حمّى البحر المتوسط العائلية.. معاناة مزمنة تنتقل عبر الجينات

حمّى البحر المتوسط العائلية.. معاناة مزمنة تنتقل عبر الجينات

حمّى البحر المتوسط العائلية.. معاناة مزمنة تنتقل عبر الجينات
حمي البحر المتوسط العائلي

دائمًا ما يعاني البعص من حمّى البحر المتوسط العائلية (FMF)  دون العلم بها أو الوصول الى دواء مثلى لها، وهي تعد اضطرابًا وراثيًا مزمنًا ينتقل عبر الجينات، ويصيب غالبًا الشعوب التي تنتمي لمنطقة البحر المتوسط مثل المصريين والعرب والأتراك واليهود الشرقيين.

 تتمثل الأعراض في نوبات متكررة من الحمى وآلام البطن أو المفاصل أو الصدر، وقد تستمر النوبة من يوم إلى ثلاثة أيام ثم تختفي تلقائيًا. 

ورغم بساطة الأعراض أحيانًا، إلا أن إهمال العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة تلف الكلى نتيجة ترسب بروتين الأميلويد.

العلاج الدوائي الأساسي

يُعد دواء الكولشيسين (Colchicine) هو العلاج الرئيسي لحمى البحر المتوسط، حيث يُستخدم يوميًا بجرعات محددة تمنع حدوث النوبات أو تقلل شدتها.

 ينجح الدواء في السيطرة على المرض بنسبة تتجاوز ٩٠٪ من الحالات، كما يمنع تطور الداء النشواني. يجب على المريض تناول الكولشيسين بانتظام دون انقطاع، حتى في الفترات التي لا توجد فيها أعراض، لأن التوقف المفاجئ قد يؤدي إلى عودة النوبات.

العلاجات الحديثة

في الحالات التي لا تستجيب للكولشيسين أو تظهر فيها آثار جانبية مزعجة، يلجأ الأطباء إلى العلاج البيولوجي باستخدام مثبطات الإنترلوكين-1 مثل أناكينرا وكاناكينوماب.

 هذه الأدوية تعمل على وقف الالتهاب من مصدره وتقلل الألم والحمى، لكنها تحتاج إلى إشراف طبي دقيق ومتابعة دورية لوظائف المناعة.

التشخيص والمتابعة طويلة المدى

يتم التشخيص عادة بناءً على التاريخ العائلي والأعراض السريرية، ويمكن تأكيده من خلال فحص الجينات. 

كما يجب على المرضى الخضوع لفحوصات دم وبول دورية لمراقبة وظائف الكلى والكبد، مع الالتزام بالمتابعة المنتظمة مع الطبيب لتعديل الجرعات حسب الحالة.

نمط الحياة والوقاية

الحفاظ على نظام غذائي صحي، والابتعاد عن التوتر والإجهاد، وشرب كميات كافية من الماء كلها عوامل تساعد في تقليل النوبات.

 الدعم النفسي من الأسرة يلعب دورًا مهمًا في تقبل المريض للمرض والتكيف معه.