إكسبو 2020.. نجاحات اقتصادية ضخمة على أرض الإمارات.. كيف حقق الحدث العالمي هذا النجاح الكبير؟
حقق إكسبو دبي 2020 نجاحات هائلة
نجاحات اقتصادية عديدة تحققها دولة الإمارات، من خلال الكثير من الجهود والخبرات العديدة التي تعزز من اقتصاد دبي بشكل كبير، والتي كان آخرها معرض إكسبو 2020 الذى يعد الحدث العالمي الكبير الذي تستضيفه دبي على أرضها، ويعزز بشكل كبير من الاقتصاد الإماراتي.
مفعول سحري
وتتسم معارض إكسبو الدولية بمفعول سحري دائما ما تستفيد به الدولة المستضيفة للحدث الأضخم في العالم في العديد من القطاعات المهمة، ومنذ 170 عاماً ومعارض إكسبو الدولية توفر منصة لعرض أهم الابتكارات وتبادل الخبرات، لكنها أيضا تكون ذات آثار كبيرة على الاقتصاد العالمي ككل، وعلى اقتصاد البلد المُضِيف على وجه الخصوص.
وكشف تقرير بالفيديو لمؤسسة ماعت جروب أن معرض إكسبو عادة ما يُحدث طفرة في عدة قطاعات اقتصادية، وعلى رأسها الاستثمار والسياحة والسفر وتجارة التجزئة والعقارات، والعديد من القطاعات الأخرى، ومنذ أقيمت أول دورة لهذه المعارض في قصر الكريستال في لندن عام 1851 حيث عُرضت ابتكارات الثورة الصناعية الأولى، يعتبر معرض إكسبو أحد أهم الأحداث على الصعيد الدولي.
وتعمل الإمارات على جني ثمار "المفعول السحري" لهذه المعارض في ظل تنظيم "إكسبو 2020 دبي" الذي يجمع العالم خلاله من جديد على مدى 6 أشهر خلال الفترة من 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى 31 مارس/ آذار 2022.
جذب أنظار المستثمرين
ويعد إكسبو 2020 دبي أيضا، مناسبة تجذب الإمارات من خلالها أنظار المستثمرين ورجال الأعمال والشركات والمسؤولين الدوليين، ناهيك عن الزوار والسائحين، بما سيكون له مفعول السحر على اقتصادها، ولاسيما في فترةٍ ما زال العالم يعاني فيها التداعيات السلبية لأزمة وباء كورونا.
وحسب دراسة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، يحمل معرض إكسبو 2020 دبي رمزية كبيرة، في المقام الأول، كونه الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، كما أن المعرض وفر فرصة للبشر من جميع أنحاء العالم للالتقاء في مكانٍ واحدٍ، وتبادل الخبرات في العلوم والتكنولوجيا والثقافة والفنون وغيرها.
وعمل المعرض على تعزيز جسور التواصل، وفتح آفاق أكبر للتبادل التجاري والاستثماري بين مناطق العالم. ويساعد دول العالم على التعاون في رسم مسار المستقبل وإيجاد حلول جماعية مستدامة للتحديات العالمية الأكثر إلحاحاً في الوقت الراهن، انطلاقاً من التحديات الاقتصادية والصحية والمناخية والاجتماعية والثقافية، وغيرها، ولعل أن المردود الإيجابي لمثل هذه المعارض، وعلى النحو المتوقع أن تحققه دولة الإمارات، قد ثبُتت واقعيته وحقيقته في تجارب الدول التي استضافت معارض إكسبو السابقة، والتي كان لها أثر قوي على اقتصادها، سواءً في وقت انعقادها أو على مدى سنوات لاحقة.
استثمارات مليارية
تشير معظم التقديرات إلى أنه منذ الإعلان عن فوز الإمارات باستضافة "إكسبو 2020 دبي" فقد استقبلت البلاد استثمارات تبلغ نحو 37 مليار دولار، كما أنه من المتوقع أن تستقبل الإمارات استثمارات بنحو 6 مليارات دولار خلال فترة انعقاد المعرض، ما يعني أن إجمالي الاستثمارات التي ستستقبلها الإمارات منذ عام 2013 وحتى نهاية المعرض سيصل إلى 43 مليار دولار.
من أهم المؤشرات البارزة للتأثير الإيجابي لإكسبو دبي على الاقتصاد الإماراتي، أن المعرض خلق العديد من فرص العمل الجديدة في الإمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية.
استثمار طويل الأجل للإمارات
ويعد إكسبو 2020 دبي استثماراً طويل الأجل للإمارات، لما يمثله من دعم للرؤية المستقبلية للإمارات، ودوره في تعزيز فرص التنمية الشاملة المستدامة، والتحرك نحو الاقتصاد القائم على الابتكار، وخلق بيئة أعمال مواتية للقطاعات الرئيسية، مثل الخدمات اللوجستية والنقل والسياحة والعقارات والتعليم والرعاية الصحية وسوق العمل، وصناعة المعلومات والمعرفة والثقافة، والذكاء الاصطناعي، والأنشطة البيئية، والطاقة النظيفة، والأبعاد الاجتماعية، وغيرها.
ويتوقع أحدث تقارير المستجدات الاقتصادية للشرق الأوسط للربع الثالث من 2021، والذي أعدته «أكسفورد إيكونوميكس» بتكليف من معهد المحاسبين القانونيين ICAEW، نظرة مستقبلية واعدة لتعافي دولة الإمارات العربية المتحدة، مع نمو متوقع لإجمالي ناتجها المحلي بنسبة 1.7% هذا العام، و6.5% في عام 2022. ومن المرتقب للمبادرات الحكومية وانطلاقة معرض إكسبو 2020، أن تدشّن مرحلة من النمو القوي في الاقتصاد غير النفطي.
ووفقاً للتقرير، من المتوقع أن ينمو إجمالي الناتج المحلي غير النفطي بنسبة 3.8% هذا العام، و4.1% العام المقبل. وفي أعقاب الانخفاض القياسي في إجمالي الناتج المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 6.1% في عام 2020، فإن توقعات التعافي تظل واعدة للفترة المتبقية من 2021، بسبب السياسات الحكومية التوسعية. ويشمل ذلك خطة دبي 2040 وحملة الاستثمار الثقافي في أبوظبي، اللتين تقودان موجة الانتعاش في القطاع غير النفطي.
وذكر التقرير أنه يشكّل معرض «إكسبو 2020 دبي»، محركاً حيوياً للاقتصاد غير النفطي، ومن المتوقع أن يؤدي هذا الحدث العالمي إلى رفع معدلات السفر والسياحة، اللذين يمثلان ما يصل إلى 16% من إجمالي الناتج المحلي لدولة الإمارات، بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال تأثيره في سلسلة التوريد والإنفاق ذات الصلة. وتعافت معدلات إشغال الفنادق، مدعومة بارتفاع السياحة الداخلية وزيادة أعداد الزوار بنحو 40% في عام 2021، بعد انخفاضها بمقدار الثلثين في 2020. ومع ذلك، من غير المرجح أن تعود إلى مستويات ما قبل الجائحة حتى عام 2023، وفقاً لمعهد المحاسبين القانونيين ICAEW.