استهداف قادة حزب الله.. هل نعيم قاسم في مأمن بإيران؟
استهداف قادة حزب الله.. هل نعيم قاسم في مأمن بإيران؟
في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين حزب الله وإسرائيل، يزداد الغموض حول مصير العديد من قادة الحزب، ومن بينهم نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، مع مواصلة إسرائيل استهداف قادة الحزب واغتيال العديد منهم، ظهرت تساؤلات عديدة حول ما إذا كان قاسم قد غادر لبنان متجهًا إلى إيران أم لا، وخاصة بعد ظهوره في ثلاثة خطابات متتابعة منذ اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في 27 سبتمبر 2024.
*ظهور نعيم قاسم بعد اغتيال نصرالله*
منذ اغتيال حسن نصرالله، ظهرت شائعات واسعة تشير إلى احتمال انتقال نعيم قاسم إلى إيران، وهي الأنباء التي لم يتم تأكيدها بشكل قاطع حتى الآن.
وكان قاسم قد خرج في ثلاثة خطابات متتالية، أكدت خلالها الجماهير الحزبية أن قادة حزب الله ما زالوا متماسكين في ظل التصعيد الكبير من قبل إسرائيل.
ومع ذلك، فإن التحليلات تشير إلى أن هذه الخطابات قد تكون محاولة للحفاظ على المعنويات العالية بين صفوف الحزب وأنصاره، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي تعرض لها.
من جانبها، أكدت مصادر لبنانية محلية، إن نعيم قاسم قد غادر لبنان متوجهًا إلى إيران في 5 أكتوبر 2024، برفقة عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، هذه الأنباء أثارت جدلًا واسعًا، حيث يُعتقد أن الانتقال جاء بناءً على أوامر من القيادة العليا الإيرانية خشية تعرض قاسم للاغتيال، بعد أن أصبح مستهدفًا بشكل واضح من قبل إسرائيل.
ويزعم مصدر إيراني، أن قاسم ألقى خطابه الأول من بيروت بعد اغتيال نصرالله، إلا أن الخطابين التاليين كانا من طهران. ووفقًا للمصادر، فإن قاسم الآن في إيران تحت حماية القيادة الإيرانية، مما يزيد من تعقيدات المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، خاصة في ظل استهداف إسرائيل المستمر لقادة الحزب. وحتى الآن، لم تصدر تصريحات رسمية من حزب الله أو السلطات الإيرانية تؤكد أو تنفي هذه المزاعم.
*الخطابات الثلاثة لنعيم قاسم*
في خطابه الأول بعد اغتيال حسن نصرالله، أشار قاسم إلى أن اغتيال نصرالله كان "خسارة فادحة ومؤلمة"، لكنه أكد في الوقت ذاته أن مقاتلي الحزب ما يزالون صامدين في الميدان، وأن المقاومة ستستمر.
هذا الخطاب جاء في محاولة لرفع معنويات أنصار حزب الله في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الحزب بعد سلسلة الاغتيالات، في الخطاب الثاني، الذي ألقاه يوم 8 أكتوبر 2024، أعلن قاسم دعمه لمبادرة وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وهي المبادرة التي يقودها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.
وأشار قاسم إلى أن الحل السياسي قد يكون الخيار الأمثل في الوقت الحالي لتجنب المزيد من التصعيد العسكري، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة.
أما في خطابه الثالث، الذي ألقاه في 15 أكتوبر 2024، فقد تحدث قاسم بشكل أكثر وضوحًا عن الربط بين الجبهات المختلفة في لبنان وفلسطين.
وقال: إن دعم المقاومة في غزة هو جزء من استراتيجية حزب الله، مؤكدًا على أنه "لا يمكن فصل الجبهات في لبنان عن فلسطين"، كما أشار إلى أن المستوطنين في شمال إسرائيل لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.
*التصعيد العسكري واستهداف قادة حزب الله*
منذ اغتيال نصرالله في 27 سبتمبر، كثفت إسرائيل هجماتها على مواقع حزب الله، وخاصة في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر معقل الحزب الرئيسي، إضافة إلى الجنوب اللبناني ومنطقة البقاع شرقي البلاد.
هذه الهجمات جاءت في إطار استراتيجية إسرائيلية لتقويض البنية التحتية العسكرية لحزب الله والحد من قدرته على شن هجمات على شمال إسرائيل.
لم تقتصر الحملة الإسرائيلية على استهداف المنشآت العسكرية فقط، بل شملت أيضًا سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت قادة الحزب البارزين.
كان أبرز هذه الاغتيالات اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، الذي قضى في غارة إسرائيلية على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، هذا الاغتيال شكل ضربة كبيرة للحزب، حيث كان نصرالله يعتبر رمزًا للمقاومة اللبنانية ضد إسرائيل.
في 23 سبتمبر 2024، اغتالت إسرائيل علي كركي، قائد جبهة الجنوب في حزب الله، في غارة استهدفت موقعًا في الجنوب اللبناني، هذا الاغتيال جاء بعد اغتيال إبراهيم عقيل، قائد وحدة الرضوان، في 20 سبتمبر، الذي كان يعتبر الرجل الثاني عسكريًا في الحزب بعد فؤاد شكر، الذي اغتيل بدوره في 30 يوليو 2024.
كما اغتالت إسرائيل في 25 سبتمبر إبراهيم قبيسي، قائد وحدة الصواريخ في حزب الله، وفي اليوم التالي محمد سرور، قائد الوحدة الجوية.
تلت هذه الاغتيالات ضربة أخرى لحزب الله في 28 سبتمبر عندما اغتالت إسرائيل نبيل قاووق، العضو في المجلس المركزي للحزب والمسؤول عن الأمن، في غارة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
*مصير صفي الدين*
في سياق متصل، ما يزال مصير هاشم صفي الدين، الذي يُعتبر الخليفة المحتمل لنصرالله، مجهولًا بعد استهدافه في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في 10 أكتوبر 2024.
كما استهدفت إسرائيل وفيق صفا، مسؤول التنسيق والارتباط في الحزب، في غارة على منطقة النويري في بيروت.