في ظل الاغتيالات المتتالية.. من يقود حزب الله.. قيادة جماعية أم خليفة لـ نصرالله ؟

في ظل الاغتيالات المتتالية.. من يقود حزب الله.. قيادة جماعية أم خليفة لـ نصرالله ؟

في ظل الاغتيالات المتتالية.. من يقود حزب الله.. قيادة جماعية أم خليفة لـ نصرالله ؟
حزب الله

بعد اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، يواجه الحزب تحديات هائلة في إعادة هيكلة قيادته وتحديد خليفة مناسب لقيادته في ظل التهديدات المستمرة من إسرائيل، الخيارات المتاحة أمام الحزب تُثار في سياق متغيرات إقليمية ودولية، وسط تكهنات حول دور القيادة الجماعية أو خليفة جديد يتمتع بالكاريزما والتأثير.

*تساؤلات حول المستقبل*


في الوقت الذي ما يزال فيه "حزب الله" ملتزمًا بالصمت بشأن خليفة أمينه العام حسن نصرالله بعد اغتياله، تتزايد التساؤلات حول مستقبل قيادة الحزب في ظل الوضع الراهن.


لقد أصبح من الواضح أن الحزب يسير نحو تبني نمط قيادة جماعي، خوفًا من تعرض خليفة نصرالله لاغتيال سريع، خصوصًا في ظل التهديدات المستمرة من إسرائيل، التي تؤكد عزمها على استهداف أي قائد جديد.


اغتيال نصرالله جاء كذروة لضربات متلاحقة طالت قيادات الصف الأول في الحزب، بدءًا من صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وصولًا إلى فؤاد شكر، أحد أبرز القادة العسكريين في "حزب الله". تصاعدت هذه الضربات لتبلغ ذروتها مع اغتيال نصرالله، مما ترك فراغًا كبيرًا في هرم القيادة.

*من يقود الحزب الآن؟*


في ظل غياب نصرالله، ظهرت العديد من التكهنات حول الشخص الذي سيتولى قيادة "حزب الله".


وعلى الرغم من أن هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي للحزب، قد تم تداوله كمرشح بارز لخلافة نصرالله، فإن قاسم قصير، الكاتب السياسي المتخصص في شؤون "حزب الله"، أشار إلى أن القيادة الجماعية هي الخيار المطروح حاليًا.


يعتمد الحزب الآن على "مجلس الشورى"، الذي يتولى تسيير الأمور واتخاذ القرارات الرئيسية، في ظل غياب أمين عام جديد.


القيادة الجماعية التي يتحدث عنها قصير تتمثل في مجلس الشورى، الذي يضم المجالس التنفيذية، القضائية، البرلمانية، السياسية، والجهادية.


هذا المجلس يشكل قلب اتخاذ القرار في الحزب، وقد يستمر في هذا الدور لفترة غير محددة، خوفًا من تكرار سيناريو اغتيال القيادات العليا.


التحولات الأمنية في الداخل اللبناني والتهديدات الإسرائيلية المتزايدة دفعت بالحزب إلى إعادة النظر في نموذج القيادة الفردية التي تميز بها نصرالله.


ورغم أن الحزب يتطلع إلى اختيار أمين عام جديد في المستقبل، فإن هذا القرار مرهون بتطورات الحرب المستمرة.

*صفي الدين أم قاسم؟*


بينما يبرز اسم هاشم صفي الدين كمرشح محتمل، يشير قصير إلى أن الاختيار النهائي للأمين العام الجديد لا يعتمد فقط على قرب المرشح من إيران أو دوره السياسي، بل على قدرته على الصمود والبقاء في ظل التهديدات.


صفي الدين، الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع إيران ويُعرف بتشدد مواقفه، قد يكون الخيار الأقرب، لكنه ليس بالضرورة الخيار المؤكد.
خاصة أن صفي الدين ومنذ الخميس الماضي فقد الاتصال به إثر الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت موقعًا للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، يعتقد أن صفي الدين كان متواجدًا فيه.


وفيما أكد نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، محمود قماطي أن إسرائيل لا تسمح بالمضي في البحث عن صفي الدين، لافتاً إلى أن مصيره ما يزال مجهولاً، ارتسمت العديد من التساؤلات حول مصير الحزب ومستقبله بعد ترجيح مقتل من كان من المتوقع أن يخلف أمينه العام حسن نصرالله، الذي اغتيل يوم 27 سبتمبر الماضي بغارات إسرائيلية طالت مقر قيادة حزب الله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.


