الوقود يشعل الأزمة.. لماذا ترفض إسرائيل دخول شاحنات الوقود إلى غزة؟
ترفض إسرائيل دخول شاحنات الوقود إلى غزة
في الأسبوعين الماضيين منذ تسلل مقاتلو حماس إلى إسرائيل في هجوم عبر الحدود ووجهوا لها أشد ضربة لها منذ عقود - ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 1400 شخص وإصابة مئات آخرين واحتجاز ما يقرب من 200 من المدنيين كرهائن - اتسع نطاق الدمار، وكان الثمن غير متناسب، ويدفعه المدنيون الفلسطينيون.
اليأس في غزة
وبحسب مجلة "ذا ناشونال" الدولية، فإنه في الهجمات الانتقامية الإسرائيلية التي تلت ذلك على غزة، قُتل ما لا يقل عن 4385 فلسطينياً. ففي الأسبوع الماضي فقط، تم قصف المستشفيات في غزة، وتم القضاء على عائلات بأكملها، وتيتّم الأطفال وترك الآباء لدفن أطفالهم المكفنين.
وتابعت أنه وسط كل هذا اليأس الحاد، ظهر أدنى بصيص من الأمل يوم السبت عندما سمح أخيراً بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وبعد انتظار دام أكثر من أسبوع من قبل ما يقرب من 200 شاحنة كانت مصطفة على الجانب المصري من معبر رفح في شبه جزيرة سيناء، حملت 20 شاحنة المواد الأساسية لسكان غزة اليائسين تلاها تدفق المزيد من المساعدات تخللها بعض شاحنات الوقود التي يبدو أنها أغضبت إسرائيل.
وأضافت أنه مع ذلك، بالنسبة لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فإن التدفق البطيء للإمدادات الضرورية هي البداية، ولكنها ليست كافية على الإطلاق. وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القاهرة، فإن المساعدات لا يمكن أن يتم تسليمها مرة واحدة.
الوقود الأساس
وأوضحت أن هناك حاجة إلى الوقود في غزة حتى تتمكن المستشفيات من استخدام الكهرباء؛ فوحدات العناية المركزة، وحاضنات الأطفال يمكن أن تعمل، ووحدات تحلية المياه توفر المياه الصالحة للشرب، على الأقل.
وتابعت أنه حتى قبل 7 أكتوبر، كان الحصار الإسرائيلي سبباً في إبقاء سكان غزة في مأزق، محرومين من الحياة الطبيعية ومعتمدين بشكل كامل على المساعدات من أجل البقاء.
وقال محمود محمد الشوربجي، أحد سكان غزة، وهو واحد فقط من بين 2.3 مليون محاصر يحاولون النجاة من القصف، بلا ماء ولا خبز ولا كهرباء: "نحن نقوم بتسخين المياه المالحة وعندما تبرد نشربها، الوقود أو الراحة".
وأضافت أن إسرائيل ترفض بشكل كامل دخول الوقود إلى قطاع غزة حتى لا يصل إلى حركة حماس، ولكن هذا القرار وضع المستشفيات في غزة في خطر كبير حيث توقف بعضها عن العمل.
الوساطة الدبلوماسية
وأشارت إلى أن القادة العرب حاولوا إيصال رسالة ضرورة إنقاذ قطاع غزة خلال قمة القاهرة للسلام، وعلى الرغم من عدم صدور بيان نهائي، إلا أن الجانب الإيجابي كان يتمثل في السرعة التي حاول بها مختلف أصحاب المصلحة معالجة المشكلة، وهي خطوة أولى حاسمة، وفي الواقع، فإن الحاجة إلى الوساطة والدبلوماسية الدولية، كما دعت إليها هذه الصفحات، لم تكن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. إنها الطريقة الأفضل، وربما الوحيدة، لحل هذه الأزمة.
ودعا الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد خلال قمة القاهرة إلى وقف فوري للأعمال القتالية في غزة، وانضم إلى زعماء مصر والأردن وتركيا وقطر والعراق والمملكة العربية السعودية واليونان وإيطاليا وإسبانيا، ووزراء خارجية الدول الأخرى، بالإضافة إلى منظمات مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، للتحدث بصوت واحد مع الاعتراف بالحاجة إلى منع هذه الحرب الكارثية بالفعل من أن تشتعل أكثر، وفي الحرب بين إسرائيل وحماس، لا ينبغي السماح لحياة المدنيين، بما في ذلك حياة الأطفال، بأن تكون ضمانة.