ورقة الرهائن.. سر عدم اجتياح غزة برياً
تعد ورقة الرهائن هي سر عدم اجتياح غزة برياً
ورقة الرهائن هي الورقة الأهم لدى قوات حماس في حربهم مع الجانب الإسرائيلي، وعلى الجانب الآخر فهناك ضغط من كل الجوانب ضد إسرائيل لوقف التدخل البري في قطاع غزة حفاظاً على أرواح الرهائن، تعتبر ورقة الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية أقوى وسائل الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلية من أجل وقف العدوان البري على غزة.
ومنذ أيام قامت قوات حمس بفك أسر رهينتين من أميركا في بوادر قد تفتح أبواب الأمل لتهدئة الصراع رغم ما يحدث من تصعيد واستعداد الجيش الإسرائيلي لشن حرب برية على قطاع غزة.
وكانت قد أعلنت حركة حماس أن إجمالي عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة يتراوح ما بين 200 إلى 250. وأكدت حماس مقتل اثنين وعشرين أسيرا في القصف الإسرائيلي، الذي استهدف القطاع خلال الأيام الماضية.
ضغط أميركي من أجل الرهائن
ومنذ أيام قامت حركة حماس بإطلاق سراح بعض الأسرى من أصل أميركي، وهو ما أكدت وسائل إعلام أنه كان أحد أسباب ضغط واشنطن على تل أبيب لتأجيل العدوان البري على غزة، وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن المحتجزتين اللتين أطلقت حركة حماس سراحهما وصلتا السفارة الأميركية في إسرائيل، مشيرا إلى أنه لا يستطيع التحدث الآن عن ظروفهما.
وقال بلينكن: "هناك 10 أميركيين مجهولي المصير في النزاع الحالي، وعلى حماس أن تطلق سراح كل رهينة لديها، ومستعدون لأي تعاون من أجل الإفراج عن كل الرهائن في غزة"، مشددا على ضرورة الإفراج عن كل الرهائن فورا ودون شروط.
ضغوط أهالي الرهائن
في نفس التوقيت هناك ضغوط كبرى من أميركا ودول أوروبية لإسرائيل بشكل متزايد لتأخير الهجوم البري على غزة، لمنح المفاوضين المزيد من الوقت لتحرير الأسرى لدى حماس، وكذلك تشكل عائلات الأسرى قوة سياسية مؤثرة في إسرائيل، ويطالب البعض الحكومة الإسرائيلية بإبرام صفقة مع حماس لإنقاذ أقاربهم.
حيث كانت حماس أعلنت ليلة السبت استعدادها لإطلاق سراح أسيرين آخرين يوم الأحد، مستخدمة نفس التدابير التي أعقبت إطلاق سراح الأسرى يوم الجمعة، وفقا لصحيفة "تليغراف" البريطانية.
ويقول المحلل السياسي، الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن نتنياهو يتعرض لضغوط كبرى؛ فاليمين المتطرف في إسرائيل يسعى لاجتياح غزة برياً مهما كلف الأمر، وهو ما يدل على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي وكذلك العمليات المستمرة للقصف الحالي، ولكن حركة حماس في نفس الوقت تستغل تواجد ما يقرب من 200 أسير لديها ومنهم مواطنون من دول أخرى وهي الدول التي تضغط لوقف الغزو البري.
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن مقترحات التفاوض في ملف الرهائن واضحة وهي: وقف مؤقت لإطلاق النار، وإعادة إمدادات المياه إلى غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع، حيث هناك اتفاق ضم الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر كان من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح 50 أسيرا، لكنه تعثر بسبب رفض إسرائيل كسر الحصار على غزة.