أردوغان يخدع السوريين بوهم المساعدات لإعادتهم لوطنهم
خدع أردوغان السوريين بوهم المساعدات لإعادتهم لوطنهم
حالة من الحزن والذعر تسيطر على اللاجئين السوريين في تركيا، بعد قرار الرئيس رجب طيب أردوغان بترحيل اللاجئين لبلادهم مرة أخرى، متجاهلا التحذيرات الأممية من خطورة الوضع في سوريا وتحديدا مدن الشمال وسط مخاوف من استعادة تنظيم داعش لصفوفه مرة أخرى.
خداع تركي
وقال مراد الذهبي لاجئ سوري يقيم في إسطنبول: "أقيم هنا مع عائلتي منذ 5 سنوات تقريبا، أسست عملي الحر ولا أكلف الحكومة التركية شيئا".
وتابع: "فوجئت منذ عدة أسابيع بخطابات أمنية تطالبني بالعودة لبلادي، الوضع هناك غير آمن بالمرة، السلطات هنا حددت لنا القرى التي سنعود إليها، تقع في الشمال في نطاق السيطرة التركية والميليشيات المتطرفة".
وأضاف: "أخشى كثيرا من العودة، خصوصا مع ظهور خلايا داعش في دير الزور ورأس العين مرة أخرى".
بينما قالت زينة زيتون: "الحكومة تخدعنا بوهم المساعدات المالية التي ستمنحها لنا في حال العودة لسوريا".
وتابعت: "الأوضاع المالية في تركيا سيئة الحكومة غير قادرة على تلبية احتياجات الشعب حتى تمنحنا مساعدات".
وأضافت: "هذا فخ تنصبه لنا الحكومة التركية حتى نرحل ونجد أنفسنا محاصرين في مناطق سيطرتها".
بينما قال ناصيف المصري: "لن أعود لسوريا في الوقت الحالي، إن اضطررت للرحيل سأتوجه إلى دمشق أو حلب".
وتابع: "الوضع في مناطق السيطرة التركية سيئ للغاية، وقرار المساعدات هذا غير منطقي والجميع يعلم ذلك".
مساعدات وهمية
وبحسب صحيفة "حريت" التركية، فإن السلطات ستقدم مساعدات مالية للمواطنين السوريين الذين يعودون طوعا إلى بلادهم.
قالت الصحيفة: إن اللاجئين السوريين الذين يريدون الاستقرار في مناطق آمنة "طهرتها تركيا من الإرهاب" في شمال سوريا سيتم تزويدهم بوسائل نقل لمساعدتهم على الحركة، كما سيتم تزويدهم بالمأوى والمساعدات الإنسانية في المنطقة.
وقالت الصحيفة: إنه تم بناء حوالي 52 ألف منزل لحل مشاكل الاستيطان، وهناك 50 ألف وظيفة جاهزة للسوريين في المناطق الصناعية التي أنشأتها تركيا.
وقال مصدر دبلوماسي: "تركيا ترغب في تسكين هذه المناطق التي تبدو خاوية من سكانها، حتى تثبت قدمها فيها وتحتلها".
وأضاف: "تركيا أنشأت مدارس ومنصات قضائية وأمنية في مناطق الشمال السوري، وتسعى الآن لتسكين 5 ملايين لاجئ بها لتغير هوية المنطقة بالكامل، وجعلها مقاطعة تابعة لتركيا".
وتابع: "ما يفعله أردوغان خطير للغاية، فهو يخاطر بتمويل الجماعات الإرهابية على الحدود مع تركيا، وفي حال تصالح العرب مع حكومة بشار الأسد، ستكون نهاية تركيا في سوريا مأساوية للغاية، وسيهرب القادة الإرهابيون إلى تركيا".
تحذيرات أممية
قال محققو جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة:
إن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين.
وتابعوا: "الوضع العام في البلاد قاتم بشكل متزايد، مع الأعمال العدائية في عدة مناطق من الدولة الممزقة، والاقتصاد المنهار، وجفاف مجاري الأنهار وزيادة الهجمات من قِبل مسلحي تنظيم داعش"، وفقًا لتقرير سبتمبر الصادر عن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا.
وادعت الصحيفة التركية أن تركيا أنشأت جمعيات محلية ومنظمات أمنية وقضائية، وتم تشغيل 8 مستشفيات عامة و33 مستشفى خاصًا و106 مراكز صحية.
وأكد مصدر تركي مطلع أن المهاجرين السوريين في تركيا يواجهون تنامي المشاعر المعادية للاجئين، حيث شكك العديد من الأحزاب السياسية المعارضة في سياسات الحكومة وتعهدت بضمان عودة السوريين إلى ديارهم إذا تم انتخابهم.