المستشفيات في إدلب تغلق أبوابها بسبب الصراع.. مأساة إنسانية في ظل الحرب المستمرة
المستشفيات في إدلب تغلق أبوابها بسبب الصراع.. مأساة إنسانية في ظل الحرب المستمرة
![المستشفيات في إدلب تغلق أبوابها بسبب الصراع.. مأساة إنسانية في ظل الحرب المستمرة](https://arabmubasher.com/uploads/images/image_750x_6751982f29737.jpg)
في مشهد مأساوي جديد يضاف إلى سلسلة الأزمات التي تشهدها سوريا، توقف العديد من المستشفيات في مدينة إدلب عن الخدمة بسبب القصف المتواصل والمناوشات العسكرية بين الجيش السوري والجماعات المسلحة، حيث كانت إدلب تُعد من أبرز النقاط الطبية في شمال غرب سوريا، وتلعب دورًا حيويًا في تقديم الرعاية الصحية للسكان المحليين والنازحين من مناطق أخرى في البلاد.
تستمر الأزمة الإنسانية في إدلب في التصاعد، حيث ينفد الأمل في حصول السكان على الرعاية الصحية في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة القصف والنزاع، ويدعو الكثير إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لتوفير الحماية للمنشآت الطبية وإلزام جميع الأطراف المعنية بالقوانين الدولية التي تضمن حماية المدنيين والمرضى من تبعات الحرب.
تعرض مستشفيات إدلب للقصف
وأعلنت منظمة "الخوذ البيضاء" للإنقاذ، أن مستشفيات رئيسية في إدلب، مثل مستشفى "ابن سينا للأطفال" ومستشفى "الأمومة والطفولة" الذي تديره جمعية الطب السورية الأمريكية الخيرية، تعرضت للقصف المباشر؛ مما أسفر عن تدمير وحدات العناية المركزة والأجهزة الطبية الحيوية.
كما أفادت التقارير بوفاة مريضين في العناية المركزة بسبب انقطاع الكهرباء والأكسجين جراء القصف المستمر؛ ما يعكس حالة التدهور المستمر في الخدمات الصحية بالمنطقة.
مأساة إنسانية مستمرة وسط حالة من الذعر والفوضى
من جهته، وصف الدكتور محمد فراس الحمدو، طبيب الأطفال في مستشفى الولادة والأطفال، اللحظات التي تلت الانفجار الذي أدى إلى تحطيم نوافذ المستشفى قائلاً: "لقد فقدنا القدرة على الرؤية والسمع بعد الانفجار، وأصبحنا نتحرك في الظلام، وسط حالة من الذعر والفوضى بين الموظفين والمرضى".
وأشار أن انقطاع الكهرباء أدى إلى وفاة مريضين في العناية المركزة، ما يسلط الضوء على ضعف الاستجابة الطبية في ظل الظروف الحالية.
وفي مستشفى الشفاء، الذي تخصص في علاج أمراض القلب، قالت الدكتورة سيدرا دعبول، أخصائية التخدير: إنه بعد تحطم النوافذ بسبب انفجار قريب، تم إجلاء جميع الموظفين والمرضى.
وأضافت: "اليوم، خرجنا عن الخدمة بالكامل، ولم يتبقّ لنا سوى تقديم خدمات الإسعاف الطارئة للمصابين جراء الغارات الجوية".
تدمير البنية التحتية الطبية بشكل مروع
ومن جانبه، قال المحلل السياسي السوري، حسام العلي: إن ما يحدث في إدلب هو "نتاج طبيعي لتفاقم النزاع المستمر الذي طال أمده، وهو ما يساهم في تدمير البنية التحتية الطبية بشكل مروع".
وأشار العلي - في تصريحات خاصة لـ العرب مباشر-، أن "الضغط العسكري على المدينة أدى إلى إغلاق العديد من المستشفيات الرئيسية التي كانت تشكل ملاذًا للعلاج في المنطقة، مما يفاقم معاناة المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة".
وبدوره، قال الباحث السياسي السوري سلمان شيب أن "هذه الحروب، بالإضافة إلى نقص الموارد، قد تؤدي إلى تفشي الأمراض والأوبئة في المنطقة، مما يشكل خطرًا على صحة السكان في إدلب".
وتابع شيب - في تصريحاته لـ العرب مباشر-، أن "الحرب على إدلب لا تقتصر فقط على الصراع العسكري، بل تشمل أيضًا حربًا ضد الحياة اليومية للمدنيين، وفي مقدمتها قطاع الصحة، وإغلاق المستشفيات في مثل هذه الظروف يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة".
ويرى شيب، أن المجتمع الدولي يتحمل جزءًا من المسؤولية بسبب غياب الضغوط الفعالة على الأطراف المتنازعة لإيقاف القتال وحماية المدنيين، لا سيما في ما يتعلق بالمنشآت الطبية.