كيف أظهر خطاب بايدن نجاح الضغوطات السياسية العربية بشأن وقف الحرب في غزة؟
أظهر خطاب بايدن نجاح الضغوطات السياسية العربية بشأن وقف الحرب في غزة
ظهر الرئيس الأمريكي كاشفًا عن الكثير في خطاب إعلامي حول الحرب الحالية ما بين إسرائيل وحركة حماس داخل قطاع غزة، والتي اقتربت من شهرها الثامن، حيث يشير بايدن في الخطاب إلى محاولات التهدئة ووقف الحرب، وكذلك الضغوطات العربية التي تقوم بها الدول العربية لوقف الحرب والحفاظ على المواطنين في القطاع المنهار.
ومنذ اجتياح إسرائيل لمدينة رفح جنوب قطاع غزة تحركت الدول العربية بقوة لحماية الشعب الفلسطيني وتصعيد مبدأ حل الدولتين للإعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، وآخر المبادرات ما قام به العرب مع الرئيس الصيني، وكذلك قيام دول أوروبية مثل إسبانيا وايرلندا بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.
خطاب بايدن
وقد كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب ألقاه في البيت الأبيض حول الوضع في الشرق الأوسط، أن المقترح الإسرائيلي يقدم خطة "لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن".
قال الرئيس الأميركي في بداية خطابه: "على مدى الأشهر القليلة الماضية، ركز المفاوضون التابعون لي في مجال السياسة الخارجية ومجتمع الاستخبارات وما شابه ذلك بلا هوادة ليس فقط على وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يكون هشًا ومؤقتًا، ولكن على نهاية دائمة للحرب. كان هذا هو التركيز: نهاية دائمة لهذه الحرب".
تواجد حماس والشعب الفلسطيني
بايدن خلال الخطاب أضاف: "وهو الحل الذي يعيد كل الرهائن إلى ديارهم، ويضمن أمن إسرائيل، ويخلق "يومًا لاحقًا" أفضل في غزة بدون وجود حماس في السلطة، ويمهد الطريق لتسوية سياسية توفر مستقبلا أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وتابع: "الآن، وبعد الدبلوماسية المكثفة التي قام بها فريقي ومحادثاتي العديدة مع قادة إسرائيل وقطر ومصر ودول شرق أوسطية أخرى، عرضت إسرائيل الآن اقتراحًا جديدًا شاملًا".
واستعرض الرئيس الأميركي تفاصيل المقترح الإسرائيلي الذي تم إرساله عبر الوسيط القطري لحركة حماس، ودعا إلى قبول الاتفاق لأنه "حان وقت انتهاء هذه الحرب".
وقال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية طارق فهمي: إن بايدن يريد تطهير يديه من الحرب أمام شعبه مع اقتراب الانتخابات الامريكية في نوفمبر المقبل، والخطاب يدين حركة حماس بشكل كبير، ولكن في نفس الوقت يحافظ على القضية الفلسطينية عالميًا.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الضغط العربي منذ بدأ الحرب واضح وهو الحفاظ على قطاع غزة ضمن الأراضي الفلسطينية، حيث إن الدبلوماسية المصرية والإماراتية كانت واضحة منذ بدء السابع من أكتوبر عبر مجلس الأمن ولقاءات متعددة بهدف الضغط لوقف نزيف الحرب والاعتراف بدولة فلسطين، وإسرائيل حتى الآن لم تنتصر في الحرب حتى مع عزل قطاع غزة عن العالم.
وقال الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح - عبر منصة "أكس"-: إن خطاب بايدن الليلة هو خطاب الهزيمة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، بايدن قلق بشكل واضح على مستقبل "إسرائيل"، وهو يقول بين سطور كلماته: "لا طاقة لنا بالمقاومة الفلسطينية"، وقبول نتنياهو الصفقة الآن أحفظ لماء وجهنا جميعًا، هذا خطاب "يائس بائس".
وقالت الفلسطينية خديجة أبو خضرة: إن تحليل دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي في نفس اليوم الذي يُقدّم فيه اقتراح من الرئيس الأمريكي جو بايدن يشير إلى وجود تواطؤ بين الكونغرس الأمريكي ونتنياهو لإفشال أي مبادرات للسلام أو الاستقرار في الشرق الأوسط، وهناك سابقة مشابهة حدثت قبل عشر سنوات عندما تآمر الكونغرس مع نتنياهو لإفشال مبادرة الرئيس الأسبق باراك أوباما حول الاتفاق النووي مع إيران.
وقالت الدكتورة ليلى نقولا أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية: إن رأيي حول خطاب بايدن، إن ما يهم بايدن تحديدًا أمرين انتهاء صور المجازر، والتطبيع مع السعودية، والأمر الأول يخفف عنه الضغوط الداخلية، والأمر الثاني يعطيه مكاسب يستخدمها في انتخاباته.
وأضافت نقولا - في تصريحات بمنصة أكس-: إن السعودية اشترطت أن يكون التطبيع مرتبط بمسار جدي لدولة فلسطينية على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، وتغاضى بايدن عن هذا الأمر ووعد بالتطبيع بمجرد وقف الحرب، وبكل الأحوال، هل فعلاً نسق بايدن المقترح مع إسرائيل؟ لا أعتقد أن نتنياهو يقبل بوقف الحرب، وسيحاول الإسرائيليون أن يأخذوا من المقترح ما يناسبهم ولن يقبلوا بالمرحلة الثانية والثالثة، وخطاب بايدن والمقترح يريد أن يعيد الأمور إلى اتهام حماس بتعطيل المفاوضات.