ما أهداف ودلالات الوقف الدائم للحرب في غزة؟
أهداف ودلالات الوقف الدائم للحرب في غزة
السلام الدائم في غزة هو الآن ممكن، في ظل هدنة مستمرة من حرب دامت 59 يوماً، على الخوف من أن تصبح حرباً طويلة الأمد لم تخضها إسرائيل منذ حرب 67 وحتى السادس من أكتوبر 1973، حينما خاضت حرباً ضد مصر.
اتفاقية إطلاق سراح الرهائن ووقف القتال تدخل الحرب في غزة مرحلة جديدة، حيث تشهد الهدنة التي استمرت أربعة أيام ومن بعدها يومان تسليم عشرات الرهائن، وكذلك إتاحة الفرصة أمام المجتمع الدولي للعمل للوصول إلى سلام مستقر وقابل للاستمرار.
دعوة عربية لوقف دائم لإطلاق النيران
وقد دعا وزراء خارجية العرب إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وحذروا من استمرار التصعيد العسكري فور انقضاء الهدنة المؤقتة في القطاع، حيث إنه سيشكل وصمة عار على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، الأربعاء: "نطلب من مجلس الأمن الدولي أن يفرض وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على غزة".
وأكد وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر، رفض بلاده "أي فرضيات أو مخططات" تؤدي إلى "فصل القطاع عن دولة فلسطين، مُشددًا على أن مستقبل غزة وإدارتها يجب أن يظل بيد الشعب الفلسطيني"، ووصف وزير الدولة الإماراتي سياسة "الكيل بمكيالين حيال تلك المسائل بخلق الفوضى في النظام الدولي"، فيما أشار إلى أن اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس يعتبر "بادرة أمل يجب البناء عليها".
بينما يرى وزير الخارجية المصري سامح شكري أن إسرائيل تعتمد سياسة جعل الحياة مستحيلة في غزة، مشيرًا إلى أن بلاده بالتنسيق مع قطر قد ساعدت في التوصل إلى اتفاق تبادل الرهائن والسجناء بين إسرائيل وحماس، ودخول المساعدات إلى القطاع.
تاريخ وقف إطلاق النيران الإسرائيلي
في كل الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ 2008، كانت تنتهي بوقف للنار وبتهدئة مقابل التهدئة، وما من سبب مقنع للتفكير بأن الوضع سيكون مختلفاً هذه المرة، رغم اعتبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، يرقى إلى تهديد وجودي لإسرائيل، ولذلك سعى عند إعلانه الحرب إلى وضع أهداف عالية كمثل أن الحرب لن تنتهي إلا بتغيير الشرق الأوسط.
وقد أخفقت إسرائيل كثيراً في تسويق سرديتها عن إلقاء التبعة عن الخسائر في صفوف المدنيين على "حماس"، ومن هنا كانت الضجة التي أثارتها حول مستشفى الشفاء والحديث عن المراكز التي أقامتها الحركة تحت المستشفى للتحكم والسيطرة وإدارة المعركة، وهذا ما وضع حكومة إسرائيل أمام ضغط كبير من عائلات الأسرى الذين أخذت احتجاجاتهم منحى تصعيدياً لم يعد في الإمكان تجاهله.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، إن هناك رسائل تخرج من حكومة إسرائيل بعودة الحرب والتهديد، وهذ يعطي دلالة لاستعداد إسرائيل لاستكمال حرب غزة، ومتوقع ذلك على الرغم من اتصالات تجريها مصر وقطر لتمديد الهدنة يوم أو اثنين أو ثلاثة بحد أقصى مقابل 10 أسرى يومياً ومقابل إطلاق سراح 30 فلسطينياً وإدخال مساعدات وغذاء ومواد بترولية لغزة.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الحرب لن تتوقف، وإسرائيل ستجدد الحرب مرة أخرى على قطاع غزة خاصة أنه وضع أهدافا لم يحقق منها شيئا، وقريباً نتمنى أن تجدد التهدئة ونقاشات الهدنة كانت صعبة وإنهاء الحرب بعيد.