باستغلال الأطفال.. الحوثي يواصل جرائمه الإرهابية في اليمن

باستغلال الأطفال.. الحوثي يواصل جرائمه الإرهابية في اليمن

باستغلال الأطفال.. الحوثي يواصل جرائمه الإرهابية في اليمن
ميليشيا الحوثي

تواصل ميليشيا الحوثي في اليمن ارتكاب جرائم بحق الأطفال، مستغلة الوضع الأمني والسياسي المتدهور في البلاد مع استمرار الحرب التي تسببت في مآسٍ إنسانية كبيرة، بات الأطفال في العديد من المناطق، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ضحايا لممارسات قاسية تنتهك حقوقهم الأساسية.

استغلال الأطفال في القتال


من أبرز الجرائم التي تقوم بها ميليشيا الحوثي هي تجنيد الأطفال في صفوفها، حيث تشير تقارير حقوقية، أن الآلاف من الأطفال قد تم استدراجهم أو تجنيدهم بالقوة للقتال في جبهات القتال. يتم غالبًا استهداف الأطفال من الأسر الفقيرة أو من المناطق الريفية النائية، حيث يتم إغراؤهم بالمال أو بالوعود الكاذبة بحياة أفضل.

يقوم الحوثيون بتدريب هؤلاء الأطفال على استخدام الأسلحة، وتعليمهم أساليب الحرب؛ مما يعرضهم لخطر الموت والإصابات الخطيرة.


وأشار تقرير الأمم المتحدة لعام 2023، أن الأطفال يمثلون نسبة كبيرة من الضحايا المدنيين في النزاع الدائر.

تأثيرات نفسية واجتماعية


لا تقتصر معاناة الأطفال على القتال فقط، بل تشمل أيضًا التأثيرات النفسية والاجتماعية العميقة التي تتسبب بها هذه الممارسات.

يعاني العديد من الأطفال من اضطرابات نفسية حادة نتيجة للمعاناة التي عاشوها، سواء في جبهات القتال أو نتيجة لانفصالهم عن أسرهم أو فقدانهم لأحبائهم.

إضافة إلى ذلك، فقد تعرضت الكثير من المدارس والمرافق التعليمية للتدمير؛ مما أدى إلى فقدان العديد من الأطفال لفرص التعليم؛ مما يعمق من معاناتهم ويزيد من استغلالهم في المستقبل.

التحركات الدولية لوقف استغلال الأطفال


المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان قد دعت مرارًا إلى وضع حد لهذا الاستغلال.

وأدانت التقارير الدولية ممارسات الحوثيين باعتبارها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وخاصة اتفاقيات حقوق الطفل.

ورغم الجهود المستمرة من قبل المنظمات الإنسانية، لا تزال ميليشيا الحوثي ماضية في استغلال الأطفال في النزاع، مما يزيد من تعقيد الوضع في اليمن ويعوق جهود السلام.

وتستمر جرائم الحوثيين في تدمير حياة الأطفال في اليمن، حيث يواجهون استغلالاً ممنهجًا في الحرب ويتعرضون لأبشع الانتهاكات. وفي وقت تتواصل فيه جهود المجتمع الدولي للضغط على جميع أطراف النزاع لوقف هذه الممارسات، يبقى الأمل في أن يجد هؤلاء الأطفال فرصة للنجاة وعيش حياة كريمة بعيدًا عن العنف والاستغلال.

ولفت المحلل السياسي اليمني الدكتور أحمد القاضي، إلى استمرار ميليشيا الحوثي في استغلال الأطفال في النزاع الدائر في اليمن، مشيرًا أن هذه الجرائم تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وتضاف إلى سجل الانتهاكات الطويل الذي ارتكبته هذه الجماعة.

وأوضح القاضي - في تصريح للعرب مباشر-، أن تجنيد الأطفال أصبح أحد أساليب الحوثيين في تعزيز قوتهم العسكرية، حيث يتم استدراج الأطفال أو تجنيدهم بالقوة من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وأضاف: أن هذه الظاهرة تتسارع في المناطق الريفية والفقيرة، حيث يتم استغلال الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأطفال وأسرهم؛ مما يجعلهم عرضة للانتهاك.

وقال القاضي: "الميليشيا الحوثية لا تقتصر على استخدام الأطفال في الأعمال القتالية، بل إنها تجبرهم على المشاركة في تدريبات عسكرية وحمل أسلحة ثقيلة، مما يعرضهم لخطر الموت أو الإصابة بشكل مستمر".

وأشار أن الحوثيين يستغلون الأطفال كـ"وقود حرب"، وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

كما أكد القاضي، أن هذا النوع من الاستغلال له تبعات خطيرة على الأطفال من الناحية النفسية والاجتماعية. وقال: "الأطفال الذين يتم تجنيدهم يفقدون حياتهم الطبيعية، ويعانون من صدمات نفسية عميقة نتيجة للمشاهد التي يمرون بها في ساحة المعركة، بالإضافة إلى انقطاعهم عن التعليم والفصل عن أسرهم".

وفيما يتعلق بالمجتمع الدولي، دعا المحلل اليمني إلى تكثيف الضغوط على ميليشيا الحوثي من أجل إيقاف تجنيد الأطفال، مطالبًا بتقديم الدعم الكامل للمنظمات الإنسانية من أجل توفير الحماية للأطفال في اليمن.

وأشار القاضي، أن هذا الاستغلال لن يتوقف إلا بتوصل الأطراف المختلفة إلى اتفاق سياسي شامل ينهي النزاع ويضمن حماية حقوق الأطفال.

كما شدد على ضرورة أن تظل القضية محط اهتمام المجتمع الدولي، الذي يجب أن يكون له دور أكبر في الضغط على الحوثيين لإيقاف هذه الجرائم.

أكد الدكتور أحمد القاضي، أن اليمن بحاجة ماسة إلى استراتيجية وطنية ودولية لحماية الأطفال من الاستغلال، وتوفير بيئة آمنة لهم بعيدًا عن شبح الحرب.