نقطة تحول بين حزب الله والدفاعات الجوية الإسرائيلية.. ماذا وراء قصف منزل نتنياهو؟
نقطة تحول بين حزب الله والدفاعات الجوية الإسرائيلية.. ماذا وراء قصف منزل نتنياهو؟
شهدت الساعات الأولى من صباح السبت هجومًا بطائرة مسيرة قادمة من لبنان، استهدفت منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخاص بالقرب من تل أبيب، وفقًا لما أعلنه مكتبه، لتُسلط الصحف العالمية الضوء على الحادث الذي يُعدً الأول من نوعه.
رسائل حزب الله
وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن وصول مُسيرات حزب الله إلى منزل نتنياهو يعد بمثابة رسالة قوية من الجماعة اللبنانية بقدرتها على الوصول لأي مكان في إسرائيل واختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية حتى في مقر إقامة نتنياهو.
وتابعت، أن هذا الهجوم يأتي بعد يوم واحد من تهديد حزب الله اللبناني بتصعيد هجماته ضد إسرائيل، ما يُفسر رسالته من الهجوم.
وأكد مكتب نتنياهو، أن رئيس الوزراء وعائلته لم يكونوا متواجدين في المنزل وقت الهجوم، ولم تُسجل أي إصابات أو أضرار تُذكر.
وأوضح الجيش الإسرائيلي، أن ثلاث طائرات مسيرة دخلت الأجواء الإسرائيلية؛ حيث تم اعتراض اثنتين منها، بينما نجحت الثالثة في تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية ووصلت إلى بلدة قيسارية الساحلية، حيث انفجرت بجوار إحدى المباني، ولم تصدر أي صفارات إنذار تحذيرية قبل وقوع الانفجار، إلا أن الشرطة أفادت بوقوع دوي كبير في المكان.
وأكدت الصحيفة، أن هذه هي المرة الأولى التي تنفجر فيها مسيرة في قيسارية، وهي مدينة مشهورة بمعالمها الأثرية الرومانية القديمة، كما أنها تحتضن منزل نتنياهو الخاص، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بصدد التحقيق في الحادث.
وقال نتنياهو - معلقًا على الحادث-: "محاولة إيران ووكيلها حزب الله لاغتيالي واغتيال زوجتي اليوم كانت خطأً جسيمًا"، متعهدًا بمواصلة الحرب ضد أعداء إسرائيل.
لم يصدر حزب الله، الذي يُعد أحد أبرز وكلاء إيران في المنطقة، أي تعليق حول الهجوم حتى الآن، على الرغم من أنه أطلق الآلاف من المقذوفات باتجاه إسرائيل منذ العام الماضي.
تصاعد التوترات
وأكدت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن وصول مُسيرات حزب الله لمقر إقامة نتنياهو في قساريا يعكس حالة من التوتر الشديد في الشرق الأوسط الذي ما يزال ينتظر رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني.
وتابعت، أن الوصول لمنزل نتنياهو بعد ساعات من إعلان مقتل يحيى السنوار زعيم حركة حماس في غزة، يكشف مدى إصرار الحركة اللبنانية على مواصلة القتال، بالرغم من الضربات المدمرة التي تعرّض لها من قِبَل إسرائيل، بما في ذلك آلاف الغارات الجوية التي استهدفت جنوب لبنان، إضافة إلى عملية برية نفذتها القوات الإسرائيلية الشهر الماضي.
وأشارت إلى أن هذه التطورات تأتي بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأميركية دعمها للحملة الإسرائيلية ضد حزب الله، إلا أنها أعربت عن معارضتها لقصف إسرائيل المكثف في بيروت.
ورغم استمرار إسرائيل في استهداف كبار القادة العسكريين لحماس وحزب الله، لم تظهر أي إشارات على استعداد تلك الجماعات المدعومة من إيران للتراجع.
وقال حزب الله، إنه سيوقف هجماته عند تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، حيث أفادت السلطات الصحية الفلسطينية بمقتل أكثر من 42 ألف شخص حتى الآن، دون تحديد عدد المقاتلين من بين القتلى.
تراجع الدفاعات الإسرائيلية
وأكدت صحيفة "نيويور تايمز" الأمريكية، أن وتيرة هجمات المسيرة تزايدت بقوة في الأسابيع الأخيرة، بعد فترة هدوء نسبي تلت مقتل قائد وحدة الطائرات المسيرة في حزب الله، محمد حسين سرور، المعروف بأبو صالح، في سبتمبر.
وأوضح مسؤول استخباراتي إسرائيلي، أن الوحدة المكونة من عدد قليل من العناصر قد تضررت بعد اغتيال قائدها، إلا أن الهجمات الجوية استؤنفت مؤخرًا بشكل مكثف.
وقد أقر مسؤولون عسكريون حاليون وسابقون، بأن إسرائيل تواجه صعوبات في إيجاد حلول كافية للتصدي للطائرات المسيرة التي يطلقها حزب الله، خصوصًا في مرحلة اكتشافها، والتي كشفت عن تراجع قدرات الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة، أن حزب الله استخدم في هجماته الأخيرة طائرات استطلاع لجمع معلومات عن المواقع الحساسة، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة المفخخة والطائرات الموجهة التي يتحكم فيها مشغل عن بعد.