إيران تحبط مخططًا أمنيًا مرتبطًا بإسرائيل.. قتل 4 واعتقال 12 في حملة أمنية جديدة
إيران تحبط مخططًا أمنيًا مرتبطًا بإسرائيل.. قتل 4 واعتقال 12 في حملة أمنية جديدة
تشهد الساحة السياسية والأمنية بين إيران وإسرائيل تصعيدًا جديدًا يدخل مرحلة أكثر تعقيدًا مع إعلان إيران، الأربعاء الماضي، عن نجاح قواتها في محافظة سيستان وبلوشستان، جنوب شرق البلاد، في القضاء على مجموعة مسلحة واعتقال عدد آخر.
هذه العملية، التي أشار الحرس الثوري الإيراني إلى أنها استهدفت خلية مرتبطة بإسرائيل، تأتي في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية بين البلدين اللذين يتبادلان الاتهامات بتنفيذ عمليات تجسس وتخريب متبادل، التحركات الأخيرة تعكس استمرار الصراع المفتوح بين طهران وتل أبيب، حيث باتت إيران تتبنى نهجًا متشددًا في التصدي لما تصفه بمحاولات اختراق أمني تقودها إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، لم تكن إسرائيل بمنأى عن الاتهامات بالتجسس، حيث أعلنت خلال الأسابيع الماضية عن اعتقال شبكات داخلية متورطة بالتجسس لصالح إيران، مع استمرار الضربات الجوية والصاروخية المتبادلة بين البلدين في عدة جبهات، يتضح أن هذه المواجهة طويلة الأمد قد تشهد مزيدًا من التصعيد في ظل حالة الاحتقان التي تسود المنطقة.
*الحرس الثوري*
أعلنت إيران عبر الحرس الثوري، الأربعاء، عن مقتل 4 عناصر واعتقال 12 آخرين من مجموعة مسلحة قالت إنها كانت على صلة بإسرائيل.
وجاء في بيان رسمي، أن العملية جرت في محافظة سيستان وبلوشستان، حيث كانت الخلية تخطط لاستهداف أمن المحافظة.
هذه العملية تأتي في إطار سلسلة من التحركات التي تقوم بها قوات الأمن الإيرانية، خاصة في المناطق المضطربة من البلاد، لملاحقة جماعات مسلحة متهمة بتنفيذ هجمات تستهدف القوات الأمنية والباسيج.
الجنرال أحمد شفايي، قائد فيلق القدس للقوات البرية في الحرس الثوري، أوضح في تصريحاته، أن الخلية المسلحة كانت تهدف لتنفيذ عمليات داخل المحافظة، مضيفًا أن "القوات الإيرانية تمكنت خلال الـ 48 ساعة الماضية من قتل 4 إرهابيين واعتقال 12 آخرين، من بينهم 5 سلموا أنفسهم بعد محاصرتهم".
شفايي أشار أيضًا أن هذه الحملة تأتي ضمن سلسلة من العمليات الأمنية المكثفة لملاحقة المتورطين في هجمات دموية استهدفت قوات الشرطة والباسيج، وتوعد باستمرار الملاحقة لكافة العناصر المرتبطة بالخارج والتي تحاول زعزعة استقرار البلاد.
*التصعيد المتبادل*
الصراع الإيراني الإسرائيلي يشهد مستويات غير مسبوقة من التصعيد خلال الأشهر الماضية.
ففي أبريل وأكتوبر من هذا العام، تبادل البلدان الضربات العسكرية في عمليات قصف متبادلة، استخدمت فيها الصواريخ والطائرات بدون طيار.
الجانب الإسرائيلي كان قد أعلن قبل أيام عن اعتقال زوجين إسرائيليين بتهمة التجسس لصالح إيران، وهي القضية التي جاءت بعد أقل من أسبوع على إعلان إسرائيل عن تفكيك "مجموعتين" للاشتباه بتعاونهما مع إيران.
هذه الاتهامات بالتجسس ليست جديدة بين الجانبين، إذ لطالما اتهمت كل من طهران وتل أبيب الأخرى بإدارة شبكات سرية لاغتيال شخصيات سياسية وعسكرية أو لتنفيذ أعمال تخريبية داخل أراضيهما.
التوترات الحالية تعود في جزء كبير منها إلى البرنامج النووي الإيراني، حيث تسعى إسرائيل بشكل متواصل لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية، وهو الملف الذي يضيف أبعادًا جديدة إلى الصراع القائم بين الجانبين.
كما أن التورط الإيراني في دعم الجماعات المسلحة في غزة ولبنان يعمق الخلافات، حيث ترى إسرائيل في هذه الجماعات تهديدًا لأمنها القومي.
*إيران تواجه تهديدات داخلية وخارجية*
محافظة سيستان وبلوشستان التي شهدت العملية الأخيرة تعد واحدة من المناطق الأكثر اضطرابًا في إيران، حيث تنشط جماعات مسلحة تدعي السعي للاستقلال أو تقودها دوافع عرقية ودينية، وتعتبر المنطقة نقطة ساخنة للنشاطات الإرهابية وتهريب المخدرات عبر الحدود الباكستانية والأفغانية.
هذه العملية التي نفذتها قوات الحرس الثوري تعكس الجهود المتواصلة لإيران لمواجهة التحديات الأمنية الداخلية، خاصة في المناطق الحدودية التي تشهد نشاطًا مكثفًا لجماعات مسلحة مدعومة من جهات خارجية، بحسب زعم طهران.
من جانبه، يرى د. محمد محسن، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن العملية الأخيرة التي نفذتها إيران في سيستان وبلوشستان، وقتل واعتقال أفراد على صلة بإسرائيل، تأتي ضمن استراتيجية إيران لمواجهة ما تصفه بالاختراقات الأمنية الإسرائيلية المتزايدة.
ويشير محسن في حديثه لـ"العرب مباشر"، إلى أن هذه التحركات تدل على أن طهران تتعامل مع هذا الصراع بجدية كبيرة، حيث أصبح جزءًا من معركة أوسع للسيطرة على نفوذها في المنطقة.
ويضيف محسن، أن إيران ترى في استمرار العمليات الأمنية وإحباط المخططات الإسرائيلية ضرورة قصوى للحفاظ على استقرارها الداخلي، وخاصة في المناطق الحدودية التي تشهد اضطرابات متواصلة.