عائشة القحطاني... حكاية فتاة هزت الأسرة الحاكمة القطرية
ادعاءات عدة عن حماية حقوق الإنسان وصور لامعة بالكذب للحريات وشعارات خادعة يطلقها النظام القطري يميناً ويساراً ويقذف بالبلدان الأخرى لتحقيق أغراضه الخسيسة ضدها، بينما تنكشف الحقيقة يوماً بعد يوم، لتظهر آثامه وفضائحه وانتهاكاته التي لم يسلم منها لا الرجال ولا النساء ولا الأطفال وحتى أبناء الأسرة الحاكمة.
عائشة القحطاني.. واحدة من أبناء الأسر ذات النفوذ بالدوحة، ولكنها لم تسلم من ظلم النظام، والتي سرعان ما هربت من ذلك الجحيم القطري، وتكشف فضائحه بنفسها أمام العالم أجمع، ومعاناة المرأة القطرية.
من هي عائشة القحطاني؟
وُلدت في قطر قبل 22 عاماً، لأسرة ثرية فوالدها مسؤول عسكري بالبلاد، ودرست الأدب الإنجليزي والفلسفة في جامعة قطر، إلا أنه رغم ذلك كانت تتعرض لانتهاكات واعتداء بالضرب لرغبتها في قراءة روايات الأدب العالمي والتحدث بشأنها، حيث اعتبروها تتنافى مع مجتمعهم القطري، وفرضوا عليها قيوداً صعبة، لتهرب إلى بريطانيا بصعوبة فراراً من ذلك الظلم والاضطهاد المتكرر.
بعد فرارها إلى لندن، كشفت الشابة القطرية حقيقة معاناتها، بأنها كانت تعيش في غرفة نوافذها مغلقة بقضبان معدنية، بينما يتم تتبعها عبر تطبيق مشاركة الموقع على هاتفها المحمول باستمرار من قِبَل أسرتها وهو أمر معتاد في قطر، فضلاً عن تجهيزها للزواج من رجل دين متشدد يكبرها بعدة أعوام.
تمكنت الشابة من الهروب في نهاية العام الماضي، أثناء رحلة عائلية إلى الكويت، حيث فرت ليلاً من أسرتها، وغادرت إلى بريطانيا، لتحظى أخيراً بالحرية التي تتمناها، إلا أنها ما زالت تعيش في قلق شديد خوفاً من تعرضها لمضايقات أو اختطاف من أسرتها، وهو ما اضطرها، لتغيير إقامتها ثلاث مرات بسبب ملاحقتها، ودفع رشاوى قطرية لمسؤولين بريطانيين لمعرفة مكانها؛ لذلك تقيم بمكان سري حالياً تحت رعاية الشرطة اللندنية.
معاناة الشابة القطرية
عقب فرارها، كشفت الشابة القطرية في أحاديث للصحف البريطانية والعالمية، مدى المعاناة التي تعرضت لها، حيث قالت للتايمز: "كل ما ترونه هنا من بنايات كشارد وغيرها تعطي دلالات خاطئة عن بلدي حيث قمع الحريات، لا حرية تعبير ولا حقوق للمرأة، كيف يمكنك أن تكون إنساناً وأنت لا تستطيع حماية نفسك من القمع".
تابعت عائشة: "لا ألوم عائلتي على كل ما حدث لي، ألوم السلطات التي لم توفر أبسط أنظمة حماية حقوق المرأة، لقد منحوا الفرصة للتصرفات البربرية المجنونة، هربت كي أكون حرة، لكن حتى وأنا هنا أشعر بالخوف منهم، أتمنى أن تقود قصتي للإصلاح في قطر".
كما أكدت أن قطر تصدر صورة مزيفة غير حقيقية عنها كدولة تقدمية ترسخ من حقوق الإنسان، حيث قالت: "إنه دليل على المدى الذي سيذهبون إليه لطلب الرضا من الغرب، إنهم يواصلون إنتاج هذه الصورة المثالية لقطر، لكن الحقيقة أن المرأة في الدوحة من الدرجة الثانية، وهم ليسوا أحراراً في الكلام".
وكشفت مدى معاناتها والتعدي عليها في أحد المواقف، حيث إنها نتيجة رفضها ضربها أحد أفراد عائلتها بطريقة مبرحة، ترويها بقولها: "ذات ليلة كسر أحد الأقارب فقرات من ظهري بسبب قصّ شعري، وأبلغت الشرطة بالموقف، لكن قيل لي إنها مسألة عائلية"، وهو ما جعلها تقرر للهروب قبل سنوات وتخطط له من أجل نيل حريتها.
وأعادت الفتاة التي باتت ناشطة نسوية حالياً كشف تلك الحقائق مؤخراً في إذاعة أستراليا الرسمية، لتتجدد قضيتها على الساحة مرة أخرى، بينما لم يرد بعدُ أي تعليق رسمي من السلطات القطرية بشأن عائشة القحطاني أو الاتهامات التي وجهتها ضدهم.