محاولات دبلوماسية غير مباشرة.. هذا ما تعرضه إيران لإسرائيل لتفادي الحرب

محاولات دبلوماسية غير مباشرة.. هذا ما تعرضه إيران لإسرائيل لتفادي الحرب

محاولات دبلوماسية غير مباشرة.. هذا ما تعرضه إيران لإسرائيل لتفادي الحرب
خامنئي

في ظل التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، تسعى إيران لتفادي مواجهة مباشرة، وذلك عبر جس نبض تل أبيب بشأن حدود ضربة يمكن أن تتقبلها.

تسربت تقارير أوروبية، تشير إلى محاولات دبلوماسية غير مباشرة من طهران لتخفيف وقع الرد الإسرائيلي المرتقب على الهجمات الإيرانية الأخيرة.

*محاولة احتواء الرد الإسرائيلي*


ذكرت تقارير أوروبية، أن إيران سعت للتواصل مع إسرائيل عبر وسطاء في محاولة لتجنب مواجهة مباشرة أو رد فعل قوي بعد الهجمات الأخيرة.

وتشير هذه التقارير إلى أن طهران عرضت إمكانية التغاضي عن ضربة إسرائيلية محدودة على مواقعها، شريطة أن تكون الضربة في نطاق محدود لا يؤثر على بنيتها التحتية الحيوية أو منشآتها الاستراتيجية.

تحاول إيران، من خلال هذه الرسائل، استغلال التوتر القائم بين الإدارة الأمريكية وحكومة بنيامين نتنياهو حول مدى وحدود الرد الإسرائيلي المتوقع.

فبينما تدفع إسرائيل نحو ضربات أشد قد تشمل المنشآت النووية الإيرانية أو عمليات اغتيال، تضغط الولايات المتحدة لضبط النفس والتركيز على أهداف عسكرية محددة لتجنب تصعيد إقليمي أكبر قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة.

**قلق إيراني متزايد*


في ظل التوترات المتصاعدة، يتزايد القلق في إيران بشأن تأثيرات الرد الإسرائيلي المحتمل. وفقًا لموقع "ذا فري برس جورنال"، فإن هذا القلق لا ينبع فقط من خشية إيران حول حجم الهجوم الإسرائيلي، بل أيضًا من التبعات الاقتصادية التي قد تترتب على ذلك في ظل العقوبات الأمريكية المستمرة والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني.

تخشى طهران أن أي صراع مباشر مع إسرائيل قد يفاقم من أزمتها الداخلية، خاصة إذا ما تعرضت منشآتها الحيوية لضربات جوية مكثفة. ولهذا السبب، تتجنب إيران بشكل واضح الدخول في مواجهة مباشرة وتفضل توجيه وكلائها الإقليميين، مثل حزب الله وحماس، للقيام بالمواجهة بدلاً منها، محاولةً الحفاظ على جبهة داخلية مستقرة وسط اضطرابات المنطقة.

*التصعيد والمخاطر*


تشير التطورات الأخيرة إلى تصعيد كبير في الصراع بين إيران وإسرائيل. في الأول من أكتوبر شنت إيران هجومًا صاروخيًا كبيرًا استهدف مواقع عسكرية في تل أبيب، مما اعتبره المحللون تحولًا نوعيًا في طبيعة المواجهة بين الطرفين.

هذا التصعيد لم يقتصر على هذا الهجوم فحسب، بل يتزامن مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان ضد حزب الله، ما ينذر باندلاع صراع إقليمي واسع النطاق.

يتوقع المراقبون، أن إسرائيل تستعد لرد قوي، حيث تم توجيه أوامر للسكان في 22 قرية جنوب لبنان بإخلاء منازلهم على الفور، ما يشير إلى إمكانية توسيع العمليات البرية في لبنان، مما يزيد من خطر انجرار المنطقة إلى حرب شاملة.

*أهداف عسكرية محتملة*


مع تزايد التوترات، تستعد إسرائيل لتنفيذ ضربات عسكرية محددة ضد أهداف إيرانية، تتضمن هذه الأهداف منشآت البنية التحتية العسكرية الإيرانية، والتي قد تشمل مواقع للصواريخ الباليستية أو منشآت الطاقة.

رغم التكهنات المستمرة بأن إسرائيل قد تستهدف المنشآت النووية الإيرانية أو حتى تنفذ عمليات اغتيال ضد قادة عسكريين أو سياسيين إيرانيين، إلا أن المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى أن إسرائيل لم تتخذ بعد قرارًا نهائيًا حول كيفية أو توقيت هذا الرد.

هذا التأخير في اتخاذ القرار يعكس حالة من الحذر الإسرائيلي، خاصة مع الضغوط الأمريكية التي تدفع باتجاه عدم توسيع نطاق الرد لضمان عدم اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق قد يشمل حلفاء إيران في المنطقة.


*استعدادات لتصعيد أكبر*


من جانبهم، يرى مراقبون أن في ظل هذه الأجواء المتوترة، تعمل إسرائيل على زيادة استعداداتها لمواجهة عسكرية واسعة النطاق مع إيران، مع تكثيف عملياتها ضد حزب الله في لبنان.

وأكد مراقبون، إن تحركات الجيش الإسرائيلي الذي قام بإصدار بيان يدعو سكان 22 قرية في جنوب لبنان إلى إخلاء منازلهم فورًا، محذرًا من أن تواجدهم بالقرب من منشآت أو أسلحة حزب الله قد يعرض حياتهم للخطر، تأتي في إطار محاولات إسرائيل لرفع درجة الجهوزية لأي تصعيد قد يحدث مع حزب الله، الذي يُعد وكيلًا أساسيًا لإيران في المنطقة.

يُنظر إلى هذه التحركات كجزء من تحضير إسرائيل لردها المتوقع على إيران، والذي قد يشمل عمليات برية واسعة في لبنان لشل حركة حزب الله وفرض السيطرة على المنطقة الحدودية.