عمران خان رجل السياسة والكريكيت.. من اللعب للاعتقالات
اعتقلت السلطات الباكستانية عمران خان رجل السياسة والكريكيت
أحداث متسارعة في باكستان، بدأت باعتقال رئيس الوزراء السابق عمران خان وإشعال أنصاره من حركة إنصاف والشرطة في باكستان.
وقامت قوة شبه عسكرية بالقبض على خان بناء على طلب ديوان المحاسبة الوطني لوزارة الداخلية، وهو ما أكدته الحكومة قبل أن تطلق سراحه.
ويواجه عمران خان أكثر من 140 تهمة، من بينها الفساد والخيانة العظمى والإرهاب.
وقد دفع رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، ببراءته من تهم الفساد بعد يوم من اعتقاله الذي أثار احتجاجات في أنحاء البلاد، حيث قالت الشرطة إن نحو 1000 شخص اعتقلوا، وتوفي ثمانية أشخاص في الاحتجاجات في أنحاء البلاد.
وأدى الاعتقال إلى تصعيد التوتر بشكل كبير بين خان والسلطة.
من هو عمران خان؟
عمران خان هو سياسي باكستاني وكان رئيس وزراء باكستان السابق، حيث دخل معترك السياسة من باب رياضة الكريكيت.
وقد حقق خان في الرياضة شهرة عالمية، ثم اعتزل وخاض غمار تجربة سياسية وأسس حزبا ووصل إلى رئاسة الوزراء، قبل أن يتم عزله في أبريل 2022.
حصل على منصب رئيس الوزراء الـ22 لباكستان بعد فوز حزب "حركة الإنصاف" في الانتخابات العامة عام 2018، وهو أول رئيس وزراء يعزل من منصبه بحجب الثقة.
ولد في عام 1952 لأسرة متوسطة الحال في مدينة لاهور عاصمة محافظة البنجاب، ثاني أكبر ولاية باكستانية، ونشأ خان مع 4 شقيقات، ووصف بأنه كان هادئا خجولا في شبابه.
وعرف بكونه لاعبا وقائدا لفريق الكريكيت الباكستاني، إذ مارس هذه الرياضة منذ شبابه، وقاد فريقه للفوز في عدة مباريات محلية ودولية، قبل أن يعتزل عام 1992.
زيجاته المثيرة للجدل
خان متزوج من الناشطة الصحفية البريطانية جاميما غولدسميث، وهي يهودية الأصل لكنها أسلمت قبل زواجهما عام 1995، وأنجب منها ابنين قبل أن ينفصلا عام 2004، وتزوج عقب ذلك عام 2005 من مذيعة بي بي سي البريطانية باكستانية الأصل ريهام خان لعدة أشهر قبل أن يطلقها، ثم تزوج من بشرى بيبي عام 2018 وسط اتهامات بممارسة ضغوط على زوجها السابق، وإجباره على تطليقها، واتهامات لعمران خان بارتباطه بها قبل انتهاء العدة الشرعية.
دراسته العلمية
درس في كلية أيتشسون بلاهور، وانتقل إلى ورسيستر في بريطانيا والتحق بمدرسة القواعد الملكية لمتابعة دراسته العليا.
ظهر تفوقه في لعبة الكريكيت وهو طالب بالمدرسة البريطانية، فانضم إلى فريق الكريكيت الباكستاني عام 1971، وقاد فريقه للفوز بأول كأس عالمية للكريكيت عام 1992.
وعام 1972 التحق بكلية "كيبل" في أكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وأنهى دراساته بالحصول على مرتبة الشرف الثانية في السياسة، والمرتبة الثالثة بالاقتصاد.
وقاد فريق بلاده إلى الفوز بكأس العالم عام 1992، واحتفل الباكستانيون به داخل البلاد وخارجها وبات رمز باكستان الأول في هذه الرياضة.
السياسة بعد الرياضة
انتقل عمران خان إلى العمل السياسي بشكل فعلي عام 1996 عندما أسس حزب "حركة إنصاف" رافعا شعار "إنصاف، إنسانية، احترام الذات"، ولم ينجح في تجربته الانتخابية الأولى عام 1997 في حصوله على أي مقعد بالبرلمان، وشارك الحزب في الحراك السياسي الباكستاني الذي أنهى حكم الرئيس الجنرال برويز مشرف عام 2008.
في نوفمبر 2007 وضع خان قيد الإقامة الجبرية في منزل والده، إثر إعلان الرئيس مشرف حالة الطوارئ في باكستان وانخراط حزب "إنصاف" في عدد من المبادرات التي أطلقتها أحزاب المعارضة.
وهرب خان وانضم إلى حركة الطلاب المعارضة في جامعة البنجاب، حيث اعتقل بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب وما لبث أن أفرج عنه، لكنه وضع من جديد قيد الإقامة الجبرية في حملة للرئيس السابق آصف علي زرداري على المعارضة عام 2009.
وفاز عام 2018 "حزب إنصاف" بزعامة عمران خان في الانتخابات العامة، وتمكن بالتحالف مع 6 أحزاب ومستقلين من تشكيل الحكومة، وبذلك أصبح رئيس الوزراء الـ22 في تاريخ باكستان.
في عام 2020 واجه عمران خان احتجاجات بعد وصفه لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن بالشهيد، وتعرض لانتقادات لتعاطفه مع طالبان؛ ما جعل معارضيه يصفونه بـ"طالبان خان".
وفي 2022 صوت 174 نائبا في البرلمان الباكستاني من أصل 342 نائبا لصالح حجب الثقة عن حكومة عمران خان، واستقال خلالها رئيس البرلمان ونائبه.
قام عمران خان بعدها بحل البرلمان ودعا إلى انتخابات مبكرة، في محاولة للحفاظ على منصبه، لكن المحكمة العليا أصدرت قرارا باعتبار التدابير التي اتخذها باطلة وتخالف الدستور، وأمرت الجمعية الوطنية بالانعقاد والتصويت على حجب الثقة.