هل تصعد إسرائيل من حرب الظل ضد إيران على خلفية الصراع في غزة؟

تصعد إسرائيل من حرب الظل ضد إيران على خلفية الصراع في غزة

هل تصعد إسرائيل من حرب الظل ضد إيران على خلفية الصراع في غزة؟
صورة أرشيفية

غضب عارم في الأوساط الإيرانية إثر الضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق مخلفًا 11 قتيلاً أغلبهم من قيادات الحرس الثورى الإيراني؛ مما قد يفتح أبواب توسع الحرب من جديد عقب هجمات متتالية لإسرائيل تستهدف قادة الحرس الثوري.   

وتشهد المنطقة توتر إقليمي محموم منذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر، وما حدث مؤخرًا من هجمات إسرائيلية تستهدف قادة احرس الثوري فاقم المخاوف من تفجر حرب من نوع جديد بين إسرائيل وإيران.  
 
الحرب الصامتة   

وتشهد إسرائيل وإيران حربًا صامتة منذ عقود في ظل اتهامات متبادلة للأطراف باللعب على وتر ما يحدث في قطاع غزة، وشهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في الصراع بين العدوين في إطار ما يعرف بـ "حرب الظل" عبر الميلشيات المدعومة من طهران في المنطقة من العراق مرورًا بسوريا ولبنان واليمن.   

إلا أن استهداف القنصلية الذي شكل ضربة موجعة لطهران، بل إن أول قصف يطال قنصلياتها أو سفاراتها شكل صفعة معنوية أيضًا لها، حيث لا تشارك إيران بشكل مباشر في حرب قطلع غزة ولكنها تدعم وبقوة حزب الله في لبنان وسوريا. 
   
حروب الظل الاستخباراتية   

وكانت قد رفعت إسرائيل من مستوى عمليات حروب الظل الاستخباراتية ضد إيران، بتنفيذ هجمات سرية طالت خطي أنابيب رئيسيين للغاز الطبيعي ما عطل تدفقه داخل 5 محافظات يقطنها ملايين، وعدت طهران تلك العملية بأنها "إرهابية لإثارة الاستياء الداخلي".  

وتلك الهجمات هي تصعيدًا خطيرًا بحروب الظل في الداخل الإيراني وقد تتمد آثارها للمنطقة بشكل كبير، مع حرص إسرائيل على توسيع اضطرابات الإيرانيين والتطورات الإقليمية للتغطية على إخفاقاتها في ظل حرب غزة المستعرة منذ 7 أكتوبر الماضي دون إنهاء تل أبيب أزمة الرهائن.  

وتقول سمية عسل الخبيرة في الشأن الإيراني: إن ضربة القنصلية أثبتت أن حروب الظل باتت خاطئة لاسيما مع تزايد التوترات على جبهات متعددة في المنطقة، وكذلك الهجمات التي تضرب إسرائيل من العراق وهي تأتي عبر مليشيات تابعة لإيران، كذلك سبق لإسرائيل أن استهدفت عناصر من الحرس الثوري في سوريا خلال السنوات المنصرمة، إلا أن تلك الاستهدافات كانت استثناء، أما ضربة دمشق فترتدي طابعًا هامًا جدًا سواء بالنسبة للموقع المستهدف أو حتى العناصر الذين قتلوا.  

وتضيف عسل - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن طهران حاليًا ستقوم بتصعيد الموقف بضرب إسرائيل عن طريق مليشيات متعددة لها بالمنطقة، وسنرى أن حزب الله سيقوم بتصعيدًا هو الأوقى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.   

وقال الخبير السياسي، سلمان شيب: إن استهداف منشأة دبلوماسية يشبه استهداف إيران على أراضيها، والفشل في الرد من شأنه أن يقوض الوجود العسكري الإيراني في سوريا، لكن إذا ردوا أيضًا فسيقعون في الفخ الذي يعتقدون أن إسرائيل نصبته لهم من أجل دفعهم للدخول في حرب مباشرة، وهو ما قد تريده حكومة نتنياهو حاليًا.   

وأضاف شيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الصراع خلف الكواليس أو ما يعرف بحرب الظل الإيرانية الإسرائيلية مستمرة منذ سنوات، فقد استهدف كل طرف الآخر بطرق ومناسبات مختلفة. إذ نفذت إسرائيل عدة اغتيالات سواء في سوريا أو حتى في الداخل الإيراني، فضلا عن أعمال تشويش وقرصنة أيضًا.