جبهات مشتعلة.. أوكرانيا تصمد في وجه العاصفة الروسية بدعم من بريطاني
أوكرانيا تصمد في وجه العاصفة الروسية بدعم من بريطاني
في تطور جديد للصراع المتواصل، تشهد الجبهات الروسية الأوكرانية تصعيدًا حادًا في العمليات العسكرية. القوات الروسية تواصل ضغطها للسيطرة على المزيد من الأراضي الأوكرانية، بينما تسعى كييف جاهدة لتعزيز قدراتها الدفاعية بالاستعانة بالدعم اللوجستي من حلفائها.
*التطورات الأخيرة*
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية عن نجاحها في إسقاط 15 طائرة هجومية مسيرة من أصل 16، في عملية دفاعية تُظهر القدرات العسكرية الأوكرانية وتصميمها على التصدي للتهديدات الروسية، الطائرات المسيرة، التي تُعد جزءًا من الأسلحة الحديثة في الحروب الراهنة، كانت قد أُطلقت في محاولة لتعزيز الضغط الروسي على الأراضي الأوكرانية.
من جانبها، لم تتوان روسيا عن استخدام ترسانتها الصاروخية، حيث أطلقت صاروخين باليستيين من طراز إسكندر، وهو ما يُعد تطورًا خطيرًا يُنذر بتصاعد النزاع إلى مستويات جديدة من العنف. وعلى الرغم من عدم توفر معلومات حول مصير هذين الصاروخين، إلا أن هذا الإجراء يُعد مؤشرًا على استمرار الكرملين في استخدام القوة العسكرية لتحقيق أهدافه.
في سياق متصل، شهدت مدينة أوديسا الساحلية هجومًا بطائرات مسيرة أسفر عن إصابة تسعة أشخاص، بينهم أربعة أطفال، في حادثة مأساوية تُسلط الضوء على الأثر الإنساني العميق للصراع. الأطفال المصابون، ومن بينهم رضيعان، قد نُقلوا إلى المستشفى، فيما تعرضت عدة مبانٍ سكنية لأضرار جسيمة، مما يُعقد الوضع الإنساني في المنطقة.
وفي تطور لافت، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأنها تمكنت من تدمير أربعة صواريخ من نوع “ألخا” فوق مقاطعة بيلغورود، في عملية دفاعية تُظهر الاستعداد الروسي للتصدي لأي هجمات محتملة. هذا الإعلان يُبرز الطبيعة المتبادلة للعمليات العسكرية والتحديات الأمنية التي تواجهها كل من روسيا وأوكرانيا في هذا النزاع المستمر.
*المساعدات البريطانية*
في خضم الأحداث المتسارعة على الساحة الأوكرانية، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن حزمة مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا تبلغ قيمتها 500 مليون جنيه إسترليني، هذا الإعلان يأتي في وقت تسعى فيه كييف لتعزيز قدراتها الدفاعية وسط تصاعد العمليات العسكرية الروسية، ويُعد بمثابة دعم حيوي لأوكرانيا في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
الزيارة التي يقوم بها سوناك تُظهر التزام المملكة المتحدة بدعم أوكرانيا، ليس فقط من الناحية السياسية بل والعسكرية أيضًا، وتُعبر عن التضامن الدولي مع كييف في ظل الظروف الراهنة. وتُشير هذه الخطوة إلى الدور البريطاني الفاعل في تقديم الدعم للدول التي تواجه تهديدات عسكرية.
من جهة أخرى، يُعد التصويت الذي أجراه مجلس النواب الأميركي على حزمة مساعدات لكييف بقيمة 61 مليار دولار، دليلاً على الدعم الأميركي القوي لأوكرانيا. هذه المساعدات تُعتبر جزءًا من الجهود الدولية المتواصلة لضمان استقلال وسيادة أوكرانيا، وتُسهم في تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة العدوان الروسي.
تُعكس هذه التحركات الدولية الجدية في دعم أوكرانيا، الإدراك المتزايد للتهديدات التي تواجه الأمن الأوروبي والعالمي، وتُظهر التزام الحلفاء بالوقوف إلى جانب كييف في هذه الأوقات العصيبة.
*التأثيرات الأمنية*
يُبرز رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الأهمية القصوى للدفاع عن أوكرانيا في مواجهة الطموحات الروسية، مُشيرًا إلى أن الأمن الأوروبي يقف على المحك. سوناك يُحذر من أن انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يُشكل تهديدًا يتجاوز الحدود الأوكرانية، مما يُنذر بتداعيات أمنية أوسع نطاقًا.
في السياق ذاته، تُعلن المملكة المتحدة عن زيادة مساهمتها العسكرية لأوكرانيا، حيث ترتفع قيمة الدعم إلى ثلاثة مليارات جنيه إسترليني للفترة 2024-2025. هذه المساعدات، التي تشمل ذخيرة عاجلة وطائرات بدون طيار ودعمًا فنيًا، تُعد خطوة حاسمة لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية في صد الغزو الروسي على الأرض والبحر والجو. وتُسلط الضوء على الالتزام البريطاني بتقديم الدعم اللازم لأوكرانيا، مع توفير 60 زورقًا وأكثر من 1600 صاروخ، بما في ذلك صواريخ للدفاع الجوي وصواريخ كروز من طراز ستورم شادو.
من جهة أخرى، يُعرب داونينغ ستريت عن قلقه العميق إزاء الوضع في أوكرانيا، مُشددًا على أن البلاد تواجه تهديدًا وجوديًا. الغزو الروسي ليس فقط يُهدد أوكرانيا، بل يُعرض أمن واستقرار القارة الأوروبية بأسرها للخطر، مما يُحتم على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لدعم السيادة الأوكرانية وضمان الأمن الإقليمي.
*الدعم البريطاني يعقد العمليات الروسية*
من جانبه، يقول الخبير الاستراتيجي المصري اللواء محمد عبد الواحد: إن التصعيد الأخير في الجبهات الروسية الأوكرانية يُظهر استراتيجية روسية محسوبة لتوسيع نطاق النفوذ وتعزيز السيطرة على المناطق الحدودية.
وأضاف في تصريحه لـ"العرب مباشر"، الاستخدام المكثف للطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية يُعد تحولًا في أساليب الحرب، مما يتطلب استجابة دفاعية متطورة من جانب أوكرانيا اذا ما ارادت الصمود، مضيفًا أن المساعدات البريطانية الجديدة تُعتبر خطوة ستمثل فرقًا في هذا الاتجاه، ولكن لن تنجح أو تشكل فارق إذا لم تكون جزءًا من جهود دولية أوسع.
وتابع عبد الواحد، المساعدات العسكرية البريطانية تُعبر عن التزام الغرب بدعم أوكرانيا، وهي تُعد رسالة واضحة إلى روسيا، وذلك بالإضافة إلى الدعم الفني واللوجستي، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ، سيُعزز من قدرات أوكرانيا على الدفاع ويُعقد العمليات الروسية.