من جهة أخرى، يظهر نعيم قاسم، نائب الأمين العام الحالي، كلاعب رئيسي في المرحلة الانتقالية. قاسم الذي أكد في خطابه الأخير استمرار الحزب في تحقيق أهدافه الجهادية، قد يكون قائدًا فعليًا في الوقت الحالي نظرًا لدوره الوظيفي، إلا أن الحزب لم يُفصح رسميًا عن خليفة نصرالله.

*التأثيرات الإقليمية والدولية*


في السياق الإقليمي، تلعب إيران دورًا كبيرًا في التأثير على قرارات "حزب الله". وعلى الرغم من نفي قاسم قصير أن يكون للمرشد الأعلى علي خامنئي دور مباشر في اختيار الأمين العام، إلا أن الدعم الإيراني يظل عاملًا حاسمًا في تحديد مسار القيادة داخل الحزب.


مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، واستمرار العمليات العسكرية على الحدود اللبنانية، يجد "حزب الله" نفسه في مواجهة تحديات كبرى على الصعيدين العسكري والسياسي. الضغوط الدولية، وخاصة من الولايات المتحدة، تسعى إلى الحد من نفوذ الحزب وتحجيم دوره في المنطقة؛ مما يزيد من صعوبة المرحلة المقبلة.

*التهديدات الإسرائيلية*


لم تتوقف التهديدات الإسرائيلية باغتيال القادة المحتملين لخلافة نصرالله، وعلى الرغم من تكتم الحزب حول هوية خليفته، فإن إسرائيل تواصل حملتها الاستخباراتية والعسكرية ضد الحزب.

في الأيام الماضية، نفذت إسرائيل ضربة جوية استهدفت هاشم صفي الدين، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، حسبما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية. 

هذه الضربة تأتي في إطار تصعيد الصراع بين الطرفين، وتؤكد على أن أي خليفة لنصرالله سيكون هدفًا محتملاً.

التهديدات الإسرائيلية لا تستهدف فقط القيادة، بل تسعى إلى تقويض البنية التحتية للحزب. فقد سبق وأن نفذت عمليات نوعية استخباراتية مثل تفجير أجهزة الاتصالات والبيجر التي يستخدمها الحزب في تواصل عناصره.

*الحزب بين الواقع والمستقبل*


من جانبهم، يرى مراقبون، أن بالنظر إلى الوضع الحالي، يمكن القول: إن "حزب الله" يمر بمرحلة مفصلية في تاريخه، فالحزب الذي بُني حول شخصية نصرالله وقوته الرمزية يواجه تحديًا غير مسبوق في إعادة بناء نفسه دون قائد يتمتع بتلك الكاريزما والتأثير. فإن الحزب قد يعود إلى طبيعته كحزب سياسي تقليدي، مع تخليصه من الدور المركزي الذي كان يؤديه نصرالله.

وأشار مراقبون، إلى أن القيادة الجديدة، سواء كانت جماعية أو فردية، قد تتبنى مقاربة سياسية أكثر منها عسكرية، وهو ما قد يعزز التحول التدريجي للحزب نحو دور سياسي أقل ارتباطًا بالصراعات المسلحة.

*التحولات في طهران*


على صعيد آخر، تشير التحولات السياسية في إيران إلى احتمالية تأثيرها على "حزب الله". التغيرات القيادية في إيران، والضغوط الدولية على طهران، قد تدفعها إلى إعادة تقييم دعمها اللامحدود للحزب.

يرى مراقبون، أن إيران قد تُفضل تعزيز الجناح السياسي للحزب على حساب الجناح العسكري، في محاولة لتحسين صورتها الدولية وتخفيف الضغوط الاقتصادية.

مؤكدين، إن مع اغتيال حسن نصرالله، يواجه "حزب الله" تحديات كبيرة في إعادة بناء قيادته. سواء كان الخيار النهائي هو قيادة جماعية أو تعيين خليفة جديد، فإن الحزب مطالب بالتأقلم مع الواقع الجديد في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة والتحولات السياسية الإقليمية.