إسرائيل تضع شروطًا صارمة لإنهاء حرب لبنان وتنتظر الرد الأميركي

إسرائيل تضع شروطًا صارمة لإنهاء حرب لبنان وتنتظر الرد الأميركي

إسرائيل تضع شروطًا صارمة لإنهاء حرب لبنان وتنتظر الرد الأميركي
بايدن ونتانياهو

تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط على وقع المواجهات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وحملة عسكرية مكثفة تشنها إسرائيل على غزة، ومع تفاقم الوضع، كشفت مصادر إخبارية عن وثيقة سرية سلمتها إسرائيل إلى الولايات المتحدة تتضمن شروطها لإنهاء الحرب في لبنان، هذه الوثيقة تتزامن مع تسريبات خطيرة تتعلق بخطط إسرائيلية لضرب أهداف إيرانية رداً على هجمات صاروخية؛ مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، الوثيقة الإسرائيلية، التي قُدمت للبيت الأبيض، تطالب بضمان حرية العمل الجوي الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية وتعاون عسكري دولي لمنع حزب الله من إعادة التسلح.

*وثيقة إسرائيلية*


أفادت مصادر إخبارية أميركية، بأن إسرائيل سلمت وثيقة إلى البيت الأبيض تتضمن شروطاً صارمة لوقف إطلاق النار في لبنان.

بحسب موقع "أكسيوس"، أحد أبرز هذه الشروط هو السماح للطيران الحربي الإسرائيلي بحرية التحرك في المجال الجوي اللبناني لضمان استمرار العمليات الجوية ضد حزب الله.

كما تشمل الوثيقة طلباً بمشاركة القوات البرية للجيش الإسرائيلي بالتواجد بشكل دائم بعدد ضخم من الجنود يصل لثمانية آلاف مقاتل ضمن عمليات "فعالة" لمنع حزب الله من إعادة تسليح نفسه.
 
هذه الشروط تعكس رغبة إسرائيل في تأمين حدودها الشمالية من أي تهديدات مستقبلية، خاصة في ظل المخاوف المتزايدة من قدرات حزب الله الصاروخية المتطورة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، ورغبة الإدارة الأمريكية في تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، ترى إسرائيل أن الفرصة مؤاتية لتعزيز مطالبها في مواجهة الضغوط الدولية.

*الدور الأميركي في الجنوب اللبناني*


فيما تسعى إسرائيل إلى تأمين مكاسب عسكرية، تضغط الولايات المتحدة باتجاه نشر ما لا يقل عن 8 آلاف جندي لبناني في جنوب لبنان، في إطار جهود دولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

هذا التحرك يتزامن مع دعوات دولية لإعادة تفعيل القرار 1701 الذي يهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار الدائم بين الأطراف المتنازعة، لكن هناك شكوك كبيرة حول قدرة الجيش اللبناني على فرض سيطرته في منطقة تعتبر معقلاً لحزب الله.

*تداعيات الخسائر البشرية والمادية*


على صعيد الخسائر البشرية، تشير التقديرات اللبنانية إلى مقتل أكثر من 2400 شخص ونزوح ما يزيد عن 1.2 مليون شخص منذ اندلاع النزاع العام الماضي.

أما في الجانب الإسرائيلي، فقد قُتل نحو 60 شخصاً في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة، ما يفاقم من تعقيد الوضع الإنساني على كلا الجانبين.

*تسريبات خطيرة*


في سياق متصل، كشفت وثائق مسربة عن خطط إسرائيلية لضرب مواقع إيرانية رداً على الهجمات الصاروخية التي نفذتها طهران في بداية الشهر الجاري.

هذه التسريبات، التي تم نشرها عبر حسابات على تليغرام وأكدتها وسائل إعلامية كبرى مثل "سي أن أن" و"أكسيوس"، تسببت في موجة من الجدل حول مدى اختراق الأمن القومي الأميركي والإسرائيلي.

التحقيقات التي فتحتها واشنطن تهدف إلى كشف كيفية تسريب هذه الوثائق الحساسة، وما إذا كانت ناتجة عن اختراق إلكتروني أو تسريب داخلي من أجهزة الاستخبارات الأميركية.

 وتشير تقارير إلى أن الوثائق نُسبت إلى وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) ووكالة الأمن القومي (NSA)؛ مما يزيد من خطورة الموقف، خاصة أن هذه التسريبات جاءت في وقت حساس مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران.

من جانبهم، يرى مراقبون أن التوتر في الشرق الأوسط قد يتجه نحو التصعيد العسكري، في ظل استعدادات إسرائيل لضربة مرتقبة ضد أهداف إيرانية، وفقاً للتسريبات.

التعاون العسكري بين إسرائيل وحلفائها من "العيون الخمس" (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، كندا، أستراليا، ونيوزيلندا) يعزز من احتمالات تنفيذ ضربة قوية تستهدف المنشآت الإيرانية؛ مما يزيد من احتمالية اندلاع مواجهة إقليمية شاملة، وبينما تستمر إسرائيل في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد حزب الله وحماس، يتصاعد الخوف من أن الرد الإيراني سيكون قوياً، ما قد يؤدي إلى حرب إقليمية قد تشمل أطرافاً أخرى في المنطقة، وفي ظل هذه التوترات، تستمر الجهود الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع، إلا أن التصعيد على الأرض ينذر بخطورة الموقف.