إسرائيل تُوجه ضربة مزدوجة لحزب الله: كيف استهدفت انفجارات لبنان الاتصالات السرية للجماعة

إسرائيل تُوجه ضربة مزدوجة لحزب الله: كيف استهدفت انفجارات لبنان الاتصالات السرية للجماعة

إسرائيل تُوجه ضربة مزدوجة لحزب الله: كيف استهدفت انفجارات لبنان الاتصالات السرية للجماعة
حزب الله

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الانفجارات التي ضربت لبنان على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء حيث حوّلت إسرائيل أجهزة النداء والاتصال اللاسلكي إلى قنابل مميتة، استهدفت الشبكة السرية لحزب الله الواسعة والتي تضم الاحتياطيين والعاملين اللوجستيين، وفقًا لمصادر مقربة من الحزب وشهود عيان.

شبكة سرية

وأضافت الصحيفة أن الهجمات أسفرت عن مقتل 37 شخصًا، معظمهم من مقاتلي الحزب، حسبما تشير إشعارات الوفاة التي نشرها، وكان من بين الضحايا طفلان، حسبما أفادت وزارة الصحة اللبنانية، من بين الجرحى البالغ عددهم 3 آلاف شخص، العديد منهم فقدوا بصرهم أو تعرضوا لإصابات بالغة، شملوا عاملين في المستشفيات، بائعين، ميكانيكيين ومدرسين، جميعهم كانوا مرتبطين بحزب الله بشكل أو بآخر.

وتابعت أن الهجمات قدّمت نافذة نادرة على الأعمال الداخلية لحزب الله، وهو تنظيم عسكري وسياسي واجتماعي معروف بسرّيته العميقة وارتباطه الوثيق بالمجتمع اللبناني.
وأشارت إلى أن حزب الله يتمتع بدعم شعبي واسع في المناطق الشيعية بلبنان، حيث يوفر الوظائف والخدمات التي تعجز الحكومة اللبنانية المتدهورة عن تقديمها، وفي ضواحي بيروت وجنوب البلاد، يدير الحزب مستشفيات، مؤسسات رعاية اجتماعية، نقابات وشركات بناء، ويشغل وحلفاؤه 40 مقعدًا في البرلمان اللبناني المكون من 128 مقعدًا.

وقال جوزيف باهوت، مدير معهد السياسة العامة في الجامعة الأمريكية في بيروت: "الهجوم يظهر عمق تأثير حزب الله في لبنان. إنه ليس ميليشيا سرية صغيرة، بل هو بمثابة مجتمع مسلح".

حالة ذعر وفوضى

وأوضحت الصحيفة أن يوم الثلاثاء، انفجرت آلاف أجهزة النداء التابعة للحزب في مختلف أنحاء البلاد – في المنازل، المحلات التجارية، سيارات الأجرة وعلى نواصي الشوارع – ما أثار حالة من الذعر وأغرق المستشفيات بالمصابين، وفي اليوم التالي، انفجرت مئات أجهزة الاتصال اللاسلكي، ما زاد من حجم الفوضى والدمار.

وكان حزب الله قد وزع هذه الأجهزة على أعضائه في وقت سابق من هذا العام كبديل عن الهواتف المحمولة، التي يخشى الحزب أن تكون مراقبة من قبل إسرائيل في إطار حملة اغتيالات مستهدفة. 

ووفقًا لمصادر مطلعة، كانت بعض هذه الأجهزة مخصصة للمقاتلين النشطين، بينما كان الآخرون يتولون مهام لوجستية أو يعملون في الاحتياط أو في مؤسسات مدنية مثل المستشفيات.

وقال أحد المقربين من حزب الله: "الهدف كان ضرب بنية المقاومة السرية، لكن هذا لم يحدث". 

وأكد حسن نصر الله، زعيم الحزب، في خطاب له أمس الخميس، أنهم سيواصلون ضرباتهم ضد إسرائيل تضامنًا مع حماس، مضيفًا: "سنتجاوز هذا الاختبار برؤوس مرفوعة".

خوف في لبنان

وأوضحت الصحيفة أنه رغم التحدي العلني، يعيش الناس في لبنان حالة من الخوف والترقب، حيث يعاني الآلاف من أزمات اقتصادية وسياسية متلاحقة، لا يبدو قادرًا على تحمل المزيد من الضغوط.

وقال خبراء في الأمم المتحدة: "هذه الهجمات تنتهك حق الحياة، دون أي مؤشر على أن الضحايا كانوا يشكلون تهديدًا قاتلًا في تلك اللحظة"، داعين إلى تحقيق مستقل وسريع.

ويُقدر أن حزب الله لديه نحو 50,000 مقاتل نشط وعشرات الآلاف من الاحتياطيين، وكانت أجهزة النداء موزعة بشكل كبير بين أفراد الاحتياط، الذين يستدعون للخدمة سواء للقتال أو لتقديم المساعدة.