فايننشال تايمز: انتخابات قطر شكلية لتحسين صورتها قبل المونديال

كشفت صحيفة فايننشال تايمز أن الانتخابات التي جرت في قطر كانت شكلية لتحسين صورتها

فايننشال تايمز: انتخابات قطر شكلية لتحسين صورتها قبل المونديال
صورة أرشيفية

أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" فى تقرير لها، اليوم الاثنين، أن الانتخابات التي أجرتها قطر مؤخرًا لم تكن إلا محاولة لتلميع صورتها قبل كأس العالم المنتظر فى 2022.

وأشارت الصحيفة إلى أن أول اقتراع لمجلس الشورى كان جزءًا من عملية التلميع التي زعمت قطر أنها تهدف إلى تحديث الدولة، لافتة إلى أن الدوحة أعلنت نتائج أول انتخابات تشريعية لها، كإشارة إلى توسيع محدود للمشاركة السياسية داخل الإمارة مع استعداداتها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم العام المقبل.

وبحسب الصحيفة، أجري الاقتراع مطلع الأسبوع لثلثي أعضاء مجلس الشورى الاستشاري بالإمارة المؤلف من 45 عضوًا. وقالت وزارة الداخلية، أمس الأحد، إن نسبة المشاركة بلغت 63.5 في المائة، مضيفة: "هذه الانتخابات ستعزز سيادة القانون ومؤسسات البلاد".

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه لم يتم انتخاب سيدة واحدة حتى من بين الـ28 سيدة اللاتي ترشحن بين 284 مرشحًا.

ويتألف المجلس، الذي يقدم المشورة بشأن سياسات التأمين الحكومية ويوافق على النطاق السعري، من 30 ممثلاً منتخباً، بينما يعين الأمير البقية.

إجراءات لتلميع صورة قطر

وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن تلك الاستطلاعات كانت هي الأحدث في سلسلة من الإجراءات المعلنة التي تهدف إلى تلميع صورة قطر أمام العالم قبل نهائيات كأس العالم، حيث تشمل التدابير المختلفة قوانين لتعزيز أوضاع العمل التي تعرضت لانتقادات شديدة للعمال الذين يبنون البنية التحتية للمباراة وانتشار الفساد الرسمي.

وأوضحت الصحيفة أن الانتخابات كانت مقررة لأول مرة في عام 2013، إلا أنها تأجلت عندما اعتلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني العرش بعد تنازل والده عنه.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشيخ تميم يحتاج على الفور إلى إصلاح الكثير من العلاقات المتوترة مع دول الخليج المجاورة الفعالة للغاية، خصوصا وأن الاتهامات تحاصر قطر بسبب دعم الإرهاب، وبلغت التوترات ذروتها في عام 2017، عندما أعلنت هذه الدول مقاطعة قطر.

قبائل ومسؤولون فقط

وبحسب "فايننشال تايمز"، وصفت دانيا ثافر، الأستاذة في كلية جورجتاون بالولايات المتحدة، الفائزين في الانتخابات بأنهم "ذكور من مجموعة واسعة من القبائل  المعروفة سلفًا، جنبًا إلى جنب مع مسؤولي السلطات السابقين ونخبة الشركات.

وقالت ثافر على تويتر: "يفوز النظام الأبوي في الانتخابات ولا تفوز السيدات بالمقاعد المستحقة"،  مشددة على ضرورة "تحديد نظام الحصص للنساء".

مجلس دون نساء

فيما قالت إلهام فخرو، الباحثة الزائرة في كلية إكستر في المملكة المتحدة، إن النتائج الانتخابية السيئة للمرشحات "يتعارض مع تطور نراه في منطقة الخليج، وهو ظهور متزايد للفتيات في الحياة العامة، وفي المناصب الحكومية وفي جميع أنحاء القطاع الشخصي".

وأشارت فخرو إلى توقعات بأن يعين الأمير نساء في المجلس، مستخدما سلطته، لتجميل الشكل العام في الهيئة التي سيقتصر دورها على أنها استشارية.

انقسامات في قطر

ووفقًا لصحيفة "فايننشال تايمز"، فقد كشفت الحملة التسويقية الانتخابية في الماضي عن انقسامات مختلفة في المجتمع القطري، ولاسيما الاعتبارات المتعلقة بنظام المواطنة ذي المستويين.

كما ذكرت الصحيفة بعملية النقل التي أثارت احتجاجات في أغسطس / آب، قادها المحرومون بموجب القانون من الترشح إلى جانب معارضين آخرين، وكان مصيرهم الاعتقال بتهمة "التحريض على خطاب الكراهية" و"السلوك المسيء عبر الإنترنت في اتجاه الناخبين".