أحداث الجابون.. هل أصبح سقوطاً جديداً للوجود الفرنسي في القارة السمراء؟
تشهد الجابون انقلابا علي الرئيس
شهدت الجابون، أحداثًا متسارعًا صباح اليوم الأربعاء، حيث أعلن عسكريون كبار، الاستيلاء على الحكم وإنهاء النظام القائم وحل مؤسسات الدولة وإغلاق الحدود حتى إشعار آخر، وجاءت أحداث الجابون، بعد إعلان فوز الرئيس علي بونجو بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية، وهو ما أغضب قيادات العسكريين في البلاد.
باتت متكررة
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الدكتور أسامة السعيد، إنَّ أحداث الجابون الأخيرة تُعد أزمة جديدة باتت متكررة على الساحة الإفريقية الأمر الذي يثير القلق على مستوى دول القارة السمراء والمؤسسات الدولية والقوى الكبرى التي تبدي اهتمامًا كبيرًا خلال السنوات الماضية.
وأضاف أنَّ الأحداث الأخيرة التي شهدتها النيجر وبوركينا فاسو ومالي وغينيا كانت لها تداعيات وتأثيرات على إلغاء نتائج الانتخابات وحل الدستور والسيطرة على السلطة في الجابون.
وأوضح أنَّ التحولات بهذه الطريقة في السلطة ترتبط بأسباب أعمق بكثير من فكرة الطموح والاستيلاء السريع على السلطة، حيث إنّ إفريقيا تعاني كثيرًا من الهشاشة فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية والاقتصادية، ويجب ألّا ننسى التجربة في الجابون التي عانت الكثير من الانتقادات الحادة خصوصًا من فرنسا وأوروبا لأنها لم تراعِ اعتبارات النزاهة والشفافية في العملية الانتخابية.
أحد أبرز الأسباب، كشف عنها السعيد وهي الهشاشة السياسية التي تعاني منها المؤسسات في بعض الدول الإفريقية، إلى جانب التنوع العرقي والطبيعة القبلية والسكانية فضلًا عن ضعف البنية الاقتصادية والإخفاق في عدالة توزيع الثروة.
سقوط جديد للوجود الفرنسي
وفيما قالت رحمة حسن الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية: إنه مع استمرار سياسات فرض الواقع الانقلابي في منطقة الساحل الإفريقي وغرب ووسط إفريقيا لتتزايد عدوى الانقلابات والتي بدأت منذ عام 2020 في مالي وبوركينا فاسو وغينيا وأخيراً النيجر، لتأتي الجابون أخيرًا في رفض داخلي لما يمكن عملية التوريث للرئيس المنتخب حديثاً على بونجو، رئيس البلاد منذ عام 2009 خلفاً لوالده، وفوزه بولاية ثالثة بنسبة تصويت 64.27% لتمنحه فترة حكم 7 سنوات جديدة عقب تعديلات دستورية رفضها الشارع الجابوني، والمعارضة التي قادها أوندو واعتبرتها تزويراً لعملية التصويت، بعد إنهاء التعديل الدستوري العمل بجولتي التصويت.
وأضافت حسن أن الانقلاب الحالي يأتي ليمثل ورقة سقوط جديدة للوجود الفرنسي الذي لم يستطع أن يغير إستراتيجيته الإفريقية والتي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الجابون كأول رحلة إفريقية له العام الحالي في مارس 202، فيما جاءت برسالة عكسية دعمت فكرة وجود ماكرون لدعم بونجو في الانتخابات التي تم عقدها في أغسطس الحالي، وسط اتهامات بتزوير نتائج الانتخابات، وهو ما دفع المجلس العسكري، والذي أسمى نفسه لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات.