السودان.. من الحرب إلى المجاعة.. أزمة إنسانية تتفاقم
السودان.. من الحرب إلى المجاعة.. أزمة إنسانية تتفاقم

حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية بالسودان، مع تفاقم معدلات الجوع والأمراض، إضافة إلى نقص حاد في الخدمات الأساسية للسكان العالقين في مناطق القتال والنازحين في مختلف المدن. كما أشارت منظمات حقوقية إلى تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين.
وأكدت الأمم المتحدة أن التمويل المخصص للاستجابة الإنسانية لا يغطي سوى 4.2% من الاحتياجات الضرورية، حيث تم جمع 252.6 مليون دولار فقط من أصل 6 مليارات دولار مطلوبة لمواجهة الأزمة، مما يهدد بتفاقم الكارثة بشكل غير مسبوق.
بعد 20 شهرًا من الصراع العنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تحول السودان إلى مسرح لأسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم الحديث، من الدمار إلى الجوع، بات الملايين يكافحون من أجل البقاء وسط انهيار شامل للخدمات الأساسية واستمرار الاشتباكات المسلحة.
كيف بدأت الحرب وانتهت بمجاعة
وفي أبريل 2023، اندلعت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد تصاعد التوترات حول دمج الأخيرة في القوات المسلحة، وسرعان ما تحولت المواجهات إلى حرب شاملة امتدت إلى العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
يونيو 2023، النزاع يُؤدي إلى نزوح جماعي للسكان، حيث فرّ أكثر من 3 ملايين شخص من مناطق القتال.
سبتمبر 2023، بدأت التقارير الدولية تتحدث عن تفاقم الوضع الإنساني، مع صعوبة وصول الإمدادات الغذائية والطبية.
ديسمبر 2023، تحذيرات أممية من خطر المجاعة بعد انخفاض الإنتاج الزراعي وتوقف المساعدات الدولية نتيجة العوائق الأمنية.
مارس 2024، الحرب تدخل شهرها الـ12، فيما تُؤكد التقارير الأممية أن السودان أصبح أحد أكثر الدول تضررًا بالنزاعات في العالم، مع ارتفاع عدد النازحين إلى 11 مليونًا، وفي مايو 2024، الأمم المتحدة تعلن أن 5 مناطق سودانية دخلت مرحلة المجاعة، مع توقع توسعها إلى 5 مناطق أخرى، مما يُهدد حياة الملايين.
معاناة السودانيين في تأمين الطعام والمياه
في ظل الحرب، لم تعد المعارك وحدها هي التحدي الأكبر للسكان، بل أصبح البحث عن الطعام والمياه النظيفة معركة يومية.
ويُواجه أكثر من 25 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما تُعاني بعض المناطق من نقص شبه تام في المواد الغذائية، وانخفاض إنتاج الحبوب بنسبة 50٪ بسبب فرار المزارعين من مناطق القتال، وتوقفت 90٪ من المطابخ الخيرية التي كانت تقدم وجبات للنازحين بسبب نقص التمويل وارتفاع الأسعار.
تدمير البنية التحتية أدى إلى انقطاع المياه عن آلاف العائلات، ما أجبر السكان على اللجوء إلى مصادر غير آمنة للشرب، وتفشي الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة، مثل الكوليرا والإسهال الحاد، مما زاد من معدل الوفيات بين الأطفال.