والعودة للمشهد السياسي واستكمال مخططات الجماعة الإرهابية
الرسائل المشفرة
وكشفت مصادر أن أفراد الإخوان يستخدمون وسيلة الرسائل المشفرة مجددا، بهدف نقل بعض التعليمات إلى القواعد في دول محددة.
وأضافت المصادر أن رسائل التنظيم الأخيرة أظهرت عودة قادة إلى استخدام الرسائل المشفرة الموجهة إلى أفراده التنظيمين، بهدف إبعاد أنظار السلطات والمراقبين.
وأشارت المصادر إلى أن الإخوان تهدف إعادة جمع وتنشيط وتنظيم صفوفهم في بعض الدول، في ظل حالة الانشقاق والصراعات بين القادة لحصد نسبة تأييد أكبر، بالإضافة لمحاولة بائسة في العودة للساحة.
وقال مراقبون: إن الرسائل المشفرة هي وسيلة قديمة لدى التنظيم بهدف التواصل مع القادة وتنظيم القاعدة، من أجل التوجيه ونقل المعلومات والتعليمات إليها.
رسائل من منير للقواعد
وتابعت المصادر أنه خلال الفترة الماضية تم رصد عدد من الرسائل المشفرة من إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام، إلى عدد من القواعد التنظيمية ببعض الدول، تتضمن حزمة من التعليمات، من بينها الهدوء وعدم التأثر بالأزمة أو التسرع في اتخاذ قرار الانشقاق من التنظيم والالتزام بمبدأ السمع والطاعة.
وتعتبر الرسالة الأهم في رسائل منير للقواعد، خلال الأسابيع الماضية، هي دعوته بإحياء عقيدة الإخوان وهي "مبدأ العزلة"، والتي تعني أسلوبا متبعا من جانب مرشدي الإخوان بداية من حسن البنا وصولاً إلى إبراهيم منير.
ومن آخر تلك الرسائل، هي خطاب أرسله منير يوم الاثنين الماضي، بعنوان"رسالة من القلب.. ودعوة إلى العمل"، يحاول فيه استمالة الشباب إلى جبهته، في ظل صراعه مع محمود حسين الأمين العام السابق للإخوان، لاسيما بعد انتشار أخبار عن حسم حسين وجبهته الصراع والاستعداد للإعلان عن تنصيب الثاني قائماً بأعمال المرشد.
واشتعل الصراع بين الجبهتين لعدة أسباب، على رأسها الخلاف بشأن مصادر التمويل، التي يسيطر عليها الإرهابي المخضرم محمد البحيري، بينما لم يتمكن إبراهيم منير من الوصول إليها لذلك وجهت له عدة انتقادات بعدم قدرته على جلب الدعم.
وترجع أسباب الصراع الحالي بين قيادات الإخوان، لأسباب مالية وإعلامية، حيث أوقفت الدول الحاضنة لهم دعمهم بعدة طرق، على رأسها الجانب الإعلامي وتحديد أنشطتهم، بجانب تقليص التمويل بشدة، لذلك كان هو حلبة الصراع المشتعلة بين الطرفين.
وقرر إبراهيم منير، الأربعاء الماضي، فصل قيادات عليا بالجماعة سبق أن أعلن إحالتها للتحقيق وآخرين لم يسمهم، لاعتباره "إقدامهم على قرارات لشق الصف وإحداث بلبلة".
كما قرر مسبقا منير، إيقاف 6 من أعضاء شورى الجماعة (أعلى هيئة رقابية)، وإحالتهم للتحقيق، وأبرزهم محمود حسين، ومدحت الحداد، وهمام يوسف، وجميعهم خارج مصر، قائلا إن القرارات، دون توضيحها، التي اتخذتها تلك القيادات، "باطلة لمخالفتها اللائحة ولخروجها من غير ذي صفة"، وأن من ساهم فيها "أخرج نفسه من الجماعة".
في حين أن صفوف الجماعة تشهد حالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بإحدى الدول، وكذلك مجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، بالإضافة إلى تأجيل ما تسمى الانتخابات الداخلية "الوهمية" التي كان من المزمع إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء ما يسمى مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.
وتلقى إبراهيم منير، تهديدات بالقتل، من أحد العناصر الداخلية المحسوبة على جبهة خصمه محمود حسين، ما اضطره لتعزيز الحراسة الشخصية عليه وعلى أسرته في منزله ومقر عمله بلندن